مغاوري في حوار خاص: حركة “فتح” تمثل العباءة الوطنية والهوية الفلسطينية ولم تنكر أي دور نضالي لكافة الفصائل

مغاوري في حوار خاص لـــ “فتح نيوز”: ما شاهدته خلال المؤتمر من عرس فلسطيني وحضور من كافة الدول لتأييد ومساندة الشعب الفلسطيني يؤكد على ما تعلمناه منذ صغرنا أن نعتز بعروبتنا .. وحركة “فتح” تمثل العباءة الوطنية والهوية الفلسطينية ولم تنكر أي دور نضالي لكافة الفصائل

حوار: سمية علي ـــــ صلاح أبو بكره

مغاوري في حوار خاص لـــ “فتح نيوز”: ما شاهدته خلال المؤتمر من عرس فلسطيني وحضور من كافة الدول لتأييد ومساندة الشعب الفلسطيني يؤكد على ما تعلمناه منذ صغرنا أن نعتز بعروبتنا .. وحركة “فتح” تمثل العباءة الوطنية والهوية الفلسطينية ولم تنكر أي دور نضالي لكافة الفصائل

مغاوري: عندما شاركت في المؤتمر كان بداخلي فكرة ان الوطن المحتل والصامدين على هذه الارض يحتاجون ان نذهب لهم ..

مغاوري: من يقرأ المشهد الفكري داخل حركة فتح فكأنه يقرأ الخريطة الفلسطينية ..

مغاوري: كوني مصري اعتز بمصريتي يجعلني منتميًا للقضية الفلسطينية وطرفًا فيها ..

بعد انتهاء فعاليات المؤتمر العام السابع لحركة التحرير الوطني الفلسطيني “فـتـح”، يجول في خاطر الكثيرين مجموعة من الأسئلة حول الانطباعات التي ترسخت في أذهان الوفود المشاركة في المؤتمر، وإلى أي مدى تركت مشاركتهم، وزيارة فلسطين تأثيرها في وجدانهم وعقولهم ..

أجرت النافذة الإخبارية “فتح نيوز” حوارًا شاملًا مع الأستاذ/ عاطف مغاوري نائب رئيس حزب التجمع المصري الوحدوي، والذي كان ضمن أعضاء الوفد المصري المشارك في المؤتمر العام السابع لحركة فتح في مدينة رام الله بفلسطين، حيث أكد خلاله أنه عقد حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” بما تمثله من عباءة وطنية وهوية فلسطينية لم تنكر أي دور نضالي لكافة الفصائل خلال فعاليات مؤتمرها العام السابع، وأكد ان حركة فتح ليس بالحركة الايدلوجية التي تعتمد على فكر ايدلوجي بعينه، فمن يراها ويقرأ المشهد الفكري داخل حركة فتح فكأنه يقرأ الخريطة الفلسطينية.

وأوضح مغاوري أن مشاركته في المؤتمر العام السابع وذهابه لأرض فلسطين كان بمثابة حلم تحقق، مؤكدًا انه لم يكن يومًا مجرد متبنيًا للقضية الفلسطينية أو متعاطفًا معها، ولكنه منتميًا للقضية الفلسطينية التي تمثل نموذجًا للصمود والتحدي والإصرار على رفض الاحتلال ومقاومته عبر الأسرى والجرحى والشهداء والأسر الفلسطينية.

وقال مغاوري: “بعد ذهابي لفلسطين وتفقدي لبعض ما تحتويه من جمال وصمود عٌدت أكثر تفاؤلًا واملًا بتحقيق الحلم الذي يمثل قضية صراع”، مؤكدًا ان تحقيق التحرير واقامة الدولة الفلسطينية يأتي عن طريق النضال التراكمي.

وتابع: “فالحرية ستتحقق بنقاط انتصار الشعب الفلسطيني الذي يحقق المعجزات على أرض الواقع بعيدًا عن أي مزايدات، فماذا ننتظر من كيان يخشى من جثامين الشهداء بعد استشهادهم، فأنا أرى في الافق أن حلم فلسطين واقامة الدولة سيتحقق وستقام الدولة الفلسطينية”.

وإلى نص الحوار:

ما الانطباع الذي تولد لديك عندما تلقيت الدعوة لحضور المؤتمر العام السابع لحركة فتح في مدينة رام الله بفلسطين؟

كنت اعلم بعقد المؤتمر السابع لحركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” وأن هناك الكثير من المراهنات عليه، سواء من المحبين الذين يتمنون نجاح المؤتمر أو غير المحبين الذين يتمنون فشل المؤتمر، ويخلقون سيناريوهات حوله، ولكن عندما جاءتني المكالمة التي ابلغت من خلالها بمشاركتي في المؤتمر، بكل صدق كانت بالنسبة لي بمثابة فتح طاقة القدر لي، فلم اتردد للحظة من قبول الدعوة، وهذا يعبر عن مكنون بداخلي تجاه أمنية بالفعل، فكان تحقيق الأمنية محفوف بكثير من المحاذير والمشاكل ورؤية بعض السياسيين للأمر، ولكن كان بداخلي فكرة ان الوطن المحتل والصامدين على هذه الارض يحتاجون أن نذهب اليهم، وأنني ذاهب إلى فلسطين ولا غير فلسطين، فكانت زيارتي لفلسطين أمنية، وعندما تحققت، وذهبت إلى ترابها وارضها وتذوقت ما بها من جمال زاد عشقي لهذا الوطن، فهذا الاحساس لا يشعر به إلا من يقوم بهذه التجربة.

نود معرفة المحطات التي مررت بها في طريقكم إلى فلسطين، وما انطباعك عندما وطأة قدماك أرض فلسطين؟

هناك الكثير من المحطات التي مررت بها منذ ذهابي إلى فلسطين للمشاركة في هذا المؤتمر، المرحلة الأولى فمجرد تسمية القاعة التي عقد بها المؤتمر باسم أحمد الشقيري كان لي بمثابة اعتزاز وفخر لمشاركتي في مؤتمر لهذه الحركة التحررية الوطنية، ثم الانتقال الى متحف الشهيد الرمز أبو عمار لأجده متحف للنضال الفلسطيني والهوية الوطنية الفلسطينية، وهذا يؤكد أن الشعب الفلسطيني لديه رمز فعندما نتحدث عن أبو عمار فهو حديث عن الهوية الفلسطينية، وعندما نجد أن الكوفية الفلسطينية والحطة الفلسطينية هي رمز لحركات نضالية من أجل الحقوق فهذه الرمزية تجعلنا ننظر للمحطات الرئيسية من أجل التحرر.

فما شاهدته خلال المؤتمر من عرس فلسطيني وحضور من كافة الدول لتأييد ومساندة الشعب الفلسطيني وحركة فتح يؤكد ما تعلمناه منذ صغرنا أن نعتز بعروبتنا، فأنني اذكر عندما التقيت بأصدقائي الفلسطينيين من حركة فتح بمصر على أرض فلسطين التي تمثل كافة معاني التضحية لم استطيع ان اتمالك مشاعري، وكادت الدمعة أن تفر من عيني، فأنا كوني مصري أعتز بمصريتي يجعلني منتميًا للقضية الفلسطينية وطرفًا فيها، وقمة النجاح عندما تستمع إلي فلسطيني وهو يتحدث عن مصر فتظنه مصريًا، وحينما تستمع إلى مصري وهو يتحدث عن فلسطين وتظنه فلسطيني.

من وجهة نظرك هل يعتبر الإعلان عن قرار عقد المؤتمر السابع يمثل انتصارًا على كافة التحديات والتعقيدات، وخطوة هامة على طريق إعادة النظر في كثير من القضايا؟

البعض تحدث كثيرًا عن المؤتمر فمنهم من قال ان المؤتمر جاء لحسم خلاف أو غيره، ولكن في النهاية حركة “فتح” لديها لائحة داخلية تنص على عقد المؤتمر على مدار فترات ثابتة، ففي رأيي انعقاد المؤتمر في ظل الظروف الدولية والعربية الخاصة جدًا في هذه الفترة التي تعاني الدول من تمزق واضطراب، وفي ظل انكفاء بعض الدول على همومها الداخلية، يأتي في ظل ما عودتنا عليه حركة فتح من أنها دائمًا تأتي بالجديد، وتنقل القضية الفلسطينية إلى مراحل أخرى، “فحركة فتح تمثل حركة النضال الفلسطيني، ومصر في الجسد العربي، وحينما تمرض مصر يمرض الجسد العربي، وعندما تكون بكامل عافيتها ينهض الجسد العربي، والنظام العربي، وكذلك حركة فتح عندما تمرض يمرض الجسد الفلسطيني النضالي، وحينما تكون بكامل صحتها وعافيتها تنهض فلسطين وتنتصر وستنتصر”.

فمنذ أن انطلقت حركة فتح وما صاحبها من بدايات لازمها حالة شك رهيبة من بعض الدول، فحركة فتح جاءت من خارج النظام العربي الرسمي لتفرض إرادة الشعب الفلسطيني، ولتحوله من شعب اللجوء والشتات إلى شعب مناضل يُستقبل قائده وممثله في أعلى مؤسسة دولية في الأمم المتحدة، فكل هذا أدى إلى أن يصبح الشعب الفلسطيني الآن رقمًا اساسيًا في المعادلة، ويحقق انجازات على المستوى الدبلوماسي والدولي والقانوني، وهو في طريقه إلى تحديد جدول لإنهاء الاحتلال.

وفي رأيي فأنا بعد ما رأيته على أرض الواقع خلال زيارتي لفلسطين أن الدولة الفلسطينية قد اقيمت بالفعل من حيث مؤسساتها، ولكن فكرة وجود الدولة تحت الاحتلال إلى الآن فهذا أمر نعترف به، ونحن نناضل من أجله، ولذلك كان من أبرز شعارات المؤتمر التحرير والبناء، فأننا اذا اجلنا البناء لبعد التحرير فهذا معناه اننا نؤجل القضية ككل لكن حينما نعمل في المسارين فهما يكملان بعضهما ويفرضان أمر واقع لمن يتنكر من أن يعترف بهذا الشعب المناضل، فكان من الضروري أن يعقد هذا المؤتمر لوضع رؤية مستقبلية كاملة لمهمة التحرير والبناء للفترة القادمة، وهذا ما ظهر في استراتيجية الرئيس الفلسطيني محمود عباس “أبو مازن”، فيما تضمنته الورقة الاساسية لكلمته في المؤتمر، وما تضمنته من عشرة بنود لفكرة طرح المقاومة الشعبية بكافة أشكالها وضرورة تفعيلها.

عُقد المؤتمر العام السابع لحركة فتح، وانتهى بنجاح محققاً هزيمة ساحقة على كل من شكك في قدرة فتح من تنظيم هذا المؤتمر الوطني الكبير، ووضع خارطة طريق واضحة المعالم لمسيرة النضال الفلسطيني في الأعوام القادمة، وقيم الأعوام الماضية .. فما هي أهم العوامل باعتقادك التي ساعدت على نجاح المؤتمر كأحد المشاركين فيه؟

استطيع أن أقول أن نجاح المؤتمر يرجع لبدايات حركة فتح واستراتيجيتها، فعندما عبر الرئيس محمود عباس “ابو مازن” وقال: “يفعلوا كل شيء ولكن لن نغادر أرضنا”، فهذا يؤكد أنه لن يتم تكرار ما حدث عام الـ 48، ويؤكد تجدد الخطاب الفتحاوي التحرري، والتأكيد على التمسك بالأرض الفلسطينية.

العام القادم سيكون مائة عام على وعد بلفور، وهناك مخطط لدى البريطانيين لإحياء ذكرى المائة عام باعتبارهم اصحاب الفضل في إقامه دولة إسرائيل، فيجب علينا أن نعمل قبل تاريخ 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017 في حملة دولية لمحاكمة بريطانيا، ويجب أن تعترف بخطيئتها وتعتذر عن ما ارتكبته من جرم في حق الشعب الفلسطيني عندما اعطت من لا يملك لمن لا يستحق، فهذا الأمر يكون تأكيدًا لمشروعية النضال الفلسطيني لأن وعد بلفور جريمة ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني، ويجب الرجوع عنها، فعلينا أن نعمل من منطلق أننا أصحاب حق، ولن ينجح أحد من أن يستدرجنا إلى خانة الارهاب، ومن هنا أطرح رؤية، أنه يجب أن نخاطب العالم بها، أنه لا قيمة ولا معنى لمن يتكلمون عن مواجهة الإرهاب في المنطقة لأن هذه الجماعات التي تحلم بإقامة دول بعقلية الارهاب مثلها الأعلى العصابات الصهيونية التي مارست كافة أنواع الارهاب والجرائم ضد الإنسانية، ونجحت واقامت دولتها، واصبحوا يكرمون ويمنح بعضهم البعض جوائز سلام، فإن لم يتم ايقاف الإرهاب الصهيوني، وإفلات الاحتلال من العقاب على الجرائم التي ارتكبت وما زالت ترتكب بحق الشعب الفلسطيني برأيي أن معركة المجتمع الدولي ستكون من غير فائدة، ويجب علينا ان نجعل من العام القادم عام الحق الفلسطيني ومعاقبة كل من ساهم في تهيئة استيلاء الحركة الصهيونية على فلسطين وعلى حساب الشعب الفلسطيني.

وأوجه رسالة لكافة الدول وللشعب الفلسطيني انه كلما نقترب من فلسطين تقل خلافتنا وصراعتنا، وهذا ما نتمناه بعد مؤتمر حركة النضال الوطني من أجل التحرير “فتح”، وما اسفر عنها من انتخابات اللجنة المركزية والمجلس الثوري، فما رأيته من استجابة المؤتمر لتوجيهات الرئيس في برنامجه، والذي أكد على عدم اختزال المقاومة في قرار وحيد وتشديده على استخدام الأساليب المتعددة لها، فالأولى بنا جميعًا أن ندعم القضية الفلسطينية بدعم حقيقي يتجسد على أرض فلسطين أرض الرسالات السماوية.

فجميعنا نسعى من اجل الحصول على وطن سليم وانهاء الاحتلال ورفع المعاناة عن شعبنا الفلسطيني وتحرير الحركة الأسيرة، وتحقيق الثوابت الفلسطينية الذي دفع الشهيد ياسر عرفات “ابو عمار” حياته ثمنًا للدفاع عنها ولا أحد يشكك في القيادة التي تولت المسئولية بعد أبو عمار الذي ترك ميراثًا حيًا، فتح والشعب الفلسطيني، فمن يستعرض الرحلة الفلسطينية والفتحاوية وتنقلاتها بين الدول وكيفية الحفاظ على القرار الوطني الفلسطيني في الحضن العربي، يتأكد ان استقلال القرار الوطني الفلسطيني هو خطوة مهمة ورئيسية في استعادة الوطن السليم لأن اذا ترك القرار للغير سيكون اعادة نفي للشعب الفلسطيني، فتجديد الخطاب الفتحاوي الذي اقره المؤتمر جاء للحفاظ على الثوابت، فحركة المقاومة لابد أن تحافظ على شعبها لأن تحقيق حلم التحرير يكون للأحياء من الشعب الفلسطيني.

ما رأيك فيما خرج به بيان المؤتمر السابع وتمسك الرئيس محمود عباس “ابو مازن” في فكرة ترسيخ المقاومة الشعبية؟

يجب ان يتم تطوير اداء النضال استناداً لخبرة النضال الطويلة، والثوابت قائمة ودائمة، ولكن لا يوجد مناضل وحركة تحرير تسير دون خطه تسعى من خلالها لتواجه المحتل بأساليب تسلب من يده ما لديه من قوة، وهذا الأمر لا يعني التنازل، لأن المقاومة الشعبية لها عدة اساليب، وظني أن قضية الشعب الفلسطيني وتحرر فلسطين والمقاومة الفلسطينية هم من أبرز التجارب المختلفة عن كافة حالات الاحتلال، فنحن نواجه احتلال اغتصابي واقتلاعي، وهذا ما عبر عنه الرئيس محمود عباس عندما قال: “لماذا يوجد هناك إصرار بأن اعترف بيهودية الدولة؟ فأنا لن اعترف بالدولة اليهودية”.

برأيك هل سيكون هذا المؤتمر وما خرج به من مخرجات بداية مرحلة نهج جديد تتبعه حركة “فتح” في تعاملها مع القضايا السياسية المعقدة داخليًا وخارجيًا؟

بالتأكيد، وهذا يحتاج زيادة الاقتراب الفلسطيني من كافة شركاء النضال الفلسطيني مع حركة فتح بداخل منظمة التحرير الفلسطينية لتحديد رؤية مشتركة لا أحد يزايد على الآخر، بمعنى أنه كلما نقترب من فلسطين كلما يقربنا من التحرير، فيجب أن نتمسك بالتحرير سواء كان في بعض المراحل تم ممارسة الكفاح المسلح، والآن مقاومة شعبية بأساليبها المختلفة، فالمقاومة لها الكثير من الأساليب، فالإنسانية لا تختزل المقاومة في نهج واحد، لكن أرض الواقع وتوازن القوى داخليًا وخارجيًا هو من يحدد الاسلوب الذي يجب أن يستخدم، فيجب علينا أن نمتلك رؤية مشتركة نخاطب بها العالم حتى لا يتم اللعب وقدر من التناقض الذي يكون في الظاهر تناقض، ولكنه في النهاية هو اختلاف رؤى.

أهم المشاهد التي ترسخت في ذهنك أثناء تواجدك على أرض الواقع في فلسطين؟

عندما ذهبت إلى فلسطين كانت مفاجأة لي بمثابة تحقيق حلم عشتُ احلم به طويلًا، فانا من كثرة ما قرأت حول فلسطين أصبحتُ اتجسد فلسطين لدرجة انني اكاد اعرفها بالشارع والاقضية والقرى، فكل بقعة في أرض فلسطين وكل دقيقة وكل لحظة تحمل ذكرى ومناسبة، فمنذ ان كنت بالسيارة كنت اتمنى ان تختصر المسافات حتى استطيع ان ارى هذه الاماكن القدس والخليل وبيت لحم وكنيسة القيامة وكنيسة المهد، ومربع البلدة القديمة الضيق وارى كيف تتجمع كافة المقدسات لتجمع البشر.

كما انني عندما ذهبت رأيت ما اثبت لي قمة الصراع حينما تجد الصراع في موقع واحد بشكل متزاحم وكتف بكتف هذا ما هو موجود بالخليل فسكان الخليل يعانون الكثير، وخلال لقاءنا بمحافظ الخليل شرح لنا واخبرنا ان مقر المحافظة هُدم اثناء الاجتياح الاسرائيلي لمناطق السلطة وتم إعادة بناءه، وكان بالمصادفة هناك وفد من السفراء ومبعوثو الدول الأوروبية للاطلاع على احوال الخليل اكتشفنا انه من بين 400 مستوطن او مستعمر اسرائيلي يسكنون البلدة القديمة في الخليل من ببينهم 3 اعضاء كنيست، فتقريبًا 160 الف من أهالي البلدة القديمة تُقييد حريتهم وحركتهم وتضيق على أرزاقهم حماية لهؤلاء الأعضاء، فهذا يعطينا ملامح لمؤامرة مذبحة الحرم الإبراهيمي التي نفذها ارهابي صهيوني خلال صلاة الفجر، ثم جاءوا بعد ذلك ليدعوا التقسيم الزماني والمكاني للحرم، وعندما نجد في الحرم الإبراهيمي ان مقام سيدنا إبراهيم يقتسم ما بين المسلمين واليهود فهذا المشترك لا يجب ان يكون سبيلًا لتطبيق العنصرية.

لا يمكن لي بعد ما عشته من مواقف جميل على أرض هذا الوطن ان اختصره في موقف واحد ولكنني منذ ان عُدت إلى ارض مصر وانا اردد ما سمعته من تعبير لسائق مقدسي يقود السيارة اثناء تجولي في أرض فلسطين خلال الزيارة، عندما رآني مندهش لما نمر به من كماين لجيش الاحتلال في الطرقات فرد على تسألي الذي ابدته باندهاشي قائلًا: “انا لم اخشى شجاعتهم ولكني اخشى جبنهم” فهذا التعبير يؤكد ضعف هذا الكيان الذي رغم ما يملكه من اعترافات الدول به الا انه مُصر ان يعترف به شعب فلسطين.

فأنا اتمنى ان جميع الناس يذهبون لزيارة القدس والأراضي الفلسطينية لنمثل ضاغط على هذه المفارز الأمنية التي تقطع أوصال الاراضي الفلسطينية وتحول دون الحركة حق الانتقال والسفر الذي تقره كافة الشرائع التي اقرتها الأمم المتحدة والقوانين الدولية، فمن حق المواطن الفلسطيني ان يتنقل بحريته ليتكسب قوت معيشته وليمارسه حياة طبيعية، فزيارة القدس لا تعني تطبيع فزيارة السجين لا تعني التطبيع مع السجان ولكن هو شكل من أشكال التضامن مع الألام التي يعيشها أبناء شعبنا في فلسطين من هذا الحصار الذي نراه.

ما رأيك في التغطية الإعلامية لـ “فتح نيوز” لفعاليات المؤتمر السابع؟

الحقيقة أنه اثناء مشاركتنا في المؤتمر كان هناك اشقاء في القاهرة لم تسمح لهم الظروف أن يشاركوا في المؤتمر، والذين يسمون الغائبين الحاضرين، وهم “فتح نيوز” بالقاهرة، ولكن متابعتهم وتغطيتهم للتفاصيل الدقيقة للمؤتمر جعلتني اتخيل انهم يجلسون معنا بالقاعة، فالمتابعة الاخبارية التفصيلية والتناول لأدق الأمور في المؤتمر يحسب لهم لأنهم لم يغيبوا عن المؤتمر رغم البعد الجغرافي، واستطاعوا ان يختزلوه عبر الشبكة العنكبوتية، وانتهز هذه الفرصة عبر نافذة “فتح نيوز” الاخبارية من القاهرة، واتوجه بالشكر لكافة من قاموا بالترحاب بالوفد المصري على كافة الأصعدة منذ الدعوة لحضور المؤتمر وحتى العودة إلى أرض مصر.

فتح نيوز

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا