بقلم: جمال ربيع أبو نحل
مع اطلالة اول صباح فى العام الجديد غادرت روح المطران هيلاريون كبوتشى إلى بارئها ، و لكن لم يغادر المطران البطل وجدان الشعبين الشقيقين الفلسطينى و السورى. و كافة أحرار العالم الذين عرفوا مطران القدس عن قرب او عاشوا تجربته النضالية الفريدة ، فمن مدينة حلب مسقط رأسه ، إلى القدس عاصمة فلسطين المحتلة ، حيث سكنت القدس قلبه ، قبل أن تطأ قدماه أرض فلسطين مهد السيد المسيح عليه السلام فى العام الف و تسع مائة و خمسة و ستين ، عندما عين مطرانا لكنسية الروم الكاثوليك ، حتى كان شهر أغسطس من العام 1974 ، حينما اعتقلته قوات الإحتلال الإسرائيلي فى كمين خاص ، و اتهمته بتهريب الأسلحة للثوار الفلسطينيين ، و حكمت المحكمة العسكرية الإسرائيلية عليه بالسجن اثنى عشر عاما ، و بعد جهود كبيرة للفاتيكان ، استطاع المطران البطل ان يرى النور بعد أربع سنوات داخل سجون الاحتلال .
المطران كبوتشى الثائر ، و الذى إنضم مبكرا في صفوف حركة فتح ، أسر قلب من إلتقاه إن كان ذلك إبان توليه المطرانية ، أو فى السجن ، أو فى المنفى ، و ترك شوقا غامرا فى قلوب الملايين من محبيه ممن لم يتمكنوا من لقاءه .
و كانت إرادة الإحتلال ان يتم نفى المطران كبوتشى خارج فلسطين ، و ليستمر المطران المنفى فى روما ، و التى لم تثنه سنوات السجن عن إيمانه العميق بحب فلسطين ، فجال العالم دفاعا عن فلسطين الوطن و القضية .
المطران كبوتشى لم يغمض له جفن ، و هو يرى غزة تئن بين الحصار و الموت ، فكان من أول المشاركين فى أسطول الحرية فى العام 2009 ، و الذى هاجمته قوات الإحتلال فى عرض البحر و أبعدت من فيه إلى لبنان .
فلا أمواج المتوسط العاتية ، و لا سفن بحرية الإحتلال الإسرائيلي ، مثلما لم تنل من عزيمته زنازين الإحتلال ، استطاعت ان توقف نضال المطران فعاد مرة أخرى على متن أسطول مافى مرمرة و الذى كان فى طريقه إلى غزة لكسر الحصار الجائر عليها فى العام 2010 ، حينما هاجمته بحرية الإحتلال الإسرائيلي تحت جنح الظلام و سقط فى الهجوم الإرهابي عشرة شهداء .
بين حلب والقدس و غزة و بيت لحم و روما و عواصم الدول العربية و غير العربية . طاف المطران السورى ، المولد الفلسطينى الهوى مدافعا عن حقوق الشعب الفلسطينى فى الحرية و الخلاص من براثن الإحتلال الإسرائيلي .
قصة كفاح سطرها المطران هيلاريون كبوتشى عبر سنوات من النضال الدؤوب و المتواصل ،بكل ايمان و إصرار .