الرئيسيةمختاراتمقالاتلقاء الفصائل في موسكو ... ولقاء الرئيس عباس - نتنياهو

لقاء الفصائل في موسكو … ولقاء الرئيس عباس – نتنياهو

بقلم: المحامي زياد أبو زياد

أسبوع حافل بالنشاط السياسي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية يبدأ اليوم بمؤتمر دولي في باريس وغدا بلقاء للفصائل في موسكو لا ينفصم عن لقاء باريس ، ومن الأرجح أن يكون له دور في اللقاء المرتقب بموسكو بين الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، والذي تعمل موسكو على استضافته منذ فترة طويلة . فهل سيتمخض كل ذلك عن أية نتيجة أم أننا سنظل نراوح في نفس المكان.
من المؤكد بأن لقاء باريس لن يكون خطوة نحو قرار جديد من مجلس الأمن بقبول فلسطين دولة عضواً في الأمم المتحدة قبل تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب منصبه ، وأنه لن يبني موقفا ً دوليا ً ملزما ً يضيف قوة لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334 وإنما هو في أفضل الأحوال مجرد تظاهرة دولية تشارك بها حوالي سبعين دولة بأعلى مستوى تمثيل لها هو على مستوى وزراء الخارجية ، تعبر عن ” قلقها ” من استمرار الجمود السياسي وتؤكد على حل الدولتين.
ولا شك بأن مثل هذه المظاهرة الدولية تؤكد بقاء القضية الفلسطينية على الأجندة الدولية ، وتبقي على جدول أعمال المجتمع الدولي ما يسمى بحل الدولتين ، ولكنها لا تمنع في نفس الوقت من استمرار انكماش حل الدولتين وتضاؤله نتيجة التراجع عن حدود عام 1967 بحجة تبادل الأراضي لتمكين إسرائيل من ضم ما يسمى بالتجمعات الإستيطانية ، تلك التجمعات التي ظلت تنمو وتتسع منذ ظهر هذا الطرح عام 2000 حتى اليوم . فهل نحن بحاجة لدولة أي دولة أيا ً كانت حدودها أم أن هذا السؤال يجب أن لا يغيب عن البال وأن لا يُغيّب عنه التساؤل عن جدوى الدخول في تلك المتاهة.
أما لقاء موسكو فهو بالرغم من تقديرنا للإهتمام الروسي والمساعي الروسية لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية ، إلا أنه يثير في النفس الكثير من الإمتعاض لعجزنا رغم سنوات الإنقسام الطويلة من حل مشاكلنا وخلافاتنا بأنفسنا ولجوئنا إلى أطراف دولية لحل هذه المشاكل ونحن ندرك بأن لهذه الأطراف مصالحها وحساباتها وأن لجوءنا إليها لا يمكن إلا أن يكون له ثمن سياسي لم نكن بحاجة لدفعه.
لقد فقدت إدارة الرئيس المنتهية مدته باراك أوباما دورها الرئيسي في المنطقة لتأرجحها بين دعم حركة الإخوان المسلمين وداعش ثم دخولها في تناقضات مع نفسها فيما يتعلق بهذين العنصرين وانقلابها عليهما تارة ومعهما تارة أخرى ، ثم تركها الساحة مفتوحة أمام اللاعب الروسي الذي أدار اللعبة بحنكة بالغة فباتت روسيا صديقا ً وحليفا ً لإسرائيل في إدارة القتال على الأرض السورية ، وأقامت علاقات استراتيجية مع تركيا وإيران وباتت بمثابة المحرك الرئيسي للأحداث في المنطقة .
ومن هنا تأتي أهمية الوساطة الروسية بين فتح وحماس واستضافتها للقاء الفصائل الفلسطينية وعلى مستوى وزير الخارجية الروسي ، وعدم اقتصار اللقاء على فتح وحماس وإنما بانضمام كل الفصائل بما فيها تلك كانت تحرص دائما على أن لا تتناقض مع الدور الروسي سواء في عهد الإتحاد السوفييتي أو بعد انفكاكه واستبداله بالدور الروسي.
ويبقى السؤال الذي يتردد في الذهن هو ما إذا كانت الوساطة الروسية لتحقيق المصالحة الفلسطينية هي الخطوة الأولى نحو تحقيق تسوية أو عملية سياسية تترتب على لقاء نتنياهو – أبو مازن تُحظى بالدعم الإيراني وتُمكن روسيا من تحقيق ما عجزت إدارة أوباما عن تحقيقه ، وتكون جزءا ً من تسوية إقليمية بدأت بوقف إطلاق النار في سوريا وما زال أمامها شوطا ً طويلا ً عليها أن تقطعه ، وما إذا كان هذا هو جزء من أقلمة الحل السياسي أي إخضاعه لاعتبارات ومصالح إقليمية على حساب المصالح الوطنية الفلسطينية.
الأيام القادمة كفيلة بالرد ، ولكن شيئا ً واحدا ً لا يستطيع المرء أن يتجاهله ، وهو أن روسيا بقيادة بوتين قد عادت لتلعب الدور الرئيسي في المنطقة ذلك الدور الذي بدأت تلعبه في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي ثم تراجع ، وها هي اليوم تستعيده وبكل قوة وعلى حساب تراجع الدور الأمريكي الذي بات اليوم تحت أكثر من علامة سؤال نتيجة الغموض الذي يكتنف الدور المستقبلي لإدارة الرئيس ترامب والتي لا يستطيع أحد أن يجزم ما إذا كان شهر العسل بينها وبين روسيا بوتين سيستمر للانهاية أم أن مصالح العملاقين ستتعارض وأن المؤسسات الأمريكية التي تدير الشأن الأمريكي من وراء ستار كوكالة المخابرات المركزية سي آي إيه ومجلس الأمن القومي وحلقات اللوبي المختلفة وتحالف الشركات المالية الضخمة المؤثرة في السياسة الخارجية الأمريكية ، ستعمل على وقف شهر العسل والعودة إلى المناكفة والمواجهة ربما وصولا ً إلى الحرب الباردة.
أما نحن ، فإن علينا أن نعمل على استرجاع وحدتنا الوطنية والحرص كل الحرص بأن لا نكون جزءا ً من صفقة إقليمية على حساب إعطاء الشرعية للتنازل عن جزء من ترابنا الوطني أو القبول بأقل من الحد الأدنى الذي قبلنا به من قبل وهو دولة فلسطينية على حدود 67 والقدس العربية عاصمة لها لأن كل المؤشرات تُفيد بأن هذا الحل يمر بمرحلة تقزيم واختزال أخشى أن تحوله إلى مسخ يسمونه دولة لسنا بحاجة له ، وبقاء الصراع مفتوحا أولى وأفضل منه لأنه ليس فقط من حق هذا الجيل وإنما من حق الأجيال القادمة.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا