الرئيسيةأخباراسرائيليةأضواء على الصحافة الاسرائيلية 5 شباط 2017

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 5 شباط 2017

مسؤولان اسرائيليان زارا واشنطن سرا وناقشا مع رجال ترامب تنسيق السياسة بين البلدين

تكتب “هآرتس” ان رئيس الموساد الاسرائيلي، يوسي كوهين، والقائم بأعمال مستشار الامن القومي، يعقوب نيغل، قاما بزيارة سرية الى واشنطن، قبل اسبوعين، واجتمعا خلالها بكبار المستشارين لدى الرئيس الامريكي دونالد ترامب، من اجل مواصلة تنسيق السياسة بين البلدين، حسب ما كشفه مسؤول رفيع في القدس.
وكانت تلك هي المرة الثانية التي يلتقي فيها كوهين ونيغل مع مستشاري ترامب منذ انتصاره في الانتخابات الرئاسية. وكانت المرة الاولى في بداية شهر كانون الاول من العام الماضي، والثانية قبل عدة ايام من تسلم ترامب لمنصبه. والتقى كوهين ونيغل مع مستشار الامن القومي الأمريكي الجديد مايكل فلين، ومسؤولين اخرين في طاقم الرئيس. وكما في اللقاء الاول، رافق كوهين ونيغل، سفير اسرائيل لدى واشنطن، رون دريمر.
وركزت المحادثات التي اجراها كوهين ونيغل على المسألة الايرانية والوضع السوري بشكل خاص، لكنهما تطرقا، ايضا، الى الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني. وقال المسؤول الرفيع في القدس ان المحادثات شملت تبادل اراء ومعلومات في المسائل المختلفة، كجزء من بلورة سياسة الادارة الجديدة. واكد ديوان نتنياهو نبأ الزيارة، لكنه رفض كشف تفاصيل حول جوهر المحادثات.
ونشر البيت الأبيض، ليلة الخميس/الجمعة، بيانا اعلاميا هو الاول من نوعه في موضوع المستوطنات. وجاء على خلفية سلسلة القرارات الاخيرة للحكومة الاسرائيلية بشأن بناء اكثر من 6000 وحدة اسكان جديدة في المستوطنات، في الضفة الغربية والقدس الشرقية، واعلان نتنياهو قرار بناء مستوطنة جيدة لمستوطني عمونة. وجاء البيان بعد ساعتين من نشر “جيروزاليم بوست”، لتصريحات صدرت عن مسؤولين في البيت الأبيض جاء فيها ان اسرائيل لم تنسق ولم تطلع ادارة ترامب على سلسلة البيانات المتعلقة بالاستيطان وان هذه البيانات تخرب على محاولة ترامب دفع العملية السلمية. واكد مسؤولون في القدس ان البيان الثاني المتعلق ببناء 3000 وحدة، على الاقل، لم يتم تنسيقه مع البيت الابيض.
وجاء في بيان البيت الابيض، الذي وقعه الناطق شون سبيسر، ان توسيع المستوطنات في الضفة الغربية من شأنه التأثير على العملية السلمية بين اسرائيل والفلسطينيين. وان “رغبة الولايات المتحدة بالسلام بين اسرائيل والفلسطينيين بقيت من دون تغيير طوال 50 سنة. ورغم اننا لا نؤمن بأن المستوطنات تعيق السلام، الا ان بناء مستوطنات جديدة او توسيع القائمة خارج حدودها الحالية قد لا يفيد تحقيق هذا الهدف”.
وأضاف البيان انه “كما قال الرئيس في اكثر من مرة، فإنه يأمل تحقيق السلام في كل منطقة الشرق الاوسط. ادارة ترامب بلورت موقفا رسميا بشأن العمل في المستوطنات وتتوقع مواصلة مناقشة ذلك، خاصة مع رئيس الحكومة نتنياهو، عندما يزور الرئيس ترامب في وقت لاحق من هذا الشهر”.
كما اعلنت وزارة الخارجية الامريكية ان الوزير ريكس تيلارسون اجرى محادثة هاتفية مع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يوم الخميس، لكنه لم يوضح ما اذا تطرقت المحادثة الى بيان البيت الأبيض. وتطرق السفير الاسرائيلي لدى الامم المتحدة الى البيان وقال انه لا يزال من المبكر تحديد كيف سيؤثر على استمرار البناء في المستوطنات.
وكان نتنياهو قد وعد المجلس الوزاري المصغر، بإجراء نقاش منظم قبل سفره الى واشنطن، من اجل بلورة السياسة التي سيعرضها امام الرئيس ترامب.
وسيغادر نتنياهو البلاد بعد ظهر اليوم الاحد، متوجها الى لندن، للقاء نظيرته البريطانية تيريزا ماي، غدا، في اول لقاء بينهما منذ تسلم ماي لمنصبها. وقال المتحدث بلسان ماي انه من المتوقع ان تعرض امام نتنياهو موقف الحكومة البريطانية الذي يعتبر المستوطنات تتآمر على الثقة المطلوبة من اجل دفع العملية السلمية وحل الدولتين.

نتنياهو يتغيب عن التصويت على قانون التنظيم ومصادر تقول ان الليكود يفحص امكانية تأجيله

تنقل “هآرتس” عن مصادر في حزب الليكود قولها، ان مسؤولين كبار في الحزب، فحصوا امكانية تأجيل التصويت على قانون تنظيم المستوطنات القائمة على اراضي فلسطينية خاصة، والمرتقب طرحه للتصويت في القراءتين الثانية والثالثة يوم غد الاثنين.
وحسب المصادر فقد تم فحص هذه المسألة عدة مرات مع اعضاء في المعارضة البرلمانية، التي اوضحت بانها لن تتعاون مع الائتلاف في هذه المسألة. لكن رئيس الائتلاف الحكومي النائب دافيد بيتان (الليكود) اوضح بأنه لن يتم تأجيل التصويت.
وكان وزير التعليم نفتالي بينت (البيت اليهودي)، قد صرح في الكنيست يوم الاربعاء، خلال إخلاء بؤرة عمونة، انه سيتم التصويت على مشروع القانون يوم الاثنين و”سيتم وضع حد لطريقة الاقتلاع القضائي”. كما قال زميله في البيت اليهودي، النائب بتسلئيل سموطريتش، يوم الخميس، انه اذا لم يتم التصويت على القانون يوم الاثنين، فلن تبقى الحكومة قائمة. واوضح: “انا لا اقول ذلك باسمي فقط وانما باسم الوزير بينت أيضا”.
ومساء امس السبت، قالت وزيرة القضاء اييلت شكيد، ان الحكومة تستعد للدفاع عن القانون امام المحكمة العليا، رغم اعلان المستشار القانوني للحكومة، ابيحاي مندلبليت، بأنه لن يدافع عن القانون اذا تم الالتماس ضده الى المحكمة العليا. وقالت شكيد ان “الحكومة ستستأجر خدمات محام خاص الى جانب المستشار القانوني للكنيست”. واضافت في تصريحها لبرنامج “واجه الصحافة” انه “اذا تم رفض قانون التنظيم فان هناك سلسلة من القرارات الادارية التي اتخذها المستشار القانوني للحكومة لتنظيم غالبية المستوطنات”.
يشار الى ان رئيس الحكومة نتنياهو سيتواجد في لندن اثناء التصويت على القانون في الكنيست، ولذلك لن يشارك فيه. ويلعب نتنياهو خلال الاسابيع الأخيرة دورا مزدوجا في كل ما يتعلق بدفع هذا القانون. فعلى الرغم من اعلان معارضته له والتحذير من الضرر الدولي الذي سيسببه، اعلن في الاسبوع الماضي نيته طرح القانون للتصويت عليه، مقابل إخلاء عمونة. وفجأة قرر بيتان في الاسبوع الماضي، تأجيل التصويت ليوم غد الاثنين.
وانتقد النائب تساحي هنغبي، خلال مشاركته في برنامج “سبت الثقافة” في نس تسيونا، امس، بشكل علني، المساعي المبذولة لدفع هذا القانون واعتبره “تلاعبا سياسيا هدفه توفير مبررات لمن فشلوا في منع إخلاء عمونة. الناس في اليمين الذين لم يملكوا الجرأة على قول الحقيقة للمستوطنين. يمكن الافتراض بأن القانون لن يمر”. وتكهن هنغبي بأن المحكمة العليا سترفض القانون، لكنه اوضح وجود غالبية في الكنيست مؤيدة له.
وقالت النائب تسيبي ليفني (المعسكر الصهيوني)، خلال مشاركتها في البرنامج نفسه، ان “قانون التنظيم يسبب لإسرائيل ضررا اكبر مما تسببه كل الحركات من امثال “يكسرون الصمت”، “بتسيلم” او أي تنظيم اخر. انه يقول للعالم ان حكومة اسرائيل تدعم السيطرة على الاراضي الخاصة وتهزأ بالقانون الدولي. لقد قال نتنياهو ان القانون سيقودنا الى مجلس الامن الدولي ومحكمة لاهاي. مجلس الامن اصدر قرارا، وتمرير القانون سيعرض جنود الجيش للمحاكمة في لاهاي”.
الى ذلك، وفي سياق متصل، تكتب “يديعوت احرونوت” انه بعد الانتهاء من إخلاء عمونة، يأتي الآن دور إخلاء تسعة بيوت في مستوطنة عوفرا المجاورة، والتي امرت المحكمة بهدمها بسبب بنائها على اراضي فلسطينية خاصة. واذا لم يصدر قرار اخر عن المحكمة في الالتماس الذي قدمه اصحاب البيوت لتأجيل الهدم، سيكون عليهم اليوم او غدا إخلاء البيوت، ذلك ان قرار المحكمة يحدد يوم الثامن من الشهر الجاري موعدا اخيرا للإخلاء.
وكانت الدولة قد اعلنت في ردها على الالتماس، رفضها تأجيل إخلاء بيوت اربع من العائلات، بينما اوصت بتأجيل هدم البيوت المتبقية حتى نهاية نيسان لكي يتسنى الانتهاء من اعداد البيوت البديلة لهم التي يجري العمل فيها. ومن المفروض ان يصدر قرار المحكمة في هذا الموضوع حتى الساعة العاشرة من صباح يوم غد الاثنين.
يشار الى ان عوفرا كلها اقيمت بشكل غير قانوني ولا يملك اصحاب البيوت فيها أي ترخيص رسمي، لكنه لم يتم حتى الان تقديم أي استئناف ضد بقية البيوت التي يزيد عددها عن 500 بيت.

لماذا يتأخر تعيين السفير الامريكي ديفيد فريدمان؟

هذا السؤال تطرحه “يديعوت احرونوت” وتنقل عن مصادر في واشنطن قولها انه على الرغم من اعلان الرئيس ترامب رسميا عن ترشيح فريدمان لهذا المنصب، الا انه لم يتم التصديق حتى الان على التعيين، خلافا لتعيين الكثير من السفراء الجدد. ويسود التقدير بأن تعيين فريدمان يجابه معارضة من قبل مسؤولين كبار في الحزب الجمهوري بسبب معارضته لحل الدولتين للشعبين، ودعمه لمشروع الاستيطان.
يأتي هذا في وقت اعلن فيه البيت الابيض في بيان صدر في نهاية الأسبوع انه على الرغم من عدم ايمانه بان المستوطنات تشكل عقبة امام السلام، الا انه يعتقد بأن بناء مستوطنات جديدة او توسيع القائم منها يمكن ان لا يساهم في تحقيق السلام.
ويبدو ان الرئيس ترامب الذي سبق وانتقد الرئيس السابق اوباما حين رفضت ادارته استخدام الفيتو خلال تصويت مجلس الامن على قرار ضد المستوطنات، مر بتقلب في مواقفه، بشكل خاص، كما يبدو، في اعقاب اللقاء بينه وبين الملك الاردني عبدالله يوم الخميس، حيث اوضح الملك لترامب الثمن المتوقع لنقل السفارة الأمريكية الى القدس وتكثيف البناء في اعماق الضفة الغربية.

الاف اليهود والعرب يتظاهرون في تل ابيب ضد سياسة هدم البيوت العربية

كتبت “هآرتس” ان الاف اليهود والعرب، تظاهروا مساء امس (السبت) في مدينة تل ابيب، احتجاجا على هدم البيوت في قلنسوة وام الحيران، والتخوف من قيام الحكومة بتنفيذ اوامر هدم اخرى. وقال المنظمون ان حوالي خمسة آلاف شخص شاركوا في المسيرة التي انطلقت من مفترق شارعي الملك جورج واللنبي، وتوقفت بجانب “بيت جابوتنسكي” (مقر حزب الليكود)، ومن ثم انتهت بالقرب من ساحة ديزنغوف.
وتحدثت امال ابو اسعد، ارملة يعقوب ابو القيعان، الذي قتل خلال هدم البيوت في ام الحيران في الشهر الماضي، وقالت: “من المهم لي الوقوف والتحدث امامكم هنا ونقل رسالة الى رئيس الحكومة والوزراء: رغم تحريضكم الأرعن، العنصرية والتمييز في القوانين، في البنى التحتية والخدمات الحكومية – لن تنجحوا بتقسيم مواطني الدولة. انتم المتواجدون هنا، الاثبات على ان اليهود والعرب يمكنهم ويريدون العيش معا بمساواة”.
وأضافت ابو اسعد: “انضموا إليّ اليوم في مطالبة الحكومة الاسرائيلية: اقيموا لجنة تحقيق الان – لجنة مستقلة للتحقيق في احداث إخلاء ام الحيران، حيث قتل هناك زوجي يعقوب ابو القيعان والشرطي ايرز ليفي رحمهما الله. هذا هو واجبكم ازاء مواطني الدولة ونحن جميعا نطالب بأجوبة – من اجل الحياة المشتركة والمساواة لكل مواطني الدولة”.
وقد شاركت في تنظيم التظاهرة العديد من التنظيمات اليهودية والعربية، وحسب بعض المنظمين فان نجاحها يؤشر على مرحلة جديدة من النضال اليهودي – العربي. والقى الخطباء كلماتهم بالعبرية والعربية وقام المتظاهرون برفع اعلام اسرائيل وفلسطين. وتحدثت الطالبتان فاطمة يحيى وبار ايتماري، من المدرسة العربية – اليهودية المشتركة “جسر على الوادي” في كفر قرع، وقالتا: “لم نعد ساذجات، نحن نعرف ان السلام لا يزال بعيدا، لكن الخطوة الاولى التي يمكن لكل واحد وواحدة منا عملها من اجل تحقيق الواقع الذي غنينا له حين كنا طفلات، هو العيش في جيرة حسنة، تتخللها المساواة والكرامة، ومن دون عنصرية وتحريض ضد أي مجموعة. نحن هنا اليوم لكي نثبت ان هذا ممكن”.
وقال رئيس القائمة المشتركة النائب ايمن عودة، خلال المظاهرة: “وصل الى هنا اليوم، الاف الناس، اليهود والعرب، من مختلف انحاء البلاد، لكي يصرخوا ضد الهجوم الحكومي على الجمهور العربي ومن اجل المساواة، من اجل الاعتراف بالقرى العربية غير المعترف بها، ومن اجل المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق رسمية لفحص كل الاحداث التي رافقت الاخلاء المتوحش في ام الحيران”. وقال زميله النائب دوف حنين ان “الالاف الذين يتظاهرون هذا المساء في تل ابيب يطلقون صوت الأمل والعقل، امام سلطة تختار الكراهية والتحريض. نحن نعرف ان التحريض هو الملاذ الأخير للفاشل، لكننا لن نسمح لنتنياهو بإشعال حريق كبير هنا”.
وقالوا في لجنة المتابعة العليا لقضايا الجماهير العربية انهم قرروا زيادة التوجه الى الرأي العام الاسرائيلي والدولي، “في ظل زيادة التصعيد العنصري والهجمات التي يشنها نتنياهو وحكومته على الجمهور العربي وعلى المجال الديموقراطي كله”، حسب ما قاله رجا زعاتره، رئيس اللجنة الفرعية للحفاظ على التواصل مع الجمهور الاسرائيلي.

يحيموفيتش تنافس على رئاسة الهستدروت

تكتب “هآرتس” ان عضو الكنيست شيلي يحيموفيتش، من حزب المعسكر الصهيوني، قررت المنافسة على رئاسة نقابة العمال العامة (الهستدروت)، لكنها لم تجد حتى الان قائمة تترأسها. ولم تعلن يحيموفيتش القرار رسميا، لكن جهات في الجهاز السياسي تؤكد قرارها هذا. وفي المقابل يعمل رئيس النقابة الحالي، ابي نيسنكورن، على الغاء الانتخابات المقررة لشهر ايار القادم، وذلك من خلال سعيه الى التوقيع على اتفاقيات ائتلافية مع الكتل الممثلة في النقابة، ظهر اليوم الاحد. وسيكون على هذه الكتل الاعلان حتى الساعة 12:00 من ظهر اليوم، عما اذا ستنافس في الانتخابات.
وكانت يحيموفيتش قد تخبطت كثيرا في اتخاذ قرار بهذا الشأن، وحسمت الأمر هذا الاسبوع. وحسب دستور النقابة فانه يسمح بالمنافسة على رئاسة النقابة فقط باسم كتلة مسجلة رسميا، الا ان يحيموفيتش لم تقم بتسجيل كتلة كهذه في الموعد المطلوب.
وتعتبر يحيموفيتش مقربة من الوزير حاييم كاتس، الذي يسيطر على كتلة “عوز”، لكن الكتلة تدعم رئيس الهستدروت الحالي نيسنكورن، ولذلك فان الامكانية الاخيرة المتبقية امام يحيموفيتش هي خوض المنافسة باسم كتلة “البيت الاجتماعي” التي سجلها النائب ايتان كابل. لكنه تبين في نهاية الأسبوع بأن المدراء الحاليين لهذه الكتلة وقعوا على اتفاق مع نيسنكورن، ولا يوافقون على قيادتهم من قبل يحيموفيتش. ويفحص كابل حاليا الامكانيات القانونية التي يمكنها السماح له باسترداد السيطرة على الكتلة.
وقال كابل معقبا: “خلال الـ48 ساعة الاخيرة تم اللجوء الى خطوات عنيفة وجبانة للسيطرة على كتلتي. وانا اعلن بأنني لن اسمح بذلك، وسأقوم بكل اجراء قانوني ورسمي يضمن اجراء الانتخابات. لن اسمح بأن يتم في احد الاجهزة الكبيرة والهامة في البلاد تعيين رئيس لدورة ثانية من دون انتخابات”.
وقال نيسنكورن معقبا انه وكتلته “عوجن” على استعداد لخوض الانتخابات امام كل منافس، وان من يدعي غير ذلك فانه كاذب. وقال ان “الادعاءات بشأن كتلة البيت الاجتماعي ترتبط بقضايا داخلية تخصهم، وكل محاولة لادعاء غير ذلك، هي كذب وتزوير. كتلة البيت الاجتماعي وقعت على ائتلاف مع كتلتي علنا”.

معهد اسرائيلي يدعي ان اوباما سمح لايران بتطوير صواريخ لضرب اسرائيل

تكتب “يسرائيل هيوم” ان مقالة نشرها المعهد الاسرائيلي لدراسة وسائل الاعلام في الشرق الاوسط (ميمري)، يوم الخميس، تدعي ان الرئيس الأمريكي السابق براك اوباما توصل الى تفاهمات هادئة مع ايران، تغض واشنطن في اطارها النظر عن تطوير الصواريخ الباليستية الايرانية، طالما كان مداها يصل الى اسرائيل، ولا يصل الى اوروبا!
ويستعرض المقال سلسلة من التصريحات الايرانية التي تؤكد هذا التكهن، ويشير الى ان التجربة التي اجرتها الجمهورية الإسلامية في الاسبوع الماضي، على صاروخ يصل مداه الى حوالي 2000 كلم، يسهم ايضا في تدعيم هذا التكهن.
وحسب المقالة فانه “فور توقيع الاتفاق المرحلي في العاشر من كانون اول 2013، قال قائد الحرس الثوري الايراني، علي جعفري، انه يمكن لإيران انتاج صواريخ يتجاوز مداها مسافة 2000 كلم”، لكنها قررت عدم القيام بذلك. “كما المح مسؤولون في الحرس الثوري الى ان القيود على مدى الصواريخ الايرانية، بحيث يمكن وصولها الى اسرائيل فقط، ولكن ليس الى اوروبا، كان جزء من الاتفاق النووي في تموز 2015″، حسب ما يدعيه المقال. واضاف ان جعفري تطرق الى ذلك بشكل غير مباشر عندما قال ان ايران لا ترتدع من القرار الدولي 2231 الذي تبنى الاتفاق النووي. فهذا القرار لم يقيد مدى الصواريخ الباليستية الايرانية، وانما يمنع تطوير صواريخ يمكنها حمل رؤوس حربية نووية. واضاف المقال ان “هذه التصريحات تدل على ان المصادقة على تطوير صواريخ يمكنها اصابة اسرائيل، لم يندمج في الملحق السري للاتفاق النووي، لكنه انعكس في اتفاق غير خطي، يشكل جزء لا يتجزأ من الاتفاق النووي. وكان من المريح للجانبين عدم نشر هذا التفاهم بشكل خطي، لأن ايران لم ترغب بالاعتراف بأن خطتها الصاروخية هي هجومية، وادارة اوباما تخوفت من ابعاد اكتشاف سماحها لإيران بتطوير صواريخ يمكنها اصابة اسرائيل”.

حماس تنفي سعيها لمفاوضة اسرائيل حول تبادل الاسرى

تكتب “يسرائيل هيوم” ان مسؤولا رفيعا في وفد حماس الى محادثات القاهرة قال ان مسألة المفقودين الاسرائيليين في غزة لم تناقش خلال المحادثات بين وفدي حماس والاستخبارات المصرية. وجاء نفي هذا المصدر الرفيع بعد قيام وسائل اعلام عربية بالنشر نقلا عن مصادر في حماس بأن الوفد ناقش مع المخابرات المصرية امكانية استئناف الاتصالات غير المباشرة مع اسرائيل، بوساطة مصرية، في محاولة للتوصل الى صفقة تقوم حماس في اطارها بإعادة جثماني الجنديين هدار غولدين واورون شاؤول والمفقودين الاسرائيليين الاخرين الذين اجتازوا الحدود الى غزة، مقابل إطلاق سراح اسرى التنظيم.

مقالات
بيان ترامب حول المستوطنات: حكومة اسرائيل ايضا خاضعة للتحذير

يكتب براك ربيد، في “هآرتس” ان المسؤولين في البيت الأبيض تخبطوا طوال اسبوع في كيفية الرد على موجة البيانات التي صدرت عن القدس بشأن بناء آلاف الوحدات الاسكانية في المستوطنات. والبيان الذي تم نشره ليلة الجمعة، والذي شكل اول تطرق رسمي من قبل ادارة ترامب لهذا الموضوع، تم صياغته بقفازات من حرير، بشكل دبلوماسي ومؤدب، لكن السطر الاخير واضح – بالنسبة للرئيس الأمريكي، باتت الحكومة الإسرائيلية، أيضا، خاضعة للتحذير.
يوضح بيان البيت الأبيض، بأنه حتى وان طرأ تغيير على السياسة التي اتبعتها ادارة اوباما، الا ان هذا التغيير ليس دراماتيكيا الان. ترامب يعود، في الواقع، الى سياسة الرئيس الثالث والاربعين للولايات المتحدة، جورج بوش الابن، بشأن المستوطنات. أي ان هدفه النهائي هو التوصل الى اتفاق سلام اسرائيلي – فلسطيني، على اساس حل الدولتين. وحسب البيان، فان البناء في المستوطنات لا يفيد في دفع هذا الهدف. حدود الاطار الذي حدده ترامب في هذا البيان تشبه تلك التي حددها جورج بوش الابن – معارضة اقامة مستوطنات جديدة، واستعداد للبناء في المستوطنات القائمة، فقط داخل خط البناء القائم. ورغم انه لم يتم كتابة هذا الأمر بشكل مفصل، الا ان حدود هذه السياسة هي البناء داخل الكتل الاستيطانية فقط.
السياسة التي عرضها البيت الابيض ليلة الجمعة، في موضوع المستوطنات، تمثل نقطة انطلاق فقط. بل اكد البيان الأمريكي بأن الرئيس ترامب لم يحدد حتى الان سياسة نهائية ورسمية في هذا الموضوع. وتم توضيح نقطة الانطلاق هذه بشكل علني حتى قبل قيام ادارة ترامب بإجراء ولو محادثة واحدة مع الفلسطينيين، ومن دون ان يناقش هذه المسألة حتى العمق مع قادة الدول العربية، باستثناء محادثة قصيرة اجراها مع الملك الأردني، عبدالله، يوم الخميس. الأمر الواضح هو انه بعد اسبوعين من دخول ترامب الى البيت الابيض، وقبل 12 يوما من التقائه برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، عادت مسألة المستوطنات لتحتل مكانة رئيسية في الخلاف بين اسرائيل والولايات المتحدة. ومن هذه النقطة، فان الانتقاد الامريكي للمستوطنات يمكن ان يشتد.
يوم الخميس، وقبل نشر البيان الأمريكي في موضوع المستوطنات، تلقى رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، محادثة هاتفية من وزير الخارجية الأمريكي الجديد، ريكس تيلارسون. هذا الأخير الذي قد يظهر بأنه مثل جيمس بيكر بطراز 2017، يصل للتعامل مع العملية السلمية كورقة بيضاء. فهو لم يتعامل من قبل مع هذه المسألة، ومن المشكوك فيه انه تحدث في حياته مع أي اسرائيلي او فلسطيني حول هذا الموضوع. دخول تيلارسون الى منصبه يعيد وزارة الخارجية الأمريكية الى الصورة والى عملية اتخاذ القرارات. من المشكوك فيه وجود دبلوماسي امريكي واحد يدعم البناء في المستوطنات او نقل السفارة الى القدس او ضم الضفة الغربية الى اسرائيل.
لقد نجح البيت الأبيض باحتواء القرار الاول الذي صدر عن نتنياهو ووزير الامن ليبرمان، قبل اسبوع ونصف، بشأن المصادقة على بناء 2500 وحدة اسكان جديدة في المستوطنات. وقد قام ديوان رئيس الحكومة نتنياهو، باطلاع البيت الابيض على القرار مسبقا، وكان الرد الامريكي المقتضب منسقا مع اسرائيل. لكن القرار الثاني بشأن بناء 3000 واحدة، لم يكن منسقا مع البيت الابيض، وكذلك الأمر بالنسبة لإعلان نتنياهو، ولأول مرة منذ 20 عاما، عن بناء مستوطنة جديدة في اعماق الضفة الغربية. وهذا الأمر لم يعد بإمكان البيت الأبيض احتوائه، فأوضح انه حتى ان كان يمكنه غض النظر عن البناء المراقب، الا انه لن يستطيع الصمت امام انفلات حكومة اسرائيل في المستوطنات.
اللقاء بين نتنياهو وترامب في 15 شباط سيكون حاسما بشأن المستقبل. الرئيس الأمريكي يريد محاولة تحقيق تقدم في العملية السلمية وسينتظر سماع ما الذي يقترحه نتنياهو في هذا الشأن. بيان البيت الأبيض شكل تلميحا محذرا لنتنياهو بأنه من المناسب ان يحضر ومعه بضاعة. نتنياهو وبقية اعضاء المجلس الوزاري المصغر في اسرائيل شاهدوا كيف يتصرف ترامب مع زعماء يعتبرهم يقفون بينه وبين تحقيق اهدافه. الأمر الاخير الذي تحتاجه اسرائيل هو ان يغلق ترامب الهاتف في وجه نتنياهو، ويعلن انه لا فائدة من تضييع الوقت، ويغرد على تويتر بأنه ينتظر مقابلا للتمويل الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل.

مستوطنون محتملون، وليسوا صحافيين

تكتب عميرة هس، في “هآرتس” انه في الوقت الذي كان يجري فيه تغطية السيرك في عمونة من كل زاوية ممكنة، والدمدمة بمودة وتفهم لمعاناة لصوص الأرض – كلفت الاذاعة العبرية الثانية نفسها، احضار موقف الفلسطينيين. بشكل غير مباشر. رئيس المجلس المحلي في بلدة سلواد – التي تم سرقة اراضيها ايضا من اجل اقامة البؤرة – ادلى بتصريحات لقناة مقربة من حماس، وقال ان الحل للمستوطنين الذين تم اخلاءهم هو العودة الى اوروبا، المكان الذي جاؤوا منه. كما جاء في النبأ ان رئيس المجلس، عبد الرحمن ابو صالح، هو احد الذين قدموا الالتماس الذي يعارض نقل البؤرة الى قسائم ارض مجاورة على التل نفسه.
تصريح رئيس المجلس المحلي يدل على المامه بالخلفية الطائفية للصوص عمونة والراقصين فيها. ليس صدفة انه لم يقل فليرجعوا الى المغرب او العراق. ولكن لنرجع الى النبأ نفسه: انه، بالطبع، ليس ملائما للبث. حتى في المحادثات التافهة مع فلسطينيين يمكن سماع موقف مشابه، وليس فقط بشأن سكان بؤرة واحدة. وليس مجرد موقف: لقد سبق وسمعت من فلسطينيين انهم على اقتناع بأن اليهود يغادرون البلاد بحشودهم. إما بسبب قوة تهديد حماس، التي يقف معها الله، او للبحث عن حياة اكثر مريحة، او لأن اليهود يفهمون بأن مكانهم ليس هنا. وهناك من يقتبسون، ايضا، الآية المناسبة من القرآن، التي تتنبأ بمغادرة اليهود.
لكن هناك من يتحدثون بشكل مختلف، ايضا: على سبيل المثال ع، في الستينيات من عمره، من غزة. انه مسلم متزمت، يتحفظ من حماس. وقد قال لي ذات مرة: “كمسلم مؤمن لا يمكنني تخيل هذه البلاد من دون اليهود”. وقالت لي الأمر نفسه ل، ملحدة من بيت مسيحي، في الجليل. “انتم جزء من هذا المكان”. وهناك لاجئون يقتبسون دائما عن اهاليهم واجدادهم قولهم: عشنا في جيرة حسنة مع اليهود.
كل مقولة تقال في سياق معين، ولا تنطوي على حقيقة مطلقة. باستثناء الحقيقة التالية: الفلسطينيون يخضعون للنظام السادي الاسرائيلي المنظم. ان كانوا قد اعتقدوا قبل 20 سنة بأنه سينتهي، فانه من الواضح لهم اليوم ان اسرائيل تنوي مواصلة تطوير هذا النظام، تحسينه وترسيخه. الانتفاضة الشعبية فشلت، المفاوضات تبينت كخديعة، الدبلوماسية تعرضت للهزيمة، الكفاح المسلح هو سيف ذو حدين. مقابل كل صراع قضائي ناجح ضد سرقة الاراضي، هناك عشرات الصراعات التي تنتهي ببقاء الأرض في ايدي المستوطنين. لقد اثبت اليهود لكل من لم يعرف، او لم يوافق، ان الكيان الذي اقاموه هو استعماري، أي يسعى الى استبدال شعب واحد بشعب بآخر، وطرد الشعب الواحد لصالح الشعب المختار.
اسرائيل تنفذ والفلسطينيين يردون بمقولات تلامس حافة اليأس، او يقولون امور تبعث فيهم الامل بأن التغيير للأفضل ممكن. الخط الفاصل بين الهلوسة والأمل، بين الامل واليأس، دقيق جدا، وترسمه سياسة اسرائيل.
لقد اذاعت الشبكة الثانية النبأ بصوت شديد اللهجة، بنبرة “وليفهم من يفهم”. بمعنى ان يفهم من يفهم بأن المشكلة هي ان هؤلاء الفلاحين يعادون السامية، ولذلك، ليس فقط انهم لم يقدموا الخبز والملح لسارقي ارضهم، وانما استنزفوا قواهم في الالتماسات وسرقوا منهم الوقت الثمين الذي كان يجب ان يكرسوه بطمع وبشغف للصلاة لرب الجيوش.
النبأ الذي اذاعته الشبكة الثانية تظاهر وكأن لمقولة رئيس مجلس سلواد جوهر واحد (سلب الحقوق من اليهود) وليس له أي سياق، او ان سياق السرقة المنهجي، المتوحش والساخر – ليس مهما. وبالمناسبة، مستوطنة عوفرا، ايضا، قائمة على اراضي سلواد.
كل خبر صحفي له سياقه، وكذلك الأمر بالنسبة لكل خبر لا يكلفون انفسهم نشره: هو ايضا له سياقه. في اذاعة الشبكة الثانية نسمع معلومات من رجال امن فلسطينيين عن اعتقال حملة سكاكين، وكذلك نسمع اصوات ساسة فلسطينيين. لن نجد في الاذاعة تقارير يومية حول الهدم الروتيني لبيوت الفلسطينيين في الضفة، وعن طرد المزارعين والرعاة من أراضيهم لصالح اقامة مناطق تدريب للجيش، ولن نسمع عن المنع المنهجي للبناء لدى الفلسطينيين، وتقييد تحركاتهم واقتحام بيوتهم.
كما انهم لا يخرجون من جلدتهم لفحص ظروف قتل نساء فلسطينيات وفتية فلسطينيين، بنيران الجيش الاسرائيلي رغم انهم لم يشكلوا أي خطر على حياة الجنود، علما انه ليست هناك حاجة حتى لإجراء تحقيقات مستقلة. اذ يمكن الاقتباس من تحقيقات “بتسيلم”، ونشر رد الناطق العسكري، وعلى سبيل الموازنة المقدسة، اجراء لقاء ايضا مع شخص من جمعية “رجابيم” او “كهانا حي”. هذا كله يوفرونه على المستمعين للإذاعة الثانية. باختيارهم.
سياق الانباء التي يتم نشرها، او لا يتم نشرها، هو سياق واحد: التجنيد لصالح المشروع الاستيطاني، من خلال حجب المعلومات التي تثير الشك بشأن اتجاهات اسرائيل ومنطق سياستها. الانتقاد الطبيعي، الاهتمام، الفضول وواجب الوصف المنوع للظواهر – هذا كله يهجر البث العام عندما يتحدث عن حياة الفلسطينيين تحت السلطة الاسرائيلية. نحن هنا اسرائيليين ومستوطنين اولا، او مستوطنين محتملين، ولن نكون ابدا صحفيين.

تصريح رئاسي للمستوطنات

يكتب سيفر فلوتسكر، في “يديعوت احرونوت” انه لا يمكن التأكد بشكل مطلق- فلدى الرئيس دونالد ترامب، لا يمكن أبدا التأكد من شيء – لكن يجب ان نكون مستعدين، مستعدين لحدوث تحول حاد في توجه البيت الابيض ازاء المستوطنات. هذا التحول نجده في بيان ترامب، الموقع من قبل الناطق بلسان البيت الأبيض، كما نشر بعد اعلان نتنياهو عن نيته المصادقة على بناء مستوطنة جديدة في المناطق. لقد كرر الناطق البيان كلمة بكلمة خلال مؤتمر صحفي عقده يوم الجمعة.
لقد امتنعت حكومات اسرائيل طوال قرابة ربع قرن عن بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية، واكدت بأن البناء في المناطق يتم فقط “داخل حدود” المستوطنات القائمة. والحدود واسعة بما يكفي لاستيعاب نصف مليون يهودي آخر، دون ان يحدث اكتظاظ. اعلان نتنياهو يتناقض مع هذا المبدأ غير المكتوب، وفي الأيام العادية كان يمكن توقع شجب شديد من قبل البيت الأبيض.
لكن الأيام ليست عادية. وبيان ترامب ليس فقط تمت صياغته بلسان ضعيفة، بعيدة عن الشجب، بل انه يعكس سياسة جديدة تماما. فلقد حدد البيان بأنه حسب مفهوم الادارة الجديدة، فان المستوطنات القائمة “لا تشكل عقبة امام السلام”، وتم التحديد بأن اقامة مستوطنات جديدة وتوسيع المستوطنات القائمة، وراء الحدود الحالية، يمكن “ان لا يفيد تحقيق الهدف”، الذي تم تعريفه كـ”سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين”.
الاستنتاج المطلوب، الواضح للعيان هو ان ترامب يمنح الضوء الاخضر لحكومة اسرائيل كي تبني كما تشاء في مستوطنات الضفة، شريطة ان لا يخرج البناء عن حدودها – الحدود التي رسمتها اسرائيل بنفسها. وحتى ان خرجت، فلا بأس. كما تم التوضيح في البيان الرئاسي بأن ترامب لم يبلور حتى الان موقفه النهائي في هذه المسألة، وهو ينتظر التقاء نتنياهو.
ان لم يكن هذا تحولا، فما هو التحول؟
مجموعة من المحللين في وسائل الاعلام الامريكية والاوروبية لم يتحرروا بعد من اعتبار ترامب مكملا لطريق الرؤساء السابقين، وليس كثوري شعبوي. هكذا، ايضا، في مسالة تعامله مع المستوطنات: ها هو ترامب “يتبنى الموقف الاساسي لسياسة اوباما الخارجية”، قال اولئك المحللون ببهجة. لكنه لا يوجد أي اساس لذلك. لا يتبنى ولا يلاطف – بل يرفض.
ليس صدفة انه غاب عن البيان الرئاسي، كما في التصريحات القليلة لترامب في موضوع الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، مصطلح “حل الدولتين”. يبدو ان ترامب لا يؤمن بإمكانية تحقيق هذا الحل، ويميل للتوصل الى اتفاق من نوع آخر، يقوم على اساس فكرة الحكم الذاتي الفلسطيني.
لقد تم طرح فكرة الحكم الذاتي، لأول مرة، في اتفاقيات كامب ديفيد لعام 1977. مصطلح “الحكم الذاتي” الذي يرجع الى 40 عاما، يساوي اليوم، ما يسميه نتنياهو “اقل من دولة فلسطينية”، او “سلطة زائد” حسب لهجة ما بعد اوسلو. والمقصود، كما يظهر، خلق سجن بين البحر المتوسط ونهر الاردن، تسيطر عليه سيادة امنية واحدة، اسرائيل، بينما يتم تقاسم السيادة المدنية بشكل ما بين اسرائيل والحكم الذاتي (جمهورية؟ مجموعة؟) الفلسطيني الذي سيحظى غالبا بدلائل الدولة المستقلة، دون ان يكون كذلك فعلا.
ليس من المستبعد ان يتم دعوة المملكة الاردنية للمشاركة في الاتفاق او الصفقة – الكلمة التي يحبها ترامب – التي ستعكس في جوهر الأمر الوضع القائم في المناطق. لن يتم إخلاء أي مستوطنة، واكثر ما يمكن ان يحدث هو تحريك بعضها من مكانه. هذا فارق عميق: في أيام شارون وبوش تم إخلاء المستوطنات اليهودية في قطاع غزة، ونقل سكانها الى اسرائيل. في ايام نتنياهو وترامب تم نقل عمونة فقط، ولم يتم اقتلاع سكانها وانما تم نقلهم (رغم ارادتهم) لعدة كيلومترات داخل الضفة.
بيان البيت الابيض في موضوع المستوطنات يندمج جيدا مع سياسة خارجية الادارة الجديدة. ربما لا يطمح ترامب لإلغاء الاتفاق النووي مع ايران، لكنه لن يذرف دمعة اذا انهار الاتفاق جراء خطوات ايرانية ورد امريكي عليها. العقوبات التي فرضها في نهاية الاسبوع على ايران مهدت المسار السريع لخطوة كهذه. ويجب ان لا نستبعد أيضا عملية عسكرية امريكية في كوريا الشمالية، اذا اغويت على اختبار صاروخ نووي طويل المدى.
لدى ترامب، كما قلنا، يصعب ان نعرف مسبقا ما هو اتجاه الريح الجنونية، لكنه من المؤكد انه سيحدث ما لم يسبق حدوثه.

ايران في مرمى ترامب

يكتب البروفيسور أيال زيسر، في “يسرائيل هيوم” انه منذ فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية، انشغلت وسائل الاعلام بتوسع في طرق تعامله المتوقعة مع ايران، خاصة شكل تعامله مع الاتفاق النووي المثير للجدل. فعمليا، رفع اوباما اياديه بعد توقيع الاتفاق، وسمح لإيران بعمل ما تشاء في منطقة الشرق الاوسط، تشجيع الارهاب والتآمر على دفع مكانتها وتأثيرها على حساب حلفاء واشنطن.
وكان هناك من قدروا بأن ترامب سيكتفي بالتغريد على تويتر وبالتصريحات الاعلامية، لأنه يصعب انتهاك او الغاء اتفاق دولي تواصل دعمه غالبية الدول الاوروبية، وروسيا والصين. لكنه يبدو ان ترامب استنتج بأن الاحتجاج الضعيف لا يكفي، وانه يجب العودة لرسم خطوط حمراء امام سلوكياتها والرد بشدة وبإصرار في كل مرة تحاول اجتياز هذه الخطوط.
وهكذا، بعد اسبوع من دخوله الى البيت الابيض، فرض ترامب عقوبات جديدة على ايران، من شأنها المس بشكل بالغ باقتصادها الذي يراوح مكانه، بل ارسل اسطولا حربيا الى شواطئ اليمن، التي تحاول ايران ضمها الى دائرة هيمنتها. ويتبين من تغاريد ترامب ان هذه الخطوات هي مجرد بداية، لأن ايران، كما اوضح “تلعب بالنار ولا تقدر بأن اوباما كان سخيا معها. لكنني لست كذلك!”، ولهذا قال: “كل الخيارات العسكرية لا تزال على الطاولة”.
لم يكن ترامب هو الذي بحث عن المواجهة مع إيران، بل ان طهران هي التي حاولت اختباره ووضعه امام الأمر الواقع. فقبل أسبوع، قامت ايران باختبار صاروخ باليستي يبلغ مداه 3000 كلم، ويصل إلى أوروبا. وادعت طهران أنها لم تنتهك الاتفاق النووي الذي وقعته قبل عامين، لأن هذا الصاروخ ليس مصمما لحمل أسلحة نووية، وبالتالي لا يشكل جزءا من الاتفاق. ولكن من الواضح أن المقصود اظهار البراءة لأن التجربة تشكل بالتأكيد انتهاكا لروح الاتفاق. ومن الواضح، أيضا، أن التجربة التي أجرتها هدفت لاختبار ليس فقط الصاروخ الذي تطوره – وهو الاختبار الذي مني بفشل ذريع لأن الصاروخ انفجر في منتصف الطريق – وانما تختبر، أيضا، الرئيس الجديد؟ وهنا ايضا، أدركت ايران بأنها لم تقدر ردة فعل ترامب بشكل صحيح.
وبالفعل، لقد رفع الرئيس قفازاته واعلن انه “تم تحذير ايران رسميا” وانه سيتم اتخاذ خطوات اخرى ضدها. يمكن الافتراض ان ادارته ستمتنع عن المس بالاتفاق النووي. صحيح ان ترامب يعتبره “رهيبا”، لكنه يعرف ان المقصود مسألة منتهية، بسبب موقف الدول الموقعة عليه. وبدلا من ذلك يمكن لترامب التركيز على جهود صد طريق ايران امام سعيها لفرض تأثيرها في انحاء الشرق الاوسط، مثلا في العراق واليمن، ومعاقبتها على محاولة تقويض الاستقرار الاقليمي والتخريب على المصالح الامريكية ومصالح حلفاء واشنطن. المهمة التي اخذها على عاتقة ليست بسيطة، لكن الطريق الطويلة تبدأ بخطوة صغيرة.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا