الرئيسيةأخبارالرئيسيةالدكتور صائب عريقات لـ«القدس العربي»:نأمل من الجنايات الدولية أن تفتح تحقيقا في...

الدكتور صائب عريقات لـ«القدس العربي»:نأمل من الجنايات الدولية أن تفتح تحقيقا في آخر الانتهاكات الإسرائيلية باعتبارها جرائم حرب

قال الدكتور صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين، إن «زيارة الوفد الفلسطيني لفرنسا تهدف لطلب الاعتراف رسميا بدولة فلسطين، وبضرورة مقاطعة المستوطنات في كل المجالات». وأضاف في حديث لـ»القدس العربي» أن «زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين ننتياهو للندن تعتبر مكافأة له من طرف رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، على كل جرائم الحرب التي ارتكبها». كما اعتبر «عدم إدانة واشنطن لقرار الكنيست الأخير، أمرا خطيرا وتشجيعا لنتنياهو، على مواصلة سياساته الاستيطانية»

في أي إطار تأتي زيارتكم إلى باريس؟
□ الزيارة التي نقوم بها تحت قيادة الرئيس محمود عباس، تبحث مع القيادة الفرنسية، كيفية متابعة مخرجات بيان مؤتمر باريس، الذي انعقد في 15 كانون الثاني/يناير الماضي، من أجل إيجاد آليات جديدة لخيار الدولتين. ثانيا، الرئيس عباس سيطلب بشكل رسمي من الرئيس أولاند، الاعتراف بدولة فلسطين، على حدود 67، والقدس الشرقية عاصمة لها.
من يتحدث بخيار الدولتين، يجب أن يعترف بالدولتين وليس بدولة واحدة فقط. هناك مسألة أخرى مهمة وأساسية وتتمثل في مطالبتنا بوجوب مقاطعة المستوطنات الاسرائيلية، على ضوء العطاءات الاستيطانية التي طرحتها حكومة نتنياهو، وعلى ضوء قرار الكنيست الأخير، الذي يقضي بتشريع سرقة الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية. هذا القانون الممهد، يعتبر بالنسبة لنا بمثابة دق المسمار الأخير في نعش عملية السلام.
لذا نطالب فرنسا بمقاطعة المستوطنات، في كل المجالات، أكاديميا، وزراعيا، واقتصاديا واستثماريا.

ألا تعتقدون أن الموقف الفرنسي فيه نوع من الضبابية: من ناحية يطالب بحل الدولتين، ومن ناحية أخرى لا يريد الاعتراف بدولة فلسطين بشكل رسمي؟
□ الموقف الفرنسي موقف متقدم. فرنسا وقفت إلى جانبنا في مجلس الأمن الدولي، إثر قرار 2334 الذي أدان الاستيطان. كما أن فرنسا رغم كل الصعاب والعراقيل، قامت بعقد مؤتمر باريس بحضور أكثر من 70 دولة، وشددت على أنه لا يمكن تجفيف منابع الإرهاب والتطرف في منطقة الشرق الأوسط، من دون وضع نهاية للاحتلال الإسرائيلي، والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
لذا نحن نثمن عاليا المواقف الايجابية التي اتخذتها القيادة الفرنسية تجاه القضية الفلسطينية، في المحافل الدولية.
لذلك نأمل أن تخطو فرنسا خطوة أخرى مهمة، باعتبار دورها الريادي والمهم في أوروبا، وذلك عبر الاعتراف بدولة فلسطين بشكل رسمي.

ألا تعتقدون أن الحراك الفرنسي تجاه القضية الفلسطينية، جاء متأخرا، قبيل أسابيع فقط من نهاية ولاية أولاند؟
□ لا أعتقد ذلك. هناك أطراف دولية بينها إسرائيل تريد تأجيل الحسم في القضية الفلسطينية، مبررة ذلك بما يحدث في العالم العربي من مآس ودمار، في سوريا والعراق واليمن وليبيا، ومحاربة تنظيم داعش. لكن الموقف الفرنسي رفض هذا الطرح، ورفض تهميش أو تأجيل القضية الفلسطينية، ورفض كل هذه المسوغات التي تسوق لها إسرائيل، وربط استقرار منطقة الشرق الأوسط بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

ماذا لو رفضت فرنسا طلبكم ؟
□ نحن نأمل أن تقبل فرنسا طلبنا لأنها بلد صديق، ونعول عليها كثيرا. نأمل أن تقود فرنسا حملة أوروبية من أجل الاعتراف بدولة فلسطين. لأنه الخيار الوحيد، للحفاظ على حل الدولتين.

فرنسا مقبلة على انتخابات رئاسية. هل تتخوفون من تحول في الموقف الفرنسي، في حال فوز اليمين المحافظ، الذي تربطه علاقات قوية بحزب الليكود اليميني؟
□ حقيقة ليس لدينا أي تخوف في هذا الإطار. شهدنا تعاقب حكومات فرنسية من اليمين ومن اليسار على مدى عقود، إلا أن الموقف الفرنسي كان دائما قائما على حق الشعب الفلسطيني في الحصول على حقوقه كاملة، وعلى رأسها حل الدولتين. لا أعتقد أن الرئيس الفرنسي المقبل سيكون له موقف معاد من القضية الفلسطينية.

كيف تقرأون زيارة نتنياهو لبريطانيا بموازاة زيارة عباس لباريس. هل هي خطوة إسرائيلية من أجل احتواء تحركاتكم؟
□أعتقد أن زيارتنا لباريس تختلف كليا عن زيارة نتنياهو للندن. زيارتنا تهدف إلى الحفاظ على خيار مبدأ السلام، والحفاظ على مبدأ حل الدولتين، إضافة إلى احترام الشرعية الدولية والقانون الدولي. في المقابل أرى أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، تكافئ بنيامين نتنياهو على كل جرائم الحرب التي ارتكبها في حق الشعب الفلسطيني، إضافة إلى جرائم الاستيطان، وذلك عبر استقباله في لندن، وتوجيه دعوة له في ذكرى مئوية وعد بلفور المشؤوم، الذي ألغى فلسطين من الخارطة. كان على تيريزا ماي أن تنتصر للقانون الدولي وتنصف قضيتنا، على خلفية مسؤولية بريطانيا التاريخية في ظلم الشعب الفسطيني، وذلك عبر الاعتراف بدولة فلسطين، ومساءلة ومحاسبة نتنياهو على جرائمه، بدل استقباله والترحيب به في لندن. ليست المرة الأولى التي تنحاز فيها تيريزا ماي لإسرائيل، بل فعلت ذلك في مؤتمر باريس حينما قامت بعرقلة البيان الختامي في مؤتمر باريس، وقامت بعرقلة الإدانات الدولية للمستوطنات.
استقبال رئيسة الوزراء البريطانية لنتنياهو يعتبر مكافأة غير مقبولة للاحتلال والاستيطان وهو بمثابة تشجيع لارتكاب مزيد من الانتهاكات الاسرائيلية ضد شعبنا وقضيتنا الوطنية.

هل يمكن استثمار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لصالح القضية الفلسطينية؟
□ بريطانيا سواء كانت داخل الاتحاد الأوروبي أو خارجه فإنها كانت دائما ترعى مصالحها فقط. نحن نرى أن بريطانيا تسعى لإقامة شراكات اقتصادية مع الدول العربية، وبالتالي نأمل أن يتذكر أشقاؤنا العرب القضية الفلسطينية ويضعوها على طاولة المفاوضات مع بريطانيا. يجب على الدول العربية أن تتحدث مع بريطانيا بلغة المصالح، التي لا تفهم سواها.

ما هي تحركاتكم المرتقبة على الصعيد الأوروبي؟
□ بعد زيارتنا لباريس سنذهب لبروكسل للقاء المسؤولين في الاتحاد الأوروبي، ورئيس الوزراء البلجيكي. موقف أوروبا متقدم في ما يخص المستوطنات وحل الدولتين، ورفض سياسات نتنياهو العدوانية. نأمل ألا يكافئ الاتحاد الأوروبي نتنياهو بإقامة مشروع شراكة مع إسرائيل.
سنشرح للأوروبيين أن هذه الشراكة، غير أخلاقية ومضرة بحقوق الشعب الفلسطيني. على الاتحاد الأوروبي أن يأخذ موقفا حازما من قضيتنا وذلك بالاعتراف بدوره بشكل رسمي بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، ورفض كل أشكال الاستيطان.

ألا تخشون من وقوف بعض الدول داخل الاتحاد الأوروبي ضد قيام دولة فلسطينية، بسبب انحيازها لإسرائيل؟
□ لا أعتقد أن هناك دولا معادية. هناك 28 دولة أوروبية، تمثل 28 سياسة خارجية. لا توجد سياسة خارجية أوروبية واحدة وموحدة في هذا الإطار، لكن هناك قاسم مشترك بين كل هذه الدول، وهو اعترافها بمبدأ حل الدولتين، ورفض سياسة الاستيطان.

هل تعتقدون أن القضية الفلسطينية دخلت مرحلة مفصلية في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة؟
□ نأمل أن تلتزم الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس ترامب بالمواثيق والقرارات الدولية، خصوصا ما يتعلق بحل الدولتين وحدود 67 واعتبار القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، إضافة إلى اتخاذ موقف حازم من النشاطات الاستيطانية الاسرائيلية. نحن ننتظر الخطوات الأمريكية، لأن الوقت لا يزال مبكر للحكم على إدارة ترامب، ولم يمر سوى ثلاثة أسابيع على توليه السلطة.

هل أجريتم اتصالات مباشرة مع إدارة ترامب منذ توليه السلطة قبل ثلاثة أسابيع؟
□ أرسلنا رسائل وحاولنا الاتصال بالإدراة الأمريكية الجديدة، عبر قنوات ديبلوماسية، ولكن لا أستطيع القول إن الرئيس دونالد ترامب رد على أي رسالة من رسائلنا.

هل أنتم متخوفون من أن يكون الانحياز الأمريكي لإسرائيل أقوى وأشد في عهد ترامب؟
□ منذ 1948 والولايات المتحدة منحازة لدولة إسرائيل، ليس الأمر بجديد علينا. واشنطن تستغل بدورها إسرائيل لتوظيفها من أجل مصالحها في الشرق الأوسط.
دون أدنى شك هذا الانحياز سيستمر في عهد الإدارة الأمريكية الجديدة. لم نسمع إدانة أو استنكارا من طرف البيت الأبيض، حول آخر النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية. لم تصدر واشنطن بيانا تدين فيه الخطوة، ولا تزال تلتزم الصمت إزاء قرار الكنيست الإسرائيلي الأخير حول شرعنة سرقة الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية. هذا أمر خطير وتشجيع أمريكي لنتنياهو على الاستمرار في سياساته العدوانية.

كيف تعتزمون الرد في حال نقل ترامب سفارة بلاده للقدس؟
□ لا معنى لقيام دولة فلسطينية من دون القدس الشرقية كعاصمة لها. في حال تم نقل السفارة الأمريكية للقدس فإننا سنسحب اعترافنا بدولة إسرائيل، وسننضم لـ 16 منظمة دولية».

لوحتم باللجوء إلى الجنائية الدولية في حال استمرت الانتهاكات الإسرائيلية ؟
□ فلسطين دولة عضو في محكمة الجنايات الدولية. لدينا ثلاثة ملفات مستكملة منذ عامين في المحكمة الدولية وهي ملفات الأسرى، والمستوطنات والعدوان الإسرائيلي على غزة. نأمل من المدعية العامة في محكمة الجنايات الدولية أن تفتح تحقيقا قضائيا في الانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة، خصوصا ما يتعلق ببناء مزيد من المستوطنات، و»قرار الكنيست» الأخير باعتبارهما جرائم حرب.

هل يمكن أن نرى خطوات تصعيد من جهتكم في حال لم تتحرك محكمة الجنايات الدولية، مثل وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل أو الإعلان عن حل السلطة الفلسطينية؟
□ نحن لا نهدد أحدا. لكن نقول إن نتنياهو إذا استمر في تدمير خيار حل الدولتين فهو يدمر السلطة الفلسطينية. لا يمكن للسلطة الاستمرار في ظل تكريس نتنياهو لمبدأ الدولة بنظامين، وبالتالي سيكون السلطة الوحيدة وستعتبر سلطة احتلال.

القدس العربي

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا