الحرب الناعمة

الاختراق الذي حدث في قضية اغتيال مازن فقهاء في غزة يطرح تساؤلات كثيرة وكبيرة بعد أن وجهت حماس اتهاماتها لإسرائيل بتنفيذ عملية الاغتيال.
أسئلة عديدة تطرح وبحاجة لإجابات واضحة من قبل حركة حماس والتي طالما ادعت وتبجحت بقوتها وقدراتها الأمنية والعسكرية لنجد في النهاية أن هذا الاختراق فضح وكشف هشاشة حماس وضعف نظريتها الأمنية تلك النظرية التي اعتمدتها حماس إستراتيجية من اجل ضرب إسرائيل والعمل على تحرير فلسطين مع أن ذلك يبقى في الإطار النظري لكن حماس استخدمتها لخدمة أغراضها السياسية والحزبية في صراعاتها مع المحيط العربي والفلسطيني.
الواقع السياسي لحماس والتي يحمل الكثير من التناقض والجدل والذي نشأ في بيئة معقدة من حيث مكونات عقيدة حماس السياسية والتي كانت ترى ان عقيدتها الأمنية ستشكل رافعة سياسية لها في حربها المزعومة مع إسرائيل أصبح يواجه تحديات جديدة بعدما تمكنت إسرائيل من اختراق الجدار الأمني لحماس في الوقت الذي بقيت فيه حماس حائرة بعد تنفيذ عملية الاغتيال ووقعت في حالة من التخبط وكان همها الوحيد ازالة الاثار الناجمة عن عملية الاغتيال وما خلفته من ردود فعل شعبية صامتة واسئلة كثيرة تدور في ذهن المواطن وكان همها العمل على امتصاص ردود الأفعال المحيطة والظهور بمظهر القوة القادرة على إحباط مخططات إسرائيل من خلال إرسال أمواج من التهديدات لإسرائيل وعمليات الثأر التي ستأتي لاحقا.
حماس وبعد الاغتيال مباشرة بدأت بالترويج لقوتها وسياستها في ان قامت بإجراءات روتينية بإغلاق المعابر وإقامة الحواجز ونقاط التفتيش بحثا عن الشبكة التي نفذت أو ساعدت في اغتيال الفقها وهي على قناعة بان العملية انتهت خلال دقائق دون ترك آثار واضحة على مسرح الجريمة لكن هذه الإجراءات ليست أكثر من إجراءات روتينية لتظهر بمظهر السلطة القوية الحاكمة أمام الشعب.
لا يمكن نجاح عملية الاغتيال دون توفر أرضية ودعم لوجستي واستخباري داخلي والمقصود تلقى الجهات المنفذة مساعدة من داخل القطاع سواء في التنفيذ او في الانسحاب .. فأين هي قوة حماس الأمنية وأين هي قدراتها الأمنية التي طالما تغنت بها.
كم من الوقت يتطلب الكشف عن الجماعة التي نفذت وساعدت في عملية الاغتيال وهل حماس فعلا قادرة على ذلك … نترك للأيام وربما للشهور او السنين القادمة للإجابة على هذه التساؤلات لكن يحذونا في هذه المناسبة ان نتوجه بهذا السؤال الى قيادة حماس والتي كانت تطالب دوما السلطة الفلسطينية بالكشف عن حالات متشابهة وكانت تطالب بالإعلان عن قتلة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وكان الهدف من ذلك توجيه أصابع الاتهام لبعض المحيطين بالزعيم الراحل.
لقد ذهب بعض المحللين القريبين من حماس للقول بان عملية الاغتيال تدخل في إطار تسخين الأجواء استعدادا للحرب القادمة ضد القطاع بل ان البعض منهم ذهب باتجاه ان إسرائيل تحاول اختبار قدرات حماس العسكرية والأمنية في محاولة منهم لإظهار حماس كقوة في حالة توازن مع إسرائيل مستندين الى بعض التصريحات الصادرة عن مستويات أمنية إسرائيلية بان إسرائيل قد بدأت تحسب ألف حساب لحماس وتنامي قوتها.
مهما كانت التداعيات والظروف المحيطة بعملية الاغتيال الا ان حماس تحاول استغلال هذا الحدث سياسيا والترويج لبضاعتها باستهداف المقاومة واستهداف مكونات الشعب الفلسطيني واستهداف حماس الفكر والإستراتيجية في الوقت الذي تشير فيه أنها تقف على جانب كبير من القضية الفلسطينية فلذلك يتم استهدافها .

خاص- مركز الإعلام

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا