الرئيسيةمختاراتمقالات"القمة العربية الأمريكية: شرق أوسط جديد وطبول الحرب قد تُقرع""

“القمة العربية الأمريكية: شرق أوسط جديد وطبول الحرب قد تُقرع””

بقلم: الدكتور/ جمال محمد عبد الله أبو نحل

ليس صُدفةً ولا اعتباطاً قيام الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بعد فوزهِ وانتخابه ليكون الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية؛ بأن تكون أول زيارة خارجية له للدول العربية خاصة، هي المملكة العربية السعودية وخاصةً وأن ترمب معروف عنهُ بأنهُ ليس رجل سياسة بقدر ما هو رجل أعمال، وتجارة، واقتصاد؛؛ حيث ثم استقبالهِ بحفاوة كبيرة جدًا ومنقطعة النظير في المملكة العربية السعودية؛ وللتذكير فإن ترمب أثناء حملته الانتخابية قال حرفياً: يجب علي دول الخليج العربي التي تمتلك الأموال الكثيرة، أن تدفع لنا الأموال مقابل حمايتهم! وخاصة أن أمريكا عليها بحر من الديون؛؛ قام ترمب بتوقيع كم كبير من الاتفاقيات مع السعودية ومع بعض الدول الخليجية الأخرى بلغت قيمتها ما يقارب، 460 مليار دولار؛ كان نصيب المملكة السعودية لوحدها من تلك الاتفاقات ما يقارب (280) مليار دولار، وهي اتفاقية كبيرة لم يسبق لها مثيل بهذا الحجم الضخم؛ وللعلم أن كل الدول العربية والإسلامية قاطبةً في كل الصفقات التي وقعتها لشراء الأسلحة من الولايات المتحدة لم تحصل علي طائرة حربية أمريكية متطورة ولو واحدة مثل ( F35) والتي مَّنحت مجاناً من قبل الولايات المتحدة للكيان الصهيوني الغاصب!!!؛ ليبقي التفوق الاستراتيجي للكيان الصهيوني الغاصب هو سيد الموقف بسبب الدعم الأمريكي المجاني غير المحدود وبلا حدود لليهود!، وعلي الرغم من ذلك ومما لا شك فيهِ أن للزيارة أهمية كبرى وخاصة أن الزيارة تلاها اجتماع لقاء قمة كبير لدول مجلس التعاون الخليجي مع الرئيس الأمريكي ترمب، أولاً ومن ثم اجتماع كبير مشترك بين العديد من زعماء دول العالم العربي والإسلامي في العاصمة الرياض، ومن الواضح أنهُ تمخض عن تلك اللقاءات والاتفاقيات، رسم وتحديد خارطة طريق جديدة قادمة ستُطبق علي الطريقة الأمريكية للشرق الأوسط الجديد، سينتج عنها ظهور محاور وأحلاف جديدة، تؤسس لتوجهات إقليمية ودولية جديدة أولها باسم (التحالف الأمريكي العربي الخليجي والإسلامي السني) ضد المحور الشيعي الذي ترعاه إيران ومحاربة ما يسمي “الإرهاب”، وقد يتم العمل على حسم بعض الملفات علي رأسها: الملف السوري، ومحاربة داعش، والوقوف ضد تهديد إيران المتصاعد لدول الخليج، وخاصة للمملكة العربية السعودية، يأتي كل ما سبق في الوقت الذي تستمر طهران في تطوير قدراتها القتالية وبناء برنامجها ومفاعلها النووي وتحاول أن تفرض مكان لها كبير علي الخارطة العالمية؛ وللتوضيح أكثر فإن العداء المعُلن بين إيران من جهة، وأمريكا وإسرائيل من جهة أخرى هو عداء وهمي ومزيف!، فمن منا ينسي فضيحة إيران غيث، وما خفي كان أعظم، ولا ننسي حينما كانت (إسرائيل) تدعم إيران بالأسلحة زمن الحرب العراقية الايرانية في الثمانينات من القرن الماضي، وهذا الأمر معلوم! وعلي الرغم من ذلك فقد نجح ترمب في إيجاد تحالف اقليمي عربي اسلامي، شرق أوسطي استراتيجي جديد، وتم الاعلان من قبل الدول العربية والإسلامية المجتمعة في الرياض عن تشكيل قوة احتياط قوامها 34 ألف جندي عربي لمحاربة الارهاب، مع العمل من أجل حسم التدخل الإيراني في ملفات المنطقة العربية ووقف برنامجها النووي، والتي تم تصنيفها كراعية للإرهاب ومعها حزب الله؛ وكذلك (حماس)!، وبذلك تكون زيارة ترمب للسعودية حققت مبتغاها وتم عقد صفقات للأسلحة ومشاريع استثماريه بالمليارات، لتبدأ مرحلة جديدة من استراتيجية أمريكية للعودة بقوة إلي الشرق الأوسط، وبالطبع هدف الولايات المتحدة ليست الدفاع عن السعودية أو العرب مطلقاً، بل هو خدمة لمصالح أمريكا أولاً وسحب الأموال العربية وشْفّط خيراتها، خدمةً للصهاينة، ولإكمال مشروع الشرق أوسط الجديد لتقسيم المقسم وتجزئة المجزوء، وتكمله (للربيع الدموي) العربي، من جديد في المناطق التي تعتبر أمنة من الممالك والدول العربية، والإسلامية، وبعد الصفقة تسعي أمريكا لإشعال فتيل الحرب، من خلال قتال يخوضه العرب والمسلمين بالإنابة عن (إسرائيل)، وقد تقرع طبول الحرب قريباً باتجاه المواجهة العسكرية المسلحة ضد إيران، فبعد عاصفة الحزم ومحاربة جماعات الحوثي التي تتبع لإيران في اليمن، والتي أنهكت وأضعفت وأضرت بشكل مباشر في الاقتصاد بالمملكة العربية السعودية، فمن الممكن أن تتحول الحرب القادمة ضد إيران، وحزب الله مباشرة، بدلا من مواجه تخوضها (اسرائيل)، ضد حزب الله؛! وحتي لا نحيد عن الحقيقة فإننا لا نبرأ ساحة إيران من جرائمها بحق أهل السنة؛ فإيران التي تعمل علي استعاد أمجاد مملكة فارس دخلت الاسلام صورةً لتشويه صورة الاسلام والمسلمين، ولم تدخل سماحة ووسطية الاسلام في قلوب الحكام الإيرانيين، لأن لهم دور تخريبي وتدميري في المنطقة العربية حيث شاركت إيران مع أمريكا في إعدام الرئيس العراقي الأسبق الشهيد صدام حسين وأعدمت علماء السنة في العراق ودمرت العراق بميلشياتها الشيعية، وتدخلت في اليمن والبحرين، وفلسطين وفي السعودية، وهي تحتل الجزر الإماراتية، وتمسي الخليج العربي بالخليج الفارسي، وعززت الانقسام الفلسطيني، وإيران من وراء الكواليس لها علاقات متينة تجارية واقتصادية مع الكيان الصهيوني، ومع الولايات المتحدة الأمريكية”، وإيران تحاول أن تكون قوة مهيمنة في منطقة وتعمل علي تحقيق الهلال الشيعي في المنطقة، وإيران التي تتغني بتحرير فلسطين وبمحاربة (الشيطان الأكبر أمريكا )، كله كلام في الإعلام وللاستهلاك الخارجي فقط ولكسب وِدّ وعاطفة الشعوب العربية السنية؛؛؛ أما بخصوص الدول العربية والإسلامية السنية التي اجتمعت مؤخراً في الرياض كان موقف الزعماء والملوك العرب والمسلمين فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية في الإعلام هزيل!!؛ وكأن القضية الفلسطينية علي الهامش وليست هي لب وجوهر الصراع الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط، بل والصراع في العالم، ولم ينطق أحد من الزعماء والرؤساء ببنت شفه بخصوص الأسرى الفلسطينيين الأبطال المضربين عن الطعام منذ ما يقارب أربعين يوماً، وحياتهم مهدده بالخطر الشديد، وصلت لدرجة الشهادة!، والذي يندي له الجبين أن القمة العربية الإسلامية الأمريكية أعطت شهادة براءة ذِمّة للكيان الصهيوني المجرم الغاصب لفلسطين، وأخذ الكيان براءة من جرائمه ومجازرهِ المتواصلة بحق الفلسطينيين منذ قرن من الزمن. وأمريكا ومن خلفها عصابة الإجرام الصهيوني الإرهابية الإجرامية لازالت تنتهك كل القوانين والمواثيق الدولية، وحتي الإنسانية، ولم يصفها أحد بالإرهاب ولم يقوموا بإدانتها علي جرائمها ومجازرها البشعة، بحق الشعب الفلسطيني، لأن ذلك يعتبر من المحرمات، عند الولايات المتحدة الأمريكية التي قتلت الملايين من الهنود الحمر، ومن الشعب الفيتنامي، ومن الشعب الياباني، وقتلت الملايين في العراق؛ وفي غيرها من بقاع الأرض، وأكثروا هم والصهاينة في الأرض الفساد!؛ إن الرؤية الاستراتيجية الأمريكية كسابقاتها من الإدارات الأمريكية المتتابعة هي القضاء على أي خطر يمكن أن يهدد امن الكيان الصهيوني، ومثلما اشعلت أمريكا في ثمانينات القرن الماضي الحرب بين العراق وإيران، ومثلما تأسس حلف الناتو الغربي لمحاربة الشيوعية وحلفائها، تسعي أمريكا لإشعال حرب بين الدول السنية، مع إيران، وحزب الله، ليكون القاتل والمقتول هم العرب والمسلمين، وبذلك يتم تدمير باقي الدول ، كما دُمرت العراق وسوريا واليمن وليبيا من قبل، وأصبحت جاهزة للتقسيم علي اُسس طائفية ومذهبية وعرقية!!!؛ كل ذلك تمهيداً لتصبح كل دولة عدة دويلات!، وكأن الزمان يعيد نفسهُ، والأيام والشهور والسنون القادمة كفيلة بأن نري ما يتم تخطيطه في (البيت الأسود) في واشنطن؛؛ وأما بخصوص القضية الفلسطينية وزيارة ترمب لفلسطين المحتلة وللكيان الغاصب لن تُغير شيء ولن تجلب دولة للشعب الفلسطيني، وكل ما تسعي له أمريكا هو سلام اقتصادي للفلسطينيين!، مع منح الأمن الكامل والسلام والتطبيع العربي الكامل للكيان الصهيوني الغاصب، وبخصوص تنفيذ المبادرة العربية التي أُقرت في قمة بيروت عام 2002م، ويطالب العرب والفلسطينيون بتنفيذها ستبقي حبراً علي ورق!!؛ لأن عصابة نتنياهو اليمينة المتطرفة المجرمة الصهيونية لن تسمح مطلقاً بقيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران للعام 1967م، بسبب وجود عدم رغبة من حكومة اليمين الصهيوني العنصرية لذلك، ولأن العديد من الدول الخليجية طبعت علاقاتها علناً مع كيان الاحتلال، دون حل للقضية الفلسطينية؛؛ وعلي هذا المنوال لن تكون دولة فلسطينية بالصورة التي يريدها الشعب الفلسطيني، لأن أي حل مع الادارة الأمريكية سيكون لصالح الكيان، وسيعمل علي بقاء المستوطنات الكبرى في الضفة، وضمها للكيان الغاصب، مع إمكانية تبادل بعض الأراضي حسب رؤية أولمرت السابقة، والتي رفضها من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس؛ والأن ترفضها عصابة نتنياهو المجرمة الحاكمة؛ مستغلة التطورات الإقليمية، والدولية الأخيرة ولو افترضنا أن ترمب حاول الضغط علي نتنياهو لتطبيق المبادرة العربية وتمسك بإنهاء الصراع على أساس حل الدولتين، فسيكون مصير ترمب الخروج بفضيحة لهُ لإسقاطه مثل قصة الرئيس الأمريكي الأسبق بل كلينتون (فضيحة مونيكا)، عبر حملة يشنها اللوبي الصهيوني في أمريكا وممكن أن يتعلق الأمر بموضوع الملفات والتسريبات التي سلمها ترمب للروس وتدخلهم بالانتخابات الامريكية، وقضية إقالة رئيس جهاز “FBI” جيمس كومي من قبل ترمب والتي بالإمكان أن تؤثر علي مسار ترمب السياسي، لا سيما وأن هناك شبهات تطال الرئيس الأمريكي وعلاقته بالروس خلال الانتخابات الأمريكية؛ وبالرغم من كل ما سبق لو أراد الغرب علي رأسهم الولايات المتحدة وأروبا أن تنهي الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين ولو بشكل مرحلي، ستنهيه في غضون اسبوع وأحد، لأن هذا الصراع بنص القرآن الكريم مستمر حتي قيام الساعة؛؛؛ والغرب، والصهاينة لا يريدون سلاماً ولا أمناً للعرب أو المسلمين، بل يريدون ذُلاً وانكساراً؛ وكل سعيهم هو خلق نزاعات وصراعات وحروب تُدمر وتأكل الأخضر واليابس، وتقتل البشر والحجر في بلاد العرب والمسلمين، لتبقي (إسرائيل أمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان من العرب)؛ وبذلك تزدهر وتزاد مبيعات مصانع السلاح الغربي، وكذلك تزداد مبيعات مصانع وشركات الأدوية في الغرب، وهم أباطرة السلاح والمال والحروب، ونحن العرب نبقي المفعول به طالما أننا تمسكنا بأمريكا تارة، وبعضنا تمسك بالروس تارة أُخرى، ولم نتمسك بكتاب ربنا ولا بهدي نبينا، ولم نحقق العدل والمساواة، وقيم التسامح فيما بيننا، ولم نحكم بما أنزل الله عز وجل، ولم نصنع سلاحنا بأيدينا ولم نزرع أرضنا، لنأكل منها قمحنا، وطالما بقينا نستورد السلاح والطعام والمأكل والملبس والمشرب من عدونا، وطالما أننا عرب ومسلمين بالهوية فقط!!، وأعمالنا وأفعالنا كالشياطين!، فلن تقوم لنا قائمة، وكل العالم يتكالب علينا كما تتكالب الأكلة علي قصعتها، لأنه أصابنا الوهن من حب الدنيا، وملذاتها وكراهية الموت، والأمة العربية والإسلامية اليوم غُثاء كغثاء السيل؛ غارقة في بحر لُجي ظلماتٌ بعضها فوق بعض!،، ولكن رغم كل ما سبق يبقي الأمل بالله عز وجل موجود، ولولا الأمل لبطل العمل، ولابد أن يخرج لنا من هذه الأمة العربية والإسلامية صلاح الدين من جديد، وستصحو يوماً ما الأمة العربية والإسلامية من سباتها العميق، ومن كبوتها، وهُم الّقَومُ إن جد جدُهم، ولقد اقترب قيام الساعة واقترب الوعدُ الحق، والوقت الذي سيدفع فيه الغُلاة من عصابات اليهود الغاصبين المجرمين، ومن لف لفيفهم، ثمن جرائمهم ومجازرهم، بحق العرب والمسلمين وإن أشد ساعات الليل حلكة هي تلك الساعة التي تسبق بزوغ الفجر بساعة، “ويقولون متي هو؟ قُل عسي أن يكون قريباً”، يرونهُ الغرب والصهاينة بعيداً،، ونراهُ نحنُ قريباً وإنا لصادقون، وما النصرُ إلا صبر ساعة.

الكاتب الصحفي والمفكر العربي والإسلامي والمحلل السياسي
الدكتور/ جمال محمد عبد الله أبو نحل
عضو الاتحاد الدولي للصحافة الإلكترونية
الأستاذ والمحاضر الجامعي غير المتفرغ

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا