أكد سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية التركية، الدكتور فائد مصطفى، أنه لا جديد بخصوص المصالحة الوطنية أو استضافة أنقرة لمباحثات جديدة في هذا الملف، لكنه قال: إن تركيا أبدت استعدادها لبذل جهود من أجل إعادة اللحمة الفلسطينية لما يمثل ذلك من قوة للموقف والقضية الفلسطينية.
وكانت تقارير محلية، ذكرت أنه في خضم الأزمة القطرية- العربية، فإن تركيا قد تتدخل لحمل ملفات المصالحة الفلسطينية، والبدء في حوارات جديدة بين طرفي الانقسام فتح وحماس.
وقال مصطفى في حوار مع “دنيا الوطن”: إن تركيا مستمرة في دعم قطاع غزة في ظل الأزمات التي يعاني منها القطاع بما في ذلك أزمة الكهرباء، مضيفاً: “انطلاقاً من ذلك فإن السفينة الثالثة المحملة بالمساعدات الإنسانية والمخصصة لقطاع غزة، ستنطلق من تركيا الأسبوع المقبل لإيصال هذه المساعدات عبر ميناء أسدود ومن ثم إلى القطاع، ليتم توزيعها قبل عيد الفطر المبارك، حيث تحمل هذه السفينة على متنها أطنان من المساعدات والاحتياجات الإنسانية.
وحول أزمة الكهرباء في قطاع غزة، أوضح أن تركيا مستمرة في المساهمة بالتخفيف من الأزمة عبر دفعها من خلال الحكومة الفلسطينية مبالغ مالية ثمناً لوقود محطة الكهرباء في القطاع.
وكشف السفير مصطفى عن زيارة مرتقبة لنائب رئيس الوزراء التركي إلى فلسطين بعد شهر رمضان المبارك، معتبراً الزيارة ذات أهمية كبرى، حيث سيتم خلالها استكمال بحث أوجه العلاقات الفلسطينية- التركية المختلفة، والتوافق على تنفيذ المشاريع ذات الأولوية.
وحول العلاقات الفلسطينية- التركية لاسيما بعد زيارة رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله، بين أن العلاقات بين البلدين تتطور بشكل إيجابي، وزيارة رئيس الوزراء الفلسطيني، كانت زيارة ناجحة جداً، حيث التقى بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وكذلك مع رئيس الوزراء بن علي يلدرم، وألقى كلمة فلسطين في منتدى دولي حول القدس، مضيفاً: “جاري العمل لتحديد موعد قريب لعقد اجتماع اللجنة الفلسطينية- التركية المشتركة، ونأمل أن يتم ذلك في الخريف المقبل، حيث سيتم على هامش اجتماع هذه اللجنة توقيع المزيد من الاتفاقيات بين البلدين”.
وعن ملف المنح التركية إلى فلسطين، خصوصاً بعد لقائه بوزير التربية والتعليم التركي قبل أيام، أوضح سفير فلسطين، أن تركيا تقدم لفلسطين 150 منحة تعليمية سنوياً، وقد استلمت هيئة المنح التركية في شهر أذار الماضي الآلاف من الطلبات من طلاب وطالبات فلسطين، وهم الآن يقومون بعملية الفرز لاختيار العدد المطلوب من بين آلاف الطلبات.
وتابع: “كما تم بحث موضوع إنشاء مدارس فلسطينية لأبناء الجالية الفلسطينية في الجمهورية التركية”.
وكشف مصطفى عن أن وفداً تركياً من مكاتب وكلاء السياحة قد زار الأسبوع الماضي مدينة رام الله، وعقد اجتماعات مهمة مع نظرائهم في فلسطين كما اجتمعت بهم وزيرة السياحة رولا معايعة، حيث جاؤوا إلى فلسطين للتحضير لرفع وتيرة الأفواج السياحية التركية إلى فلسطين وبالذات إلى مدينة القدس، الأمر الذي سيكون له فوائد كثير سيشعر بها المقدسيون، مبيناً أن هذا يأتي بعد دعوات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمسلمين والأتراك لزيارة مدينة القدس.
وفي الشأن السياسي، اعتبر السفير مصطفى، أن الحراك الدبلوماسي الذي قاده الرئيس محمود عباس في الأشهر الأخيرة من خلال زيارة البيت الأبيض واستقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولقاءاته مع القادة العرب، ومشاركته في القمة العربية الإسلامية الأمريكية، ولقائه بقادة الاتحاد الأوروبي وزياراته الخارجية المهمة أعاد الاعتبار لصالح إعطاء الأولوية للقضية الفلسطينية كقضية أولى ومركزية في المنطقة، لأن الأزمات المختلفة التي تعصف بالمنطقة في السنوات الأخيرة أثرت سلباً على أولوية القضية الفلسطينية.
وأوضح أن مسببات المأزق والطريق المسدود الذي وصلت إليه العملية السياسية، تتحملها بالكامل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، مبيناً أنه على ضوء ذلك تنتظر القيادة الفلسطينية الآن تقديم مقترحات أمريكية ودولية للتحرك إلى الأمام.
دنيا الوطن
