عندما يكون مصير ايران وتركيا فى قطر

بقلم: فادى عيد

تمر علينا الاحداث فى الشرق الاوسط بسرعة البرق، خاصة بعد أنقلب السحر على تميم بن حمد، وباتت لاول مرة امارة الارهاب المسماه بقطر هى بطلة الاحداث، والكلمة الاكثر تداولا وبحثا على كافة محركات البحث، وبكافة الوسائل الاعلامية، خاصة بعد أن باتت مفعول به وليس فاعل، وهنا دعونا نقراء من هو الفاعل الحقيقي والمحرك لدولة قطر، ولماذا نسيت ايران كل ما فعلته المليشيات الممولة من قطر ضد حليفها بشار الاسد والعبادي ومالكي وغيرهم، وانتفضت للدفاع عن قطر، ولماذا ضحت تركيا بأخر درجة متبقية من العلاقات مع كافة الدول العربية فى سبيل التضامن السياسي والعسكري مع قطر.
فعلى غرار الاجتماع السري الذى تم بين وزير خارجية قطر وقائد فيلق القدس بالحرس الثوري قاسم سليمان فى بغداد أثناء تواجد الرئيس الامريكي بالرياض، عقد أجتماع هام لحلفاء قطر ببغداد أيضا يوم الاثنين الماضي، اجتماع ضم وفود امنية وسياسية من إيران وتركيا وقطر والعراق لبحث كيفية مواجهة الدول العربية فى الملف القطري، وبعدها بـ 48 ساعة استقبل اردوغان وزير الخارجية الايراني لبحث كيفية كسر الحصار على قطر وكيفية مواجهة العرب.
والان وبعد أن أقر البرلمان التركي ذو الاغلبية الاخوانية المنتميه للحزب الحاكم بقانون يسمح بنشر قوات تركيا فى قطر، بالتزامن مع الهجوم الاعلامي التركي الشرس على الدول العربية، يكون دخل أردوغان فى صراع صريح للدفاع عن عمقه الاستراتيجي بالمنطقة، والداعم المادي الاول له، ولمشاريع تخرج الارهابيين من معسكرات شرق تركيا، وهذا ليس بشئ غريب، اما الشئ الغريب أو بالاحرى الجديد للعين المجردة، هو سرعة تحرك ايران لانقاذ تميم وبشكل مباشر وعلني دون أي تردد، بينما لم تلجأ ايران لتفعيل اتفاقية الدفاع المشترك مع سوريا فى كل المراحل التى مرت بها الحرب السورية، وهو يفترض ان بشار الاسد هو حليف ايران وليس تميم، والان سنشاهد القوات التركية والحرس الثوري الذى يفترض وجود حرب بينهم فى سوريا، بجوار بعض وكتف فى كتف لحماية عميلهم الاول تميم بن حمد، فيا له من مشهد.
ولان قطر وتركيا فى خانة واحدة، فمن الطبيعي أن تنتظر قاعدة العديد الامريكية فى قطر نفس مصير قاعدة انجرليك التركية، التى أعلنت المانيا انسحاب قواتها منها والتوجه نحو قاعدة الازرق بالاردن.
التاريخ الان يعيد نفسه مجددا فالحقد الفارسي والعثماني تجاه العرب لم ولن ينتهي، وهذه المنطقة (الشرق الاوسط) لم تعد تتحملنا جميعا، والتاريخ هو من يقول ذلك وليس أنا، والجغرافيا تؤكد ما يقوله التاريخ، ويجب علينا كعرب أن نعرف جيدا من هم اعدائنا ومن هو عميلهم وسطنا، فمعركتنا كعرب لن تنتهي عند الدوحة بل هى البداية للتوجه نحو أنقرة وطهران، والاتراك والايرانيون يعلمون ذلك جيدا، والا ما جاءوا بجنودهم بتلك السرعة ليحمو عميلهم فى الدوحة، ويأمنو نفسهم قبل أن يكون مصيرهم هو نفس مصيره، وأعتقد ان أختيار مصر كي تقوم سفارة اليونان (العدو التاريخي والجغرافي لتركيا) في الدوحة بالتمثيل الدبلوماسي لها، هي رسالة من رسائل القاهرة، التى لا يتوقف عقلها للحظة لحماية الامن القومي العربي.
والعجب فيما يفعله تميم ليس فى تمسكه بالاخوان، واصراره على تأكيد الرسالة عندما انحنى ليقبل رأس الافعى (القرضاوي) فى صورة تم نشرها عمدا قبل ذهابة للكويت لبحث الوساطة، فنحن نعلم تاريخ القرضاوى مع كامل العائلة الحاكمة وليس تميم فقط، ولكن أتعجب تصريحات تميم التى ينشرها الاعلام القطري كل ساعة تقريبا، والذى يرفض فيها تميم (حسب زعمه) الوصاية السعودية الاماراتية المصرية البحرينية على قطر، وهو يجلس فى قصره الاميري الذى يحرسه عناصر من الحرس الثوري الايراني، واعداد كبيرة من الجنود الاتراك ستصل لحمايته، ويقول على القوات الامريكية المتواجدة بقاعدة العديد أنها تحمينا من أطماع الدول التى لها حدود معنا (السعودية)، فأي فصام وازدواجية هذا يا امير قطر.
نعم يا أحبائي قطر أصبحت الان لطهران اهم بكثير من سوريا، بعد أن أصبحت قطر الواجهة الاولى والملعب الاول للمواجهة بين العرب وطهران وليست سوريا، والعثمانيون يعلمون جيدا أن مصير سلطانهم الجديد مرتبط بمستقبل مكتب رعاية مصالح الارهاب بالمنطقة المسمى بقطر، فهذا ما هو منصوص عليه فى مبادرة حلف الناتو باسطنبول 2004 تحت عنوان دور تركيا فى الشرق الاوسط الجديد، ولذلك المواجهة الان ليست ضد النظام القطري فقط، بل وادوات الشر فى الاقليم كتركيا وايران، فحفظ الله مملكة الحزم، ومصر العروبة، وامارات الشرف والعزة، وبحرين السلام والخير.

فادى عيد
الباحث و المحلل السياسى بشؤون الشرق الاوسط
fady.world86@gmail.com

 

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا