خمسة وثلاثون عاما على استشهاد كمال يوسف ونزيه مطر

بقلم: بسام صالح

خمسة وثلاثون عاما مضت، وعقارب الساعة في ذاكرتنا تابى ان تتحرك، تثبتنا في المكان والزمان، تحفر في الذاكرة وتكتب في سجل الخلود اسماءكم ، شهداء الثورة الفلسطينية ، شهداء حركة فتح في الخارج، شهداء شعبنا الصامد في الداخل والشتات، كان الجيش الصهيوني في بداية اجتياحه للبنان للقضاء على قواعد الثورة و منظمة التحرير الفلسطينية، معارك حامية الوطيس وعلى كافة المواقع دفاعا عن حقنا في الوجود وفي مواجهة هذا العدو المتغطرس، شعبنا في لبنان ومخيماته يتعرضون لابشع عملية تصفية، ويسطرون ملاحم بطولية في المقاومة والصمود.
ابناء فلسطين في الشتات يتظاهرون في كل مكان، يدافعون بالكلمة وبالصورة عن قضيتهم وممثلها الشرعي الوحيد وقرارها المستقل، ابناء الاتحاد العام لطلبة فلسطين في الشتات والذي تقوده حركة فتح ينظمون الندوات واللقاءات مع الاحزاب والقوى السياسية والاجتماعية ويطالبونهم بادانة العدوان الاسرائيلي على لبنان وعلى الشعب الفلسطيني.
العالم كان مشغولا بمباريات كاس العالم لكرة القدم، ونحن ابناء هذا الشعب العظيم نخوض معركة الوجود، حتى خارج ارض الوطن، هذا العدو كان يلاحق ممثلي منظمة التحرير في العواصم الاوروبية وكم من شهيد روى بدمائه الطاهره تلك العواصم، ولم تكن روما ببعيدة، ففي عام 1972 قامت الايدي الجبانة باغتيال الاخ الشهيد وائل زعيتر، ممثل حركة فتح في ايطاليا. واليوم وبعد مسيرة كبيرة اخترقت شوارع العاصمة الايطالية روما، تعبيرا عن السخط والادانة لما يقوم به الجيش الاسرائيلي ضد الشعب والثورة الفلسطينية في لبنان. عدنا ليلا لبيوتنا نودع بعضنا البعض بجملة بسيطة نراكم غدا فعلينا عمل الكثير. كان اخي وصديقي كمال يوسف، يوصي الجميع ديروبالكم ما حدا يروح لوحده. كمال المبتسم والمتفائل دائما ابن فتح منذ ان كان في الاردن، هو امين سر اقليم الحركة في ايطاليا ونائب مدير مكتب المنظمة، ودعناه تلك الليلة على امل اللقاء في الصباح.
الدكتور نزيه مطر ابن الطيرة البار، دمث الاخلاق يعمل بصمت، اختار مشاهده احدى مبارايات كأس العالم، وكات حتى ساعة متاخرة، وعند وصوله منطقة سكنه اطفأ محرك السيارة ، ولم يتمكن من الوصول الى بيته فقد سبقته طلقات جبانه من عملاء الموساد اخترقت جسده، ولم تخترق ايمانه بحقه ، ربما زأر كالاسد في وجه القتلة يا قتله يا مجرمين، عاشت فلسطين و سقط نزيه شهيدا بعد منتصف ليلة صيفية 16 حزيران 1982 ، انتشر الخبر فجرا بين ابناء فلسطين واصدقاءهم، ساعات قليه تمضي وكانها تسير بسرعة البرق.
رنين الهاتف ايقظني وعلى الطرف الاخر صديق عزيز يطلب مني الذهاب فورا لمكتب المنظمة متعجبا سالته ولماذا؟ قال اخونا كمال استشهد صباح اليوم. نعم استشهد صديقي واخي في النضال. لقد وضعوا في سيارته عبوة حارقة وانتظروا خروجه من المنزل وعند وقوفه امام اشارة المرور قام الجبناء بتفجير العبوة الحارقة فارتقى شهيدا .
نفتقدهم ونتذكرهم فهم جزء من حياتنا وذاكرتنا التي لم ولن تنسى تضحياتهم وعملهم وما قدماه من واجب العطاء من اجل العطاء الوطني الفتحاوي الملتزم بوطنه وشعبه وقضيته وحقه في الحرية وتقرير المصير.
لكم يا اخوة النضال ويارفاق الدرب نؤكد لكم ولكل شهداء شعبنا ان العهد هو العهد والقسم هو القسم قسم الاخلاص لفلسطين ولشعبها وحركتها الرائدة فتح حتى النصر.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا