الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمكتب مركز الإعلام حماس والفرصة الاخيرة

كتب مركز الإعلام حماس والفرصة الاخيرة

هل تنجح حماس في الخروج من مأزقها وأزماتها المتلاحقة والتي تسببت بها سياساتها الغير مدروسة وربما ادركت حماس في قرارة نفسها بان ثمن الانقلاب على المشروع الوطني ستكون تبعاته كبيرة ليس بمقدور حماس تحملها فلذلك راحت تبحث عن مخارج باتجاهات متعددة ولإغراض متعددة ايضا.
حماس تواجه ثالوثا من الرعب جاهز للانقضاض عليها فيما لو استمرت في سياساتها ولم تتراجع عنها مع العلم ان الظروف السياسية باتت تصطف ضدها رغم اصطفاف حماس لصالح تلك القوى التي عملت على احداث نوعا من عدم الاستقرار الاقليمي طال معظم دول المنطقة وتأتي في مقدمة تلك الدول قطر وحليف حماس الاساسي والتي تسببت مواقفها بأزمة اربكت الحسابات السياسية الدولية والإقليمية وتركت تداعيات سلبية على حماس اذ ان حماس تقف على فوهة هذه الازمة.
حماس بعد ان كانت تعيش حالة من الاسترخاء السياسي وكان البعض يحاول خطب ودها انطلاقا من المصالح الشخصية ونكاية بالقيادة الفلسطينية ومشروعها الوطني وتجلى في هذه الفترة ازدهارها السياسي وأخذت تفرض مواقفها وتلقى ايجاب من حلفاءها لكن فترة الازدهار هذه لم تدم طويلا واصطدمت حماس بجدار صلب من القرارات الاقليمية التي وضعتها في لائحة الاتهام على اكثر من صعيد بوصفها اداة لتنفيذ اجندة اقليمية ودولية مناهضة لسياسات المنطقة اضافة لوضعها على قائمة الارهاب وكان لا بد لحماس من مراجعة حساباتها وتحديدا بعد الازمة القطرية.
حماس تواجه ثالوثا وتتعرض لضغوطات مباشرة من كثير من القوى وفي مقدمتها السلطة الفلسطينية ومصر وقطع العلاقات مع قطر وهناك تحديات اخرى تواجه حماس تتمثل في كيفية صياغة علاقاتها مع طهران من جديد رغم وجود محاذير وتحذيرات للذهاب بهذا الاتجاه.
الازمة القطرية والتي وضعت علاقة حماس مع قطر على صفيح ساخن اصبحت مهددة وربما وصلت الى حدود النهاية لان قطر باتت مطالبة بقطع علاقتها مع الجهات “الارهابية” والتي تمثل حماس احد جوانبها وحتى تخرج قطر من ازمتها هذه يجب الاذعان لهذه الشروط. وقطع قطر علاقتها مع حماس يعني توقف قطر عن تقديم الدعم المالي والمساعدات العينية الاخرى وقد يتوقف مسلسل اعادة اعمار غزة ويؤدي ذلك الى اغراق حماس في دوامة الفوضى.
الجهة الاخرى التي تشكل ضغوطا على حماس هي القاهرة والتي كانت حماس تتطلع الى بداية جدية في علاقاتها مع العاصمة المصرية لكن جاءت الازمة القطرية وألقت بظلالها على هذه العلاقة بحكم ان القاهرة طرفا رئيسيا في الازمة القطرية وفي الصراع مع قطر وحلفاءها وباتت حماس مطالبة ايضا بالمطالبة بالاستجابة لشروط القاهرة حتى يصار الى تحريك العلاقات الى حدودها الدنيا رغم ان مطالب القاهرة وتنفيذها سيضع حماس تحت المقصلة بحكم ان اهم مطالب القاهرة تسليمها ما يزيد عن الثلاثين مطلوبا وكلهم من عناصر القسام اضافة الى حماية حدود سيناء مع غزة ووقف تهريب الاسلحة وهي مطالب ستؤثر على واقع حماس السياسي وتضعها في مأزق جديد فالاستجابة يعني بداية انهيار حماس سياسيا وعدم الاستجابة يعني ان حماس ستبقى في مرمى النيران المصرية.
المشكلة الكبرى التي لازالت امام حماس هي كيفية الخروج من انقلابها على الشرعية والعودة الى الحاضنة الفلسطينية فاذا استطاعت حماس التخلص من التشتت والعفوية ومن ضريبة القرارات الاقليمية عندها يمكن ان تعود الى رشدها وتعود الى الحضن الفلسطيني وتعلن عن اعتذارها للشعب الفلسطيني عن انقلابها المشئوم وغير ذلك فان السلطة الفلسطينية بصدد اتخاذ اجراءات تجعل حماس ترفع الراية البيضاء وان جزءً من هذه القرارات قد تم تنفيذه وأخرى بالانتظار وهذا كله سيؤثر على الوضع السياسي والاقتصادي للقطاع.
كيف ستتمكن حماس من تحقيق هذه التوازنات في ظل هذه الضغوط وفي ظل الاصرار على مواقفها وأمام حماس فرصة للتراجع عن سياساتها وربما لن تتكرر هذه الفرصة مرة اخرى فالآن الظروف السياسية ربما تخدمها في العودة لكن المستقبل يخفي وراءه اسرارا كثيرة وربما تقع حماس في شرك اعمالها ولن تجد لها اذانا صاغية للاستجابة لمطالبها ورغبتها في العودة الى الحاضنة الفلسطينية الامر الذي يمكن ان يعجل بنهايتها.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا