حماس تنهب “السولار المصري” وتبيع المساعدات التركية

لم تمضي ساعات فقط على أجواء التفاؤل والفرحة التي رافقت دخول السولار المصري لقطاع غزة عبر معبر رفح البري, حتى انقلبت الصورة بظهور السولار المصري في الأسواق السوداء، وتراجع معدل وصل الكهرباء, فيما علت أصوات السخط في غزة وزالت لحظات التفاؤل وحل مكانها متاجرة حماس بـ2 مليون مواطن يعيش قي الحصار في قطاع غزة.

ضخت السلطات المصرية على مدار أربعة أيام مئات الآلاف من لترات السولار عبر شاحنات عبرت معبر رفح الحدودي جنوب قطاع غزة, بهدف إعادة تشغيل محطة الكهرباء الوحيدة المتوقفة منذ أربعة شهور عن العمل, الأمر الذي فاقم أزمة الكهرباء في القطاع حتى بلغت ساعات الوصل إلى 3 ساعات يومياً والقطع إلى أكثر من 20 ساعة.

وأعلنت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة بقوة السلاح أنها توافقت مع القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان على إدخال السولار المصري لتشغيل محطة الكهرباء وتخفيف أزمة الانقطاع المستمرة منذ عشر سنوات والتي هددت كافة مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية.

ودخلت الشاحنات المصرية يوم الأربعاء الماضي قطاع غزة وأفرغت في يومها الأول ما يقارب المليون ونصف المليون لتر من السولار في خزانات محطة الكهرباء مع تأكيد سلطة الأمر الواقع أن السولار فقط لتشغيل المحطة, ولكن سرعان ما تسرب الوقود إلى الأسواق والسوق السوداء, مع الإشارة إلى أن السعر المتوقع بيعه للمواطن وصل لحوالي 4,5 شيقل.

ومن المتوقع أن تحصل خزينة حركة حماس على ملايين الشواقل نتيجة سرقتها للسولار من محطة الكهرباء وبيعه في الأسواق بفارق حوالي ثلاثة شواقل عن سعره الأصلي حيث يباع السولار في مصر بحوالي 2,2 جنية أي ما يقارب واحد شيقل فقط.

وتشير الإحصائيات الأولية إلى أن أكثر من 50 شاحنة محملة بالوقود دخلت خلال الأيام الثلاثة الماضية لقطاع غزة, محملة بأكثر من 4 ملايين لتر وقود لتشغيل محطة الكهرباء ولكن تسربه إلى الأسواق السوداء سيمول خزينة حماس بأكثر من 15 مليون شيقل, فيما زادت الكهرباء سوءا في القطاع ووقف المواطن عاجزا عن تفسير تلك الظاهرة.

الدكتور ماهر الطباع مدير العلاقات العامة والإعلام في غرفة تجارة غزة أكد أنه وبالرغم من توريد السولار المصري لتشغيل محطة توليد الكهرباء , بقي حال الكهرباء على ما هو عليه بتطبيق جدول أربع ساعات وصل . وقال الصحفية والكاتبة ميسون كحيل: “بعد ما دخل السولار المصري لماذا أصبحت الكهرباء فقط ساعتين ؟ ما الذي حصل ؟”.

الناشطة قمر أبو ندى قالت أن هيئة البترول في غزة قامت بشراء السولار المصري بحوالي 1.1 جنية للتر فيما سيباع في محطات غزة بـ4.37 شيقل, أي ما يزيد عن 20 جنيها عن السعر الأصلي, فيما رد عليها الناشط محمد حسنة بأن الكلام غير صحيح وأن سلطة الأمر الواقع في غزة قامت بشراء الوقود المصري بثلاثة شواقل فقط للتر وما تم إضافته هو فقط ضرائب بمعدل شيقل واحد على كل لتر.

الناشط حسن أبو سخيل صب جام غضبه على حماس وحكومتها قائلا: “صدعوا رؤوسنا وهم يقولون لن نقف مكتوفي الأيدي وسنخفف من معاناة الشعب, ودخل السولار المصري لمحطة التوليد ولمحطات الوقود الخاصة, ولكن لم نرى أي زيادة في ساعات وصل الكهرباء, ولم يستفيد الشعب من الوقود المصري بعد أن تم بيعه بأسعار مضاعفة للمواطنين, واستفادت منها خزينة حركة حماس”.

المختار أبو خضر طالب عبر صفحته على الفيسبوك بوجود رقابة على السولار المصري وأيضا على المساعدات الأخرى المقدمة لشعبنا , مع الإشارة إلى أن معظم المساعدات التي تصل لأهالي القطاع يقوم السكان والفقراء بشرائها من الأسواق بعد أن تقوم حركة حماس بالاستيلاء عليها وبيعها للتجار مقابل ملايين الشواقل التي تذهب إلى خزينتها.

ويشار إلى أن تجربة السكان في غزة مع سفينة المساعدات التركية السابقة التي وصلت القطاع العام الماضي محملة بأكثر من 11 ألف طن من المساعدات ولم يرى منها شيء السكان وتم توزيعها على عناصر حماس فيما بيع ما تبقى منها في الأسواق.

وأعلنت تركيا قبل أيام إرسال سفينة مساعدات جديدة تحمل 11 ألف طن من المساعدات لقطاع غزة وشرعت الشاحنات في الدخول عبر معبر كرم أبو سالم ومن المتوقع أن تستلمها حركة حماس وتبيعها في الأسواق لرفد خزينتها بملايين لاشواقل خاصة مع الأزمة المالية التي تعيشها الحركة منذ ثلاثة سنوات.

الحياة الجديدة

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا