الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمهنيه لا زال غارق في اوهامه

هنيه لا زال غارق في اوهامه

لم يحمل خطاب اسماعيل هنيه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اي جديد وبقي القديم على قدمه وبقي شعبنا يسمع العبارات نفسها. ورغم ان الكثير من المفاهيم قابلة للتغير والتحول بما يتلائم مع المعطيات المطروحة على الساحة السياسية لكن على ما يبدو ان عقلية حماس بقيت تعاني من الجمود وغير قادرة على فهم التطورات المتسارعة التي تفرض نفسها على المشهد السياسي المحلي والإقليمي والدولي.
خطاب هنيه لم يحمل مؤشرات حقيقية على رغبة حماس بتجاوز المرحلة الي تمر بها او التي يمر بها شعبنا الفلسطيني وطغى على خطابه لغة الانشاء واللغة التي لا زالت مسيطرة على فكر حماس بما يشبه برامج الدعايات التي تتناولها الفضائيات ووسائل الاعلام عند ترويجها لمنتج او شركة وهكذا عبر هنيه عن “المقاومة” التي سمعناها وبتكرار ممل وسنبقى نسمعها ما دامت عقلية حماس لم تتطور.
خطاب هنيه لم يحدث نقلة نوعية كما كانت تروج له وسائل اعلام حماس وفضائياتها ولم يحدث اي نوع من الاختراق بل جاء للتأكيد على استمرار الانقسام وتعميقه بإصرار حماس على مواقفها القديمة السابقة وإقراره على توسيع اللجنة الادارية لغزة وهي التي كانت سببا رئيسيا في زيادة حدة الانقسام بل انها قطعت الطريق امام اي امل في تحقيق المصالحة وكأن هنيه اراد ارسال رسالة بان عهد المصالحة قد انتهى وان حماس ذاهبة لإجراءات على الارض بتحالفها مع دحلان ليشكل لها رافعة جديدة في صراعها مع القيادة الفلسطينية.
خطاب هنيه تركز في ثلاث محاور رئيسية حول العلاقة مع قطر والعلاقة مع مصر والعلاقة الجديدة مع دحلان وبقي الشأن الداخلي يحمل لغة الاملاءات ولغة التصعيد والعلاقة مع اسرائيل بقيت تدور في نفس اسطوانة حماس المشروخة باستخدام المقاومة لتحرير فلسطين.
العلاقة الجديدة مع مصر ومع دحلان ربما يشوبها الكثير من الغموض وتعكس رهانا كبيرا ربما على فشلها حيث تناسى هنيه ان حماس تقع في عين العاصفة في الازمة الخليجية وان اوهامه بإعطاء الاولوية لعلاقات حماس مع مصر وتفاهماته مع دحلان سوف تصطدم بما يجري في الخليج اذ من الصعب على حماس تحسين العلاقة مع مصر والسعودية والإمارات والحفاظ على علاقاتها مع قطر وطهران وتركيا حيث ان الدول المذكورة تقف على اطراف النقيض وأصبحت جميعها جزءا من ازمة الخليج ففي الوقت الذي تقف فيه مصر والسعودية والإمارات ضمن حلف واحد فان قطر مدعومة من ايران وتركيا تشكل الجزء الاخر من تناقض ازمة الخليج وبين هذا وذاك فان حماس لن تكون قاسما مشتركا بل ستجد نفسها مضطرة لحسم نفسها على طرف معين اذا لا يمكن الجمع بين كافة الاطراف وهذا يقودنا لاستنتاجات توحي بفشل استراتيجية حماس في التعامل مع كافة القضايا المطروحة.
اما على صعيد الوضع الداخلي فقد بقي موقف حماس على حاله وكان بإمكان هنيه ان يعلن عن حل او تجميد اللجنة الادارية لغزة لو اراد فعلا انهاء الانقسام وتحقيق المصالحة ويعلن سيطرة حماس على القطاع ولكنه بدلا من ذلك رفع من وتيرة التصعيد وعمل على زيادة اعضاء اللجنة بإدخال محمد دحلان اليها في نبرة تحدي واضحة، وبقيت نفس المفاهيم مسيطرة على خطاب حماس والتي لم وان تساهم في تحريك التقارب بين حماس والسلطة الفلسطينية وبقي التنسيق الامني والمقاومة هما رأس مال حماس في حالات الاستقطاب.
مر هنيه مرورا سريعا على ملف المصالحة وكأن حماس ليست معنية قطعية بإنهاء الانقسام لكنه تحدث بلسان شعبنا عندما اشار بان شعبنا لا يقبل التجزئة ولا يقبل القسمة ولكن هنيه وقيادات حماس قبلتها وتمسكت بها.
ركز هنيه في خطابه على الضفة الغربية وفي اشارة مبطنة اعتبرها امتدادا لغزة وهي ذات دلالات سياسية بالغة والتسليم بان الدولة الفلسطينية ستقام في غزة بما يتساوق مع الرؤية الاسرائيلية والمح الى ان الضفة ستكون ساحة الصراع القادمة قائلا : “ان الضفة مركزا للصراع وعنوانا للمقاومة”،وتحمل هذه الدعوة في ثناياها مقاصد واضحة باستهداف الشرعية الفلسطينية والانطلاق في عمليات ضد اسرائيل من ارضي الضفة لكن كان من الاجدر بهنيه الا يعمل على “تجزئة” المقاومة بإخماد نارها في غزة وإشعالها في الضفة وهنا تكمن المقاصد السياسية.
تهديدات حماس لإسرائيل والتلويح بتحرير فلسطين التاريخية من خلال المقاومة هي مفاهيم سئمها شعبنا وكان من المفترض ان يتعاطى هنيه مع الواقع وان يبتعد عن لغة الاستقطاب فالعالم يدرك حقيقة حماس وحقيقة الصراع ولا يعترف بشرعية حماس ومقاومتها فالعالم يعترف بشرعية فلسطينية واحدة وهي شرعية منظمة التحرير الفلسطينية.

خاص بمركز الإعلام

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا