غزة ـ يعيش المواطن الغزي المنهك بالأزمات الاقتصادية والاجتماعية، حالة يرثى لها من الغضب والألم، مع تراكم صعوبة الأوضاع الإنسانية في القطاع الذي تحكمه حركة “حماس” منذ عشرة أعوام، فيما لم تشهد الخدمات والظروف أي تحسننا بل زاد الفقير فقرا وانتشرت البطالة والجريمة وانعدام الأمن الغذائي والمستقبلي.
والتصريحات التي يسمع بها المواطن في غزة من قيادات حماس أو متحالفون معها حول انفراج الأزمة وبدء فك الحصار، يبدو أنها فقط في وسائل الإعلام ولا وجود لها على أرض الواقع كما يقول المواطنون بمختلف فئاتهم الحزبية والشعبية. فدخول ملايين اللترات من السولار المصري على مدار الأسبوع الماضي، لم يؤدي بالمطلق إلى تحسن وصل التيار الكهربائي، بل زاد الأوضاع المتعلقة بالكهرباء سوءا، وبدل أن كانت ساعات الوصل تزيد عن ستة ساعات الأن لم يعد المواطن في غزة يرى الكهرباء أكثر من ساعتين كل 24 ساعة يوميا.
والتساؤلات حول اختفاء السولار المصري كثيرة، والأحاديث حول سرقته من قبل سلطة الأمر الواقع وبيعه في محطات الوقود للمواطنين بأسعار مرتفعة هي أقاويل تثبتها الإعلانت التي تصدر عن محطات الوقود حول توافر الوقود المصري للسائقين ولكل من يرغب في الحصول عليه.
يقول الشاب احمد البطة بنبرة غاضبة :” دخول سيارات السولار يوميا مع زيادة تقليص ساعات الكهرباء يسبب استفزاز وقهر واضح لدى المواطنين” مضيفا :” أقسم بالله قهر لا نريد سولار” , فيما رد عليه المواطن يونس الزريعي قائلا:” اعتقد أن سداد قيمة ما خفضته إسرائيل من كهرباء لغزة , أرخص وأجدى وأفضل من استيراد السولار المصري لتشغيل المحطة ولكن للضرائب أحكام”.
وتسيطر حركة حماس على شركة الكهرباء وسلطة الطاقة في غزة، وترفض تسديد أسعار السولار التي ترسلها السلطة الوطنية لتشغيل محطة الكهرباء الوحيدة، فيما تجني “حماس” فوايتر الكهرباء من المواطنين وتفرض الضرائب على الوقود وتجني شهرينا ملايين الدولارات تذهب جميعها إلى خزينة الحركة.
من جانبه قال الناشط إبراهيم أحمد عبر صفحته على الفيسبوك:” لقد كنا في السابق ضد ضريبة البلو التي كانت تفرج على وقود محطة الكهرباء في غزة , ولكن الآن حماس تفرض ضريبة على السولار المصري بنسبة 400% “ مضيفا :” يبدو أن جماعة حماس فاهمين الضرائب بشكل خطأ”.
ولم تخلو أحاديث بعض الصحفيين والناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي من السخرية في بعض الأحيان، فالناشط محمود محمود قال عبر صفحته الشخصية :” قد يصل انقطاع الكهرباء في غزة لمدة 24 ساعة في أغلب الأوقات , ويبقى حلم الغزاوي متى ستأتي الكهرباء 6 ساعات”.
وكشف أمس مدير عام الهيئة العام للبترول فؤاد الشوبكي عن أن أزمة الوقود في قطاع غزة مفتعلة وحلها يكمن بيد سلطة الأمر الواقع التابعة لحركة حماس مفندا المزاعم بفرض السلطة ضرائبا على الوقود قائلا:” إن سلطة حماس تبيع الوقود شاملا للضرائب للمواطن دون أي تدعيم وتحتفظ بالفارق”.
وحول فرض حماس ضرائب على السولار المصري قالت الناشطة قمر أبو ندى :” أن هيئة البترول في غزة قامت بشراء السولار المصري بحوالي 1.1 جنية للتر فيما سيباع في محطات غزة بـ4.37 شيقل, أي ما يزيد عن 20 جنيها عن السعر الأصلي” فيما تذهب كل هذه الأموال لخزينة حركة حماس.”
الحياة الجديدة
