الرئيسيةمختاراتاخترنا لكممخاوف تسود اوساط حماس في انفتاحها على دحلان

مخاوف تسود اوساط حماس في انفتاحها على دحلان

العلاقة الجديدة التي نشأت بين حماس والمفصول من حركة فتح محمد دحلان تركت تداعياتها على اكثر من صعيد وتحديدا على صعيد حماس الداخلي وعلى صعيد علاقتها مع السلطة الفلسطينية. وربما كانت ردود الفعل الاسرائيلية الغير معلنة والتي ابدت ارتياحا لهذه الخطوة ايضا بحكم انها تساهم في تكريس الانقسام الذي تحول الى انقسام جغرافي وهو ما يتساوق مع الاستراتيجية الاسرائيلية بإبقاء الانقسام الذي يحول دون قيام دولة فلسطينية حيث جاء انفتاح حماس على دحلان لزيادة الشرخ في مواقفها مع القيادة الفلسطينية وهذا ما تريده اسرائيل وبذلك تكون حماس قد قدمت خدمة لإسرائيل سواء كانت بطريقة مباشرة او غير مباشرة.
المخاوف التي اعلنت عنها حماس جراء انفتاحها على دحلان ربما جاءت بعد مراجعة حساباتها وبعد ردود الفعل داخل اطرها الحركية اذا بدأت هناك تساؤلات كيف تحول عدو الامس الى حليف جديد وكيف يمكن اعادة العلاقة مع شخص كان بحكم موقعه السابق سببا رئيسيا في قيام انقلاب حماس. هذه المعطيات لم تقنع الشارع الفلسطيني بشكل عام واطر حماس الداخلية بشكل خاص اذ انه من الصعب الانتقال من النقيض الى النقيض ومن اقصى اليمين الى اقصى الشمال كما في حالة دحلان بعد ان شحنت حماس عناصرها ضد دحلان قبل عملية الانقلاب وبعده، واستمر اعلام حماس يرسم صورة دحلان ويعمل على تشويهها واتهامه بارتكاب المجازر ضد ابناءها وبذلك وجدت حماس انه من الصعب على قيادة الحركة اقناع بني جلدتها بهذه التطورات حتى لو كان ثمن هذا الانفتاح يعود بمنافع مادية وسياسية على حماس بشكل خاص وعلى ابناء القطاع بشكل عام، حتى ان هناك قيادات داخل حماس انتقدت هذه الخطوة ووصفتها بانها بدايات تراجع للحركة اذ انها ذهبت مذعنة لدحلان من اجل تحقيق مصالح شخصية على حساب استراتيجية حماس.
مسئول في حركة حماس اكد ان “هناك تساؤلات وتخوفات في أوساط الحركة بشقيها العسكري والسياسي، إزاء الانفتاح على محمد دحلان وهناك تحذيرات من مثل هذا الانفتاح”. وأضاف” مرات يكون من الصعب تمرير شيطنة دحلان بسهولة وتغيير الموقف منه دون تمهيد الطريق الى مثل هذه الخطوة”. ويقول احمد يوسف القيادي البارز في حماس “إنّ أيديولوجيّة حماس تتبنّى السمع والطاعة من القواعد للقيادة، بغض النظر عن اتّفاقها أو اختلافها معها حول التقارب مع محمد دحلان، لكنّ حماس محرجة من إعلان تقاربها معه لأنّها اتّهمته سابقاً باتّهامات خطيرة، وهناك مخاوف لديها من الاقتراب منه، الأمر الذي يجعلها محتارة في كيفيّة تسويق دحلان بين قواعدها”
وزادت هذه المخاوف بعد تسريب بنود الاتفاق كاملا الى الشارع وهو ما شكل مفاجئة لبعض الاطراف في حماس اذ ان الاتفاق يفضي الى شراكة سياسية بين حماس ودحلان وهذا يعني عودة الامور الى نصابها ما قبل قيام حماس بانقلابها من وجهة نظر هذه الاطراف. وحاول الزهار التقليل من تداعيات هذا الاتفاق عندما اكد ان ” التفاهم مع جماعة دحلان يأتي لأنهم نواب منتخبون بالمجلس التشريعي،زاعما أن الاتفاق مع دحلان يركز على إسداء العون للفقراء، ودعم المشاريع الصغيرة، وفتح التعامل مع مصر، بما يحقق تبادلا تجاريا تصل قيمته إلى 7 مليارات دولار”.
ولان الفكر الوطني ليس موجودا في مخيلة حماس وقياداتها فقد آثرت مصالحها الشخصية على كافة مصالحها الايديولوجية “والوطنية” المزعومة وقايضت العلاقة مع دحلان في صراعها مع القيادة الفلسطينية وآثرت حماس عودة هذه العلاقة على استمرار صراعها مع دحلان لإغلاق نافذة كانت ولا زالت تلقي بظلالها على واقع الانقلاب وواقع حماس وهي خطوة تهدف ايضا الى نقل الصراع او جزء منه ليشتد بين القيادة الفلسطينية ودحلان بحيث تقع حماس في المنتصف وفي حساباتها اشتداد الصراع بين القيادة الفلسطينية ودحلان بما يحقق لحماس مكاسب سياسية سواء من الطرف هذا او ذاك.
حماس فشلت في تسويق اتفاقها مع دحلان عندما ادعت بان ذلك سيكون بداية مصالحة وطنية لكن غاب عن مخيلتها حجم التناقضات الواسعة في المشهد السياسي الفلسطيني لكنها كانت تريد توجيه ضربة للقيادة الفلسطينية ووضعها تحت الضغوط وعلى ما يبدو ان حماس وصلت متأخرة في فهم طبيعة الخلاف بين القيادة الفلسطينية ودحلان لتزيد من مخاوفها بان هذه الخطوة لن تساهم في تغيير الوجه السياسي في الساحة الفلسطينية.

مركز الإعلام

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا