شطحات أسامه حمدان

في ظل التجاذبات السياسية الحاصلة داخل الساحة الفلسطينية تبدو حماس الاكثر انفعالا واندفاعا في توصيفها للمشهد السياسي الفلسطيني انطلاقا من مصالحها وفي مرحلة البحث عن توازنات جديدة.
فكلما ارتفعت موازين القوى لصالح القيادة الفلسطينية فان حماس تذهب في البحث عن خيارات تعيد لها بعضا من التوازنات لتشكل لها روافع جديدة وهكذا بدت توجهات حماس في البحث عن انقاضها وتاهت وسط الزحام في الاصطفاف خلف محور إيران ودحلان ومحاولات إيجاد صيغة جديدة في علاقاتها مع مصر وإثارة زوبعة حول انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني لتسويق مواقفها وحشد التأييد لتحقيق التماثل في مواقف بعض القوى الفلسطينية التي بدأت تنساق وراء مواقف حماس في معارضتها لرؤية القيادة الفلسطينية في انعقاد المجلس الوطني.
ويشير اسامه حمدان في تصريحاته إلى أن ” هناك لغطا كبيراً خلال زيارة وفد الحركة الأخير للعاصمة الإيرانية طهران وأوضح أن حماس منفتحة على جميع الأطراف شرط أن لا يكون الدعم مشروطا من أي جهة كانت” وأضاف ” إلى أن بعض الأطراف تسعى الى تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، بينما تتعامل مع الأخ العربي بقسوة غير مبررة”، وسمح لنفسه التدخل في شأن فتح الداخلي قائلا ” المشكلة ما بين محمد دحلان ومحمود عباس هي مشكلة لا تتعلق بالمصالحة الفلسطينية بل هي صراع داخلي، داخل حركة فتح، وما يعني حركة حماس هو تحقيق المصالحة الوطنية، وان الذي يعطل تطبيق حل الانقسام هو محمود عباس”.
ان الاصطفاف خلف ايران هو في صلب استراتيجية حماس وليس لظروف أملتها المواقف ” المتماثلة” في دعم المقاومة ضد اسرائيل حسب مزاعم حماس بل لضرب المشروع الوطني الفلسطيني فلا يوجد لدى الايرانيون ما يقدمونه مجانا بل هو مدفوع الثمن والثمن الذي تطلبه ايران جراء دعمها لحماس هو ابقاء الانقسام قائما وضرب منظمة التحرير وشرعيتها وتبني الايديولوجية الايرانية في صراعها مع دول المنظومة العربية.
ان التغيرات الرئيسية في موازين القوى الذي يميل دائما لصالح الشرعية الفلسطينية دفعت بإيران لتبني استراتيجية جديدة لدعم حماس بهدف تحقيق التوازن بما يتقاطع مع مصالحها وهذا ما تم التركيز عليه في زيارة وفد حماس الأخيرة لطهران لإحباط محاولات انعقاد المجلس الوطني الذي سيعلن تجديد الشرعية الفلسطينية وإبقاء حماس خارج الحسابات فيما لو اصرت على مواقفها.
تصريحات حمدان المبهمة والمختلطة تشير الى المدى الذي وصلت اليه حماس في تغليب فكرها الإيديولوجي على ” الفكر الوطني” والذي تخلو منه قواميس حماس وتحكم فكرها الايديولوجي المستند الى مراكز دولية وجهات خارجية بقرارها السياسي وآخر ما كشفت عنه وسائل الاعلام التنسيق القائم بين الاخوان المسلمين ووزارة الخارجية الامريكية فالإخوان المسلمين ادركوا جيدا انهم لن يصلوا الى فلسطين بتكوينهم وفكرهم هذا فعمدوا على استنساخ حماس الفلسطينية “جغرافيا”ومحاولة إعطاءها صبغة وطنية فلسطينية لكن سرعان ما انكشفت حماس من خلال التمسك بهويتها الأخوانية على حساب الهوية الوطنية وسرعان ما انكشفت مخططات الأخوان الساعية لضرب المشروع الوطني الفلسطيني وضرب الممثل الشرعي الفلسطيني لحساب أجندة خارجية يعمل لها الأخوان وانكشفت بذلك حقيقة حماس التي لا زالت تستمد تنويرها وفكرها وتتلقى الاوامر من اوساط الاخوان المسلمين والعمل على عرقلة اية محاولات لتحقيق المشروع الوطني عبر تعزيز الانقسام ورفض المصالحة الوطنية والسعي للانفصال التام.
وكان حري بحماس فيما لو صدقت ادعاءات حمدان برغبة حركته بتحقيق المصالحة ان تعزل نفسها عن صراعها مع القيادة الفلسطينية وان تبقي فلسطين وقضيتها بوصلة توجهها الى دروب سياسية تغنيها عن كل اصابع الاتهام للقيادة الفلسطينية والانسياق وراء رغبات ايران واستخدام العصا الإيرانية بل ان ايران استخدمت حماس جسرا لتحقيق مطامعها في المنطقة لتفتيت مكونات الشعب الفلسطيني.
ولكن من استسهل الانقلاب على الشرعية وفرض الاحكام العسكرية على ابناء شعبنا في القطاع اثبت ان لديه كل الاستعداد للتمحور والاصطفاف بناء على الايدولوجيا وليس على قياس المصالح الوطنية في السلوك والممارسة السياسية.
بقي ان نشير الى ان من يقوم بالتطبيع مع اسرائيل هم الاخوان المسلمون وربيبتهم حماس التي اخذت على عاتقها حماية حدود اسرائيل الجنوبية وتدعي المقاومة لكنها تقوم بملاحقة المقاومين واعتقالهم وتعذيبهم بل وصل فعلها الى حد تصفيتهم.

خاص بمركز الاعلام

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا