المطران حنا: نفسي حزينة على ما تمر به كنيستنا بالارض المقدسة

قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس يوم الجمعة بأن كنيستنا الارثوذكسية في الارض المقدسة تمر بنكبة وانتكاسة غير مسبوقة في ظل حالة ترهل وخلل وضعف ، ان كنيستنا الارثوذكسية في خطر شديد وهنالك تحديات وجودية تتعرض لها كنيستنا ، والمتآمرون كثيرون والمتخاذلون والمتواطئون موجودون وهنالك من يضعون رؤوسهم في الرمال كالنعامة ويتجاهلون الواقع المأسوي الذي وصلنا اليه والذي هو ناتج عن تراكمات لتجاوزات واخطاء خلال السنوات الاخيرة وتجاهل وجود هذه الاخطاء والتجاوزات لن يحل المشكلة بل سيزيدها تعقيدا وكل هذا سينعكس سلبا على حضور ورسالة كنيستنا في هذه الارض المقدسة وعلى الحضور المسيحي بشكل عام .
ليس كافيا ان يتفرج البعض على هذه المهزلة التي نمر بها وهم مكتوفي الايدي صامتين لا يحركون ساكنا ، ان الصمت امام هذه التجاوزات والاخطاء التي ترقى الى مستوى الخيانة انما هو اشتراك في الجريمة المرتكبة بحق كنيستنا .
لقد تعرضنا خلال الايام الماضية لعدة تهديدات ومن عدة اطراف حيث قيل لنا بأننا يجب ان نتوقف عن الحديث عن مسألة العقارات المسربة ولا يجوز انتقاد هذه الحالة التي وصلنا اليها ويجب ان نكون في حالة صمت ونحن نرى ما يرتكب بحق كنيستنا من جرائم .
ما اود ان اقوله ولانني اسقف ارثوذكسي خادم لكنيسة المسيح بأن ضميري الكنسي والوطني والانساني لا يسمح لي بأن اكون صامتا ومتفرجا ونحن نرى ان بطريركيتنا العريقة تنهار امامنا وكل شيء فيها في حالة شلل وخلل غير مسبوق .
لست من اولئك الذين يصمتون امام الاخطاء والتجاوزات التي ترتكب بحق كنيستنا ، وانتقادنا لهذا الواقع الذي نمر به نابع من ايماننا والتزامنا الكنسي وانتماءنا الاصيل لهذه الارض المقدسة ، انه نابع من غيرتنا على كنيستنا، نحن لا نحرض على احد ولا نسيء لاحد ولسنا من اولئك الذين يوزعون شهادات خيانة او حسن سلوك على احد ، ولكن الواقع المأساوي الذي نمر به يجب ان يجعلنا جميعا ان نتحرك وبأسرع وقت ممكن لوقف هذه الانتكاسة والكارثة التي تتعرض لها كنيستنا في ظل حالة تآمر وتخاذل من بعض الاطراف السياسية التي نحملها المسؤولية المباشرة على ما وصلنا اليه اليوم من حالة ترهل وخلل وتفريط وتسريب لعقاراتنا التي هي جزء من تاريخنا وتراثنا وانتماءنا لهذه الارض المقدسة .
هنالك حاجة ملحة لتحرك سريع لانقاذ ما يمكن انقاذه فنحن على شفا الهاوية وكنيستنا في حالة ضياع وتمر بحالة ترهل وخلل لم يسبق لها ان مرت بها في اي وقت من الاوقات .
اسرائيل هي المستفيد الحقيقي من كل ما يحدث فهي التي تسرق منا عقاراتنا واوقافنا وهي المستفيد الحقيقي من اضعاف وتهميش الحضور المسيحي في هذه الارض المقدسة ، المسيحيون في بلادنا مستهدفون في تاريخهم وفي هويتهم وفي ثباتهم وصمودهم في هذه الارض المقدسة كما انهم مستهدفون في اوقافهم ومقدساتهم .
اشعر بالالم والحزن والحسرى على ما وصلنا اليه في كنيستنا التي تاريخها لم ينقطع لاكثر من الفي عام ونريد ان يستمر حضور كنيستنا في هذه الارض المقدسة وان تؤدي رسالتها الروحية والانسانية والاجتماعية والوطنية .
اشعر بالالم والحزن والحسرة على ما وصلنا اليه من حالة ترهل وضعف وتراجع غير مسبوق في ظل وجود متآمرين كثيرين على كنيستنا ، هنالك سماسرة وعملاء ومرتزقة يسعون لتدمير ما تبقى من كنيستنا وسلب ما بقي من اوقاف وعقارات ارثوذكسية في هذه الارض المقدسة .
قضيتنا ليست قضية عقارات تسلب منا فحسب بسبب حالة الفساد القائمة فالخلل موجود في كافة المرافق المرتبطة بالكنيسة ، خلل اداري وخلل مالي وخلل في الشؤون الروحية والرعوية والكنسية ، كل شيء مدمر في كنيستنا، كل شيء يمر بحالة ترهل وتراجع والبعض يتفرجون ويعرفون جيدا ما نمر به وهم في حالة صمت كالاموات الذين هم في قبورهم .
ان نفسي حزينة حتى الموت على كنيسة نعتبرها ام الكنائس وقد حولها الاعداء الى مؤسسة عقارية فاقدة لرسالتها الروحية والرعوية والكنسية .ان نقدنا لهذا الواقع الذي نمر به نابع من محبتنا لكنيستنا .
ان توصيفنا لهذه الحالة التي وصلنا اليها في كنيستنا ليس لاننا نضمر الشر والكراهية لاحد ، نحن لا نكره احد ولا نعادي احدا ولكننا لا يمكننا ان نكون متفرجين وبطريركيتنا العريقة تنهار امامنا في كل يوم وفي كل ساعة، نحن بحاجة الى اجراءات اصلاحية سريعة وحاسمة ، نحن بحاجة الى مبادرات خلاقة لاصلاح هذا الواقع المأساوي الذي وصلنا اليه .
اما ابناء رعيتنا فهم الضحية الاولى لحالة الخلل والتراجع التي نعيشها ، ابناء كنيستنا هم الضحية الاولى لحالة الدمار والخراب التي نلحظها والتي تسريب العقارات هو واحد منها ، رعيتنا منهكة وتعيش حالة احباط ويأس في ظل انعدام وجود حلول قريبة وسريعة للمعضلات التي وصلنا اليها ، رسالتنا الى ابناء رعيتنا لا تستسلموا للاحباط واليأس والقنوط حتى وان شاهدتم بأن اعداء الكنيسة وصلوا الى داخلها لكي يدمروها من الداخل ، صلوا بلا انقطاع من اجل كنيستكم ولا تتخلوا عن هذه الكنيسة الام التي يتآمر عليها الكثيرون ويصلبها ويطعنها المتخاذلون والمتآمرون ، ثقوا بأن الرب لن يترك كنيسته وهو الذي سيتدخل في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة ،

دنيا الوطن

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا