حديث صحيفة القدس: إدارة ترامب تعمل على إشعال المنطقة

بات من الواضح للقاصي والداني أن الإدارة الأميركية الحالية برئاسة الرئيس ترامب تعمل على إشعال المنطقة المشتعلة أصلاً ووضعها على فوهة بركان شديد الانفجار قد لا يبقي ولا يذر جراء إجراءات وسياسات الإدارة الأميركية المنحازة بالكامل للاحتلال الإسرائيلي والتي تشجعه على إطلاق كامل يديه وأسلحته نحو الفلسطينيين خاصة والعرب عامة.
وقد جاء قرار الإدارة الأميركية الجديد بإدراج رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ إسماعيل هنية على قائمة الإرهاب ليزيد التوتر في المنطقة ويدفع سلطات الاحتلال الإسرائيلي على اتخاذ المزيد من القرارات والإجراءات والانتهاكات بحق شعبنا وقيادته وقادة الفصائل الوطنية والإسلامية.
فهذا القرار يعني إعطاء الضوء الأخضر للاحتلال الإسرائيلي وفي وضح النهار للعودة لسياسة الاغتيالات، والتي كان آخرها محاولة اغتيال قيادي في حركة حماس في مدينة صيدا اللبنانية والتي كشفت السلطات اللبنانية النقاب عن أن من يقف وراء العملية هي المخابرات الإسرائيلية التي نقلت أيضاً صراعها مع حماس إلى ساحات الخارج.
فأي عملية اغتيال جديدة من قبل سلطات الاحتلال لأي قائد أو مسؤول فلسطيني، فإن هذا الأمر سيؤدي إلى عودة العنف والعنف المضاد مما سيفجر المنطقة ويدخلها في موجات وربما حروب لا أحد يعرف مداها ومدتها ونتائجها التي ستكون مدمرة.
فإدارة الرئيس ترامب يبدو أنها لا تعرف ولا تحسب أي حساب لنتائج سياساتها الداعمة للاحتلال الإسرائيلي بل والمتماثلة معه ومع سياساتها الرامية إلى تصفية قضية شعبنا من خلال محاولات النيل من حقوقه الوطنية الثابتة في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
فإجراءاتها بل اعتداءاتها على حقوق شعبنا الوطنية وإطلاق يد الاحتلال في ممارسة ما يحلو له ومحاولة تأبيد احتلاله، وتحقيق الحلم الصهيوني بإقامة دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات، لا يمكنها أن تحقق سوى ازدياد حدة العداء وانفجار الأوضاع التي أصبح انفجارها مسألة وقت لا أكثر.
فشعبنا لا يمكنه أن يتنازل عن حقوقه الوطنية الثابتة في القدس وحق العودة وإقامة الدولة المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام ٦٧ التي قدم من أجلها حتى الآن مئات آلاف الشهداء والجرحى، وان محاولات تصفية حلمه لا يمكنها أن تمر مهما طال الزمن أو قصر.
أما قول العديد من قادة الاحتلال بأننا اليوم في عهد ترامب وان قواعد اللعبة قد تغيرت، فإن ذلك لن يخيف شعبنا ولن يجعله يرفع الراية البيضاء، بل على العكس من ذلك فان هذا الأمر سيدفعه للمزيد من الإصرار على مواصلة نضاله من أجل إفشال جميع المؤامرات التصفوية التي تستهدفه أرضاً وشعبا ومقدسات وغيرها.
وعلى العالم التحرك لوقف سياسة ترامب المتهورة وغير المسؤولة، وعدم الاكتفاء، كما هو حاصل الآن، برفض هذه السياسات، بل اتخاذ خطوات عملية، لأن أي انفجار ناجم عن هذه السياسة غير المسؤولة والتي تستهدف شعبنا وحقوقه الوطنية الثابتة ستطال العامل بأسره، وربما يقود إلى حرب إقليمية لا تحمد عقباها.
فالوقت من ذهب، وإذا لم تتوقف وتتراجع إدارة ترامب عن سياساتها المتعارضة مع أبسط حقوق الإنسان والقوانين والأعراف الدولية، بل مع ما تتغنى به أميركا من شعار الحرية والديمقراطية وغيرها، فإن الأوضاع ستنفجر وعندها ستتحمل دول العالم قاطبة نتائج الانفجار المدمر.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا