كلمة الحياة الجديدة: جن جنونهم

جن جنون قادة حماس، ولا نظن أنهم بعد الآن سيعرفون أية طريق للتعقل والصواب، لا الوطني ولا السياسي ولا حتى العقائدي، لقد فاتتهم الحكمة تماما، وما عاد لهم سوى خطاب الحماقة بكلمات الفتنة والجهل والضغينة …!! في صلاة الجمعة الماضية دنس خطباؤها بيوت الله بأحط أنواع الكذب والشتيمة، وأحالوا منابرها الى منصات تحريض على الحرب الأهلية، بعد أن اتهموا “أهل الضفة” بالخنوع والذل..!! بل ان مشير المصري، ولا ندري بأي صفة يصعد الى منابر خطبة الجمعة، صاح محموما “اللهم اخسف الأرض بأهل رام الله كما خسفتها بأهل قارون” ..!! ولا يخفى على أحد ان استخدام خطباء الفتنة لعبارة “أهل الضفة، وأهل رام الله، انما لغاية التحريض المناطقي، وتعميم الكراهية بين أبناء الشعب الواحد، بل وتقسيمه الى “ضفاوي وغزاوي” والدفع باتجاه حرب أهلية تشق الطريق لدويلة غزة التي يريدها المشروع التصفوي الأميركي، والذي يواصل تصعيده العدواني ضد فلسطين وشعبها، وشهدائها البررة وأسراها البواسل، وهو يقرر ربط مساعداته المالية للسلطة الوطنية بوقفها لمخصصات الشهداء والأسرى …!! إنه القرار الذي يريدنا أن نُدين دمنا الزكي الطاهر، وان نكذب عذابات شعبنا، ونندد بتضحياته العظيمة، وان نشوه تاريخنا الوطني النضالي وتوقنا للعدل والحرية..!!
ومن الكونغرس الأميركي الذي اتخذ هذا القرار العنصري الصهيوني، الى غزة ومنابر خطبة الجمعة التي لم تلتفت الى هذا القرار ولا بأية كلمة (..!!) تتضح حقيقة المؤامرة والامتثال الحمساوي لتعليماتها بتكريس الانقسام البغيض، بل والدفع نحو تأبيده عبر خطب الفتنة والشتيمة والتحريض، تمهيدا لاقامة دويلة غزة، التي تتوهم الادارة الأميركية بقراراتها الخادمة للعمل الصهيوني، انها الدويلة التي ستقود الى تدمير المشروع الوطني الفلسطيني، مشروع الدولة المستقلة، من رفح حتى جنين بعاصمتها القدس الشرقية.
ومع خطب الجمعة الحمساوية بالغة الفتنة الكريهة، بات الكل الوطني اليوم مسؤولا عن مواجهة هذه الفتنة، ووأدها قبل ان تستشري، وعلى بعض الذين ما زالوا يلتقونها كفصيل “وطني” مراجعة مواقفهم، والكف عن علاقات “التفاهم” الدونية والانتهازية..!!
وما ينبغي ادراكه هنا ان غاية لغة الانحطاط المشينة التي جاءت في خطب الجمعة الحمساوية هذه، والتي أثارت استياء وغضب المصلين تماما، انما ارادت كذلك معالجة الفشل الذي أصاب مسرحيتها التي اخرجتها، بشأن العملية الارهابية التي ارادت اغتيال رئيس الوزراء رامي الحمد الله ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، والتي لم يستسغها ولم يصدقها أحد وهي تتخبط “بمعلومات” كانت تتناقض بين ساعة واخرى ..!! فمرة كان المتهم “أبو خوصة” معتقلا لديها، ومرة كان مصابا بعد اشتباك مسلح وان اصابته مستقرة، وثالثة انه قتل خلال الاشتباك المسلح معه ..!! والحبكة الحمقاء جاءت في ختام هذه المسرحية الفاشلة، ان “أبو خوصة” ومن معه لا ينتمون لأية جهة ..!!! يا لها من مسرحية: شاب في مقتبل العمر لا ينتمي لأي جهة، يحمل ثلاثين كيلوغراما من المتفجرات، ويحفر في شارع بمنطقة عسكرية مغلقة لمليشيا القسام، وثمة تقنيات للتفجير أدركها على الأغلب بالفطرة (..!!) ليطيح برأس حكومة الوفاق الوطني، ورأس جهاز المخابرات العامة ولا يقول مخرجو هذه المسرحية لماذا..!!
ان صراخ خطباء الجمعة الحمساويين، هو صراخ المدان الذي كشفت أوراقه، وبانت حقيقته الاجرامية على نحو ما عاد يقبل جدلا ولا مراجعة، ولن نقول أبدا مثلما قالوا، ولن ندعو الله عز وجل مثلما دعوا على أبناء شعبنا في الضفة الذين يقدمون في كل يوم أمثولات في البطولة والصمود والمقاومة، وشهداؤهم وأسراهم يشهدون على ذلك، لن ندعو الله العزيز الرحيم، سوى بصلاح الحال ولأهلنا البواسل في القطاع المكلوم بزوال الغمة والفرج القريب، ونسأل الله العفو والمغفرة واللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا انك رؤوف رحيم.
رئيس التحرير

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا