مواجهة مشروعين

بقلم: د.مازن صافي

بعد احدق السترات الصفراء في فرنسا، يستعد 200000 يهودي للهجرة الى “اسرائيل” وقد تم تجهيز البرامج المختلفة ﻻستيعابهم ودمجهم وذلك تحت ذرائع شتى ومنها حمايتهم من خطر الﻻسامية الذي انتشر مؤخرا في فرنسا كما يدعون، وتعتبر هذه الهجرة امتدادا للمشروع الصهيوني والذي نشط في بدايات القرن الماضي، والذي اعتمد على تهجير اصحاب اﻻرض الفلسطينيين عبر الارهاب والضم والتشريد والعنصرية، وتهجير اليهود من العالم الى “اسرائيل” التي اطلق عليها ارض اﻻحﻻم.

اليوم نقرأ تصريحات اﻻمين العام للجامعة العربية وهو يتحدث عن كارثة النازحين والمهاجرين والمشردين العرب من بﻻدهم الى خارج المنطقة العربية وتعرضهم الى خطر الموت والفقر واﻻهانة وامتهان كرامتهم وبل تخليهم بارادتهم عن جنسياتهم العربية مقابل منحهم جنسيات أجنبية، إنها المأساة والتي للفلسطيني منها نصيب مؤلم سواء المهاجرين من المخيمات الفلسطينية وخاصة من لبنان وسوريا أو حتى من فلسطين او من الدول العربية، ولﻻسف إن كثير من هذه اسباب هذه الهجرة يعود للتدهور اﻻجتماعي واﻻقتصادي والسياسي في هذه المناطق، مما يشكل عامﻻ اضافيا ومجانيا للمشروع الصهيوني الذي ﻻ يستهدف ارض فلسطين فقط بل يهدف لقيام دولة اسرائيل الكبرى.

ان مواجهة المشروع الصهيوني بمشروع عربي، وفي ظل الواقع العربي الممزق قد يبدو من اﻷحﻻم وبل اﻷوهام وبل أن محاولة تغيير الواقع الممزق يواجه بقوى داخلية تعمل على رفع مستوى الفوضى واﻻضطرابات مما يشكل المعيق اﻷكبر للاستنهاض العربي.

وفي واقعنا الفلسطيني ﻻ يمكن ﻷي أحد أن يتصور أنه باﻻمكان التقدم نحو مشروعنا التحرري بدون انهاء اﻻنقسام وازالة تبعاته ومعالجة الوضع اﻻقتصادي واﻻجتماعي عبر المعالحة السياسية الممكنة من خﻻل الوحدة الوطنية.

في واقعنا الفلسطيني ﻻ يمكن اﻻنتظار أكثر، واﻷجيال التي ولدت في ظل اﻻنقسام سرعان ما ستجد طريقها الى مكان تجده أكثر استقرارا، وتكون فيه شيئا مذكورا، وبالغالب خارج فلسطين، فلنعمل على هزيمة المشروع الصهيوني من خﻻل اﻻنتصار لمشروع تحررنا ووحدتنا ودولتنا وانهاء اﻻنقسام وبناء مستقبل أفضل للأجيال.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا