الرئيسيةأخبارأهم الأخبارفاينانشيال تايمز: روسيا هي الرابح الحقيقي في فوضى ترامب في سوريا

فاينانشيال تايمز: روسيا هي الرابح الحقيقي في فوضى ترامب في سوريا

نشرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” مقالاً لمحررها في قسم الشؤون الدولية ديفيد غاردنر، وتحدث فيه أن الفوضى التي أحدثها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد قراره بسحب قواته من سوريا تعتبر إنها إضافة لا شك فيها للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد وصول الدوريات العسكرية الروسية على حدود الناتو.

التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود يوم الثلاثاء، وكانت سوريا هي محور وقضية هذه القمة العاجلة، وكيف يمكن لكل طرف الاستفادة من الاضطرابات التي أطلقها قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية من شمال شرق البلاد، مما سمح باجتياح تركي قبل أسبوعين.

يشير غاردنر إلى أنه وفي وقت لاحق وافق وفد أمريكي وصل أنقرة برئاسة نائب الرئيس مايك بنس على “المنطقة الآمنة” في شمال سوريا، وهو مكسب جيوسياسي أراد تحقيقه الرئيس اردوغان منذ فترة طويلة في جنوب الحدود التركية. وفي المقابل تخلت واشنطن عن الأكراد حلفاء ترامب بعد سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا.

يضيف غاردنر قبل وقت قصير كان الأكراد هم القوة الضاربة للحملة الناحجة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، لكن أنقرة تعتبرهم تهديداً بسبب صلاتهم بالانفصاليين الأكراد في الجانب التركي من حزب العمال الكردستاني.

ويفيد الكاتب بأن الجميع لاحظ عدا السيد ترامب الذي وصف خطوته بالاستراتيجية العبقرية، ومن جهة أخرى لم تكن الولايات المتحدة في وضع يمكنها من فعل أكثر من مجرد المراقبة. وكانت موسكو هي التي فاوضت على انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية.

وتقول الحكمة التقليدية حول التحول الأخير في الحرب التي استمرت أكثر من ثماني سنوات في سوريا، أن اردوغان حصل على كل ما يريده، بينما استسلم ترامب بكل أذرعه، الجزء الثاني من الحكمة صحيح، ولكنه الآن سيكون من الممكن تدريجياً وضع قيمة حقيقية لمفاجآت تركيا، فالحقيقة هي أن السيد أردوغان أصبح مديناً لبوتين.

وحسب الكاتب فإنه تم عقد اجتماع سوتشي قبل ساعات فقط من وقف الهجوم التركي ولمدة خمسة أيام فقط في شمال شرق سوريا على وحدات حماية الشعب الكردية، وعلى الرغم من أن أنقرة أصرت على أنها ستستأنف هجومها ما لم يكن الأكراد قد أخلوا المنطقة العازلة، فسيكون هذا قرارًا للروس، وليس للأمريكيين (وأقل بكثير من الحلفاء الفرنسيين والبريطانيين في سوريا الذين لم يستشيرهم ترامب).

ويفيد الكاتب بأنه تم رشق الوحدات الأمريكية المنسحبة من شرق سوريا بالحجارة والفاكهة الفاسدة، ولاضفاء المزيد من الانزعاج، أعلن العراق -الذي يتواجد على أراضيه أكثر من 5000 جندي أمريكي للمساعدة في الحرب على تنظيم “الدولة الإسلامية”- لواشنطن أن هذه الوحدات العسكرية الجديدة غير مرحب بها وليس لها الاذن بالبقاء.

يرى غاردنر أنه لا يبدو أن هناك نهاية للخطوات الخاطئة التي اتخذتها الولايات المتحدة والغرب منذ غزو العراق عام 2003 والذي أدى إلى اختلال التوازن الإقليمي الذي استمر لقرون. روسيا التي أنقذت مع إيران دكتاتورية بشار الأسد في سوريا من الخضوع إلى تمرد ذو أغلبية سنية هي الفائزة. تركيا الداعم الخارجي الرئيس للتمرد ضد الأسد، هي الخيار الوسط في أحسن الأحوال.

ويضيف غاردنر: لقد وجدت موسكو حلاً للأكراد السوريين الذين خانتهم الولايات المتحدة، وتوسطت لعقد صفقة بين نظام الأسد ووحدات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على ربع سوريا. وقد ساعدت روسيا قوات الأسد على التقدم نحو المناطق الشمالية الغربية المتاخمة لجيبين تسيطر عليهما تركيا بالفعل – نتيجة لعمليات التوغل في عامي 2016 و 2018 التي أشعلتها روسيا.

وتشمل منبيج، حيث ظهر شريط فيديو روسي لقاعدة أمريكية مهجورة، بالإضافة إلى كوباني المدينة الحدودية التي دافع عنها بشكل الملحمي وحدات حماية الشعب الكردية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، مع غطاء جوي أمريكي في 2014-2015.

لذا أعطى انسحاب السيد ترامب من شمال شرق سوريا في الوقت الحالي السيد أردوغان ما يريد: امتداد حدود تركيا جنوبًا إلى منطقة عازلة سورية. لكنه جعله أكثر ضعفاً أمام السيد بوتين، الذي يعمل جاهداً لفصل تركيا العضو في الناتو عن حلفائها الغربيين. هذا يبدو أن هذا يعمل.

يتمتع السيد أردوغان بقدرة نادرة على توحيد الحزبين الديمقراطي والجمهوري داخل الكونغرس في العداء ضده، أيا كان ما يدور في المكالة الهاتفية مع السيد ترامب، اذا استأنفت أنقرة هجومها على الأكراد في سوريا، فسيشدد الكونغرس العقوبات على تركيا، ومن المحتمل أن يوافق البيت الأبيض. إن تأثر تركيا بروسيا ناتج عن سياساتها الرثة في سوريا، التي تشكل جوهر ضيمها مع الولايات المتحدة.

الآن، ومع عودة قوات الأسد المدعومة من روسيا إلى شمال سوريا بعد غياب دام أكثر من سبع سنوات، فإن غياب الولايات المتحدة ليس ميزة إضافية بالنسبة لتركيا. وعلى النقيض من ذلك، من المؤكد أن السيد بوتين لديه شرطة عسكرية تقوم بدوريات على حدود الناتو.

السيد الأسد في زيارة إلى الخطوط الأمامية بإدلب، آخر معقل للمتمردين في شمال غرب سوريا وصف السيد أردوغان “باللص”، ومن جانبه أشار الرئيس التركي، إلى الأسد باعتباره “جزاراً”. السيد بوتين لديه عمل محدد هنا إذا أراد التوفيق بين الزعيمين -جيشهما يسيران نحو بعضهما البعض- بطريقة ما.

ومع ذلك، فإنه يعلم أنه باستثناء الإيرانيين، يمكن لكل زعيم في الشرق الأوسط أن يتحول على ستة بنسات “جنيهات”. وبعد كارثة السيد ترامب “الاستراتيجية العبقرية” ، يبدو أن القادة العرب واثقين أنهم سيأخذون روسيا على محمل الجد مرة أخرى.

الحدث – جهاد الدين البدوي

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا