الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمالفصائل الفلسطينية والتعبئة الوطنية

الفصائل الفلسطينية والتعبئة الوطنية

بقلم: ربحي دولة

لعل من أكبر “غنائم” الحرب العالمية الأولى بعد هزيمة الدولة العثمانية هو سقوط فلسطين تحت الاحتلال البريطاني تحت شعار انتداب ووصاية ليُمهد الطريق أمام العصابات الصهيونية للسيطرة على اكبر مساحة من أرض فلسطين بعد تمكينهم من امتلاك العقارات تحت مبرر استصلاحها زراعيا وتأسيس ما عرف بالكيبوبسات التي كانت الحجر الأساس لدولة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، فيما ظهرت على الساحة الفلسطينية العديد من المجموعات المقاومة للاحتلال البريطاني نذكر منها ثورة البراق التي كان قادتها الابطال الشهداء محمد جمجوم وعطا الزير وفؤاد حجازي والذين تصادف هذه الايام ذكرى اعدامهم على يد الغزاة البريطانيين وظهرت بعض الاحزاب والحركات الوطنية والاسلامية والتي عملت على تعبئة الشعب التعبئة الوطنية ضد بريطانيا ونذكر ثورة ٣٦ واول عصيان مارسه شعبنا ضد الاحتلال .

وبعد انتهاء دور بريطانيا في فلسطين وفتح المجال امام العصابات الصهيونية لتنقض على شعبنا لتقتل وتشرد ما وتهدم المدن والقرى واقامة كيانهم على ارضنا التي سقطت في ايدي هذه العصابات والتي سميت بنكبة عام ٤٨ كانت هناك حركة القوميين العرب كأكبر تجمع حزبي سياسي عربي ، ومع تأسيس حركة فتح نهاية الخمسينات وانطلاقتها عام ٦٥ وبعد سقوط ما تبقى من ارضنا في يد الاحتلال والتي عرفت بنكسة حزيران ٦٧ انطلقت العديد من الاحزاب اليسارية الفلسطينية وبعد معركة الكرامة وانتصار الثورة الفلسطينية وبمساعدة من الاخوة في الاردن الشقيق وتكبد الاحتلال الخسائر الكبيرة غير المتوقعة في صفوف جيشه وعتاده شهدت الحركة الوطنيه الفلسطينية اكبر عملية تعبئة في تاريخها وانضم الى صفوفها عشرات الالاف من المقاتلين ، وهنا نشطت حركة فتح وفصائل منطمة التحرير الفلسطينيه في عملية التعبئة العامة الحزبية والحركية والوطنية فيما كانت حركة فتح وشركاؤها في منظمة التحرير في قمة عطائهم واستطاعوا الخروج من كل التحديات التي واجهت الثورة، وبقيت محافظة على عناصرها واضافة الالاف اليهم حتى جاءت الانتفاضة الاولى بهبة جماهيرية ضد ممارسات الاحتلال وسرعان ما تلقفتها فصائل العمل الوطني وشكلت القيادة الموحدة التي قادت الانتفاضة ووضعت برنامجا نصاليا ووطنيا لشعبنا الذي التزم به والى جانب القيادة الموحدة ظهرت ايضا حماس والجهاد الاسلامي كاحزاب اسلامية عاملة على الساحة والتي لم تنضم الى قيادة الانتفاضة ، وعلى العكس كان لهم برامجهم الخاصة . وفي هذه الفترة اعتقلت دولة الاحتلال الالاف من ابناء شعبنا وزجتهم في سجونها لكسر ارادة هذا الشعب من خلال هذه السجون التي ارادوا لها ان تكون جحيما على ابناء شعبنا ولكن نتيجة الوعي الكبير والحس الوطني الاكبر لدى قادة الانتفاضة والذي تم اعتقالهم حولوا هذه السجون الى قلاع وطنية نضالية الى مؤسسات ومعاهد يتشرب كل من انتسب اليها أبجديات العمل الوطني وتربوا على حالة عالية من الوعي والانضباط وتحمل المسؤولية فخرجت هذه السجون رجالا مسلحين بوعي وطني وارادة صلبة ليساهموا في نشر الوعي والثقافة الوطنية الرافضة للاحتلال وكل مفرزاته ، واستمر الحال حتى تأسيس السلطة الوطنية على الارض الفلسطينية وانخراط معظم كوادر الحركة الوطنيه في صفوفها، سواء على الكادر المدني او العسكري ، ومن هنا بدأت عمليات التعبئة الوطنية السليمه لدى كافة الفصائل بالتراجع واصبحت التعبئه الفئوية هي الغالبة على اداء فصائلنا فكان التحشيد هو لاثبات حجم هذا الفصيل أمام الاخر وفقدت السجون التي يقبع الاف من خيرة ابناؤنا لقيمتها التي اكتسبتها سابقا بفعل تضحيات قادة الحركة الاسيرةدعلى مدار سنين ودفعوا ثمن ذلك غاليا.

نعم لقد نزلت فصائلنا عن قمة الجبل باحثين عن غنائم لم تتحقق فتاهت بوصلتهم الحقيقة واصبحوا غارقين في همومهم الكبيرة وابتعدوا عن بناء الاجيال وتحصينهم بفكر وطني جامع فضعف حالنا واستفرد العدو فينا وخاصة بعد الانقلاب التي قامت به حماس في غزة وقسم وطننا المقسم ما بين ضفة وغزة ، هذا الانقسام الذي أراح العدو الذي بدأ بتغذية هذا الانقسام كي نبقى بعيدين عن مواجهة الاحتلال ونواجه انفسنا على شيء لا قيمة له امام وطن يسلب أمام أعيننا .

ان هذه المرحلة التي نعيشها هي أخطر المراحل التي مرت بها قضيتنا الفلسطينية بعد ان بقي الانقسام بيننا وتردى الوضع العربي وتواصل الدعن الامريكي اللامحدود وبدأ بتنفيذ ما يسمى صفقة القرن التي خطتها الصهيونية واعلن عنها ترامب ليقتل اي حلم بإقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً وينهي حقنا في القدس التي قدم شعبنا الاف الشهداء في سبيل تحريرها كعاصمة لدولتنا المستقلة.

هذا كله يحتاج منا جميعا الى اعادة التفكير في نهجنا وعلى فصائلنا الفلسطينية وخاصة فتح اعادة ترتيب اوراقها من جديد لاستعادة الروح الى هذا الشعب المنهك نتيجة ممارسات الاحتلال وبعد فصائلنا عن الجماهير واطلاق عملية تعبئة عامة لتعزيز حالة صمود شعبنا على أرضه واعادة كل القيم الوطنية التي افتقدناها بعض الشيء وسيكون ابناء شعبنا كما عودونا دائما على الجهوزية التامة في حال عادت الفصائل الى النهج التي أسست عليه.

هنا يتحقق الثبات على أرضنا ويعزز صمودنا ونقترب اكتر نحو الانتصار في معركة الخلاص من الاحتلال لنعيش في كنف دولتنا المستقلة ونعيد لشعبنا هيبته التي زعزعت نتيجة هذه الحالة التي نمر بها ولتكن الوحدة الوطنية نهج نربي عليه كل الاجيال كخيار أوحد في وجه الاحتلال الذي عمل ويعمل دوما على شق وحدة الصف الفلسطيني.

* كاتب وسياسي / رئيس بلديـة بيتونيا

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا