الرئيسيةمختاراتمقالاتهل سيمحو بايدن ما فعله ترامب بنا..؟

هل سيمحو بايدن ما فعله ترامب بنا..؟

بقلم: باسم برهوم

إذا أراد الرئيس الأميركي المنتخب “جو بايدن” ان يمحو ما فعله ترامب بحق الشعب الفلسطيني، فان عليه ان يبدأ من قرار مجلس الأمن رقم 2334 الذي سمحت ادارة اوباما بتمريره في أيامها الاخيرة ليكون اساسا لسياسة اميركية ودولية حيال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ويمكن تلخيص هذا القرار بالمبادئ التالية: الاستيطان في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية غير شرعي ويمنع تنفيذ حل الدولتين، كما لا يمكن القبول بأي تغير او تعديل لخطوط الرابع من حزيران/ يونيو 1967 الا بموافقة الطرفين.
بمعنى آخر ان تعود السياسة الأميركية الى النقطة التي انتهت اليها ادارة الرئيس اوباما، التي كان بايدن فيها نائبا للرئيس. فالمطلوب من بايدن محو ما اوقع ترامب من ظلم فادح على الشعب الفلسطيني، ومن محاولته البائسة لتصفية القضية الفلسطينية.
قد يكون من الصعب اعادة السفارة الأميركية الى تل ابيب، ولكن على الرئيس بايدن ان يميز واقع القدس الشرقية، بأنها ارض فلسطينية محتلة، وانها، اي القدس، هي احدى قضايا الحل النهائي بموجب الاتفاقيات الثنائية الموقعة، بمعنى لا يمكن تقرير مصيرها من جانب واحد. كما يجب ان يكون الموقف الأميركي واضحا حيال الاستيطان بكونه جوهر الاحتلال، ويمثل انتهاكا سافرا للقانون الدولي، وقرارات الامم المتحدة. والأهم ان نعود ونسمع التزاما اميركيا بمبدأ حل الدولتين، وهو المبدا الذي عملت ادارة الرئيس ترامب على إلغائه، وعدم التداول به، وبدل من ذلك عملت على تكريس الاحتلال والاستيطان والضم.
ولكن أولى الخطوات المطلوبة من بايدن، التي تمثل مؤشرا مهما، وهي ان يسحب فورا السفير فريدمان، سفير ترامب، والذي كان على رأس الفريق التنفيذي للسياسة العنصرية والفاشية، سياسة الاستيطان والضم. فريدمان لم يكن ولا ليوم واحد سفير الولايات المتحدة في اسرائيل، لقد كان مدير شركات المقاولات لبناء المستوطنات وتهويد القدس، انه باختصار اكثر يمينية وتطرفا من نتنياهو نفسه، وهو ممثل اليمين العنصري الفاشي في الولايات المتحدة، الذي احتل الاربعاء الماضي مبنى الكابيتول. اذا اراد بايدن ان يعطي الفلسطينيين مؤشرا ايجابيا، واعتقد ان له ولادارته مصلحة في ذالك، عليه ان يقوم فورا بسحب هذا المستوطن من المنطقة.
الشعب الفلسطيني يعلم، وليس لديه اية أوهام، حيال السياسة الأميركية بشكل عام، كما نعلم ان اولويات بايدن ستركز اكثر على مسائل داخلية اميركية، وباء الكورونا، والوضع الاقتصادي المنهار، والعمل على ترميم الخراب الكبير الذي خلفه ترامب، ولكن على بايدن منذ البداية لجم اليمين الفاشي في اسرائيل، كما سيحاول لجمه في الولايات المتحدة. وبما يخص القضية الفلسطينية فاننا نتوقع اعادة فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، واعادة العلاقة مع السلطة الوطنية الفلسطينية، بالتزامن مع سماع موقف واضح من الاحتلال والاستيطان والقدس.
قد تكون هناك فرصة افضل اليوم لتبني مواقف أميركية اكثر انصافا وعدلا، خصوصا بعد ان انكشفت تلك العلاقة الخاصة بين اليمين العنصري في الولايات المتحدة وفي إسرائيل، ولعل بعض الخير في الشر الكبير لترامب انه كشف بوضوح هذة العلاقة. اننا امام مرحلة اميركية جديدة نتأمل ان تحترم اكثر القانون الدولي فنحن لا نريد اكثر من احترام هذا القانون.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا