الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمكلمة الحياة الجديدة: عليك بهم يا وليد ...

كلمة الحياة الجديدة: عليك بهم يا وليد …

حين المقاومة رؤية، وسياسة واقعية، وثقافة إنتاجية، وبرنامج ينازل الاحتلال بالصمود والبناء، فإن خطابها ليس غير خطاب المتاريس، التي لا تعرقل تقدم العدو فحسب، وإنما تصده على طريق هزيمته، طال الزمن أم قصر، وخطاب المتاريس، هو خطاب التحدي، وقد تجسد في “حمصة الفوقا” ليل الأربعاء الماضي، بأوضح وأقوى العبارات الفلسطينية، بصيغتها الملحمية، في مكالمة الرئيس أبو مازن الهاتفية، مع رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، الوزير وليد عساف، ومع أهالي حمصة الذين كانوا ينازلون هناك قوات قوات الاحتلال الإسرائيلي، وجرافاتها التي هدمت مساكنهم للمرة الثالثة، لكن أهاليها، وقد باتوا بلا مساكن، ظلوا صامدين فوق أرضهم، وبعزم المقاومة، أعلنوا وعلى لسان الوزير عساف، أنهم لن يرحلوا عن خربتهم، وسيعيدون بناءها مرة أخرى.

على هذا النحو، وبهذا الخطاب، تجسد حضور المقاومة الشعبية السلمية في حمصة الفوقا، حضورا للتاريخ في حراكه الذي لا يعرف سوى التقدم إلى أمام، نحو حتميته، بإرادة صناعه، وكتاب فصوله، وبحقيقة هذه المقاومة، وفعاليتها النضالية، تؤكد فلسطين، صواب مسيرتها التحررية، وسلامتها الأخلاقية، ومهمتها الوطنية والإنسانية، في التصدي لعنصرية الاحتلال الحربية، عنصرية التطرف والتوحش، التي ما برحت تراكم المزيد من جرائم الحرب التي ترتكبها بحق شعبنا الفلسطيني، في هدم وتدمير المزيد من بيوته ومساكنه، وفي قتل أبنائه على الحواجز، وفي الطرقات، مع سابق الإصرار والترصد، لا من قبل جنود الاحتلال فقط، وإنما أيضا من قبل المستوطنين الذين سلحتهم دولة الاحتلال وأطلقتهم ميليشيا للإرهاب والتدمير ..!!

وبحقيقة المقاومة الشعبية، وفعاليتها النضالية، تؤكد فلسطين كذلك، على صواب سياساتها في مواجهة العدوان والتطرف، وثباتها في دروب الكفاح المشروعة، وسلميتها التي تناهض كل أشكال العنف والإرهاب، ولهذا تدعو المجتمع الدولي لكي يرى هذه الحقيقة على أرض الواقع، حقيقة فلسطين السلمية، وأن يرى كذلك في هذا الواقع، خروقات إسرائيل لأبسط الشرائع الدولية، وقوانينها، الخروقات بل والانتهاكات العنيفة لأبسط حقوق الإنسان، وإلى حد القتل، والاعتقال العشوائي، والاقتحامات المسلحة لبيوت الآمنين، من أبناء شعبنا، بل ولحياتهم اليومية كي لا تكون كما ينبغي للحياة أن تكون.

وعلى أرض حمصة الفوقا، وقف رئيس الوزراء مصطحبا حشدا من الدبلوماسيين، وبعثة الاتحاد الأوروبي، من أجل أن يروا وبالعين المجردة حقيقة عنصرية الاحتلال الحربية، من جهة، ورسوخ صمود الفلسطينيين فوق أرض وطنهم أيا كانت التحديات، والصعوبات من جهة أخرى، وهذه هي سياسة المقاومة وقرارها الوطني.

“وعليك بهم يا وليد”، هذا هو مختصر خطاب المقاومة، خطاب المتاريس، الذي لا يدانيه أي خطاب آخر، وقد أبلغه الرئيس أبو مازن للعالم أجمع، في مكالمته التاريخية لحمصة الفوقا وأهلها.

كتب رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا