الرئيسيةمتفرقاتثقافةفنان من غزة يُبدع برسم معاناة اللجوء والحصار داخل "علب السردين"

فنان من غزة يُبدع برسم معاناة اللجوء والحصار داخل “علب السردين”

بتكلفة مالية قليلة وأدوات بسيطة، يُحاول الفنان التشكيلي محمد جحلش، سرد تاريخ ومعاناة اللاجئين الفلسطينيين داخل قوالب معدنية من “علب السردين” المٌنتشرة في زوايا غرفته، جميعها تكشف قصص وروايات عاشها الآباء والأجداد وتوارثها الأبناء، ففي كل قالب ترى الفن والمعاناة، الحياة والأمل، الرغبة في التحرر من الاحتلال والعيش بكرامة.

قد يكون اختيار القالب الفني لنقل المعاناة الفلسطينية، أمرا صعباً ويحتاج جهداً فكرياً كبيراً، فعلبة “السردين” كما يسميها الغزيون، لها قصص طويلة ارتبطت برحلتهم مع اللجوء منذ عام ١٩٤٨م، فمُعظمهم تناولها ضمن المساعدات الغذائية التي تمنحها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.

النظر الى المحتويات الفنية داخل علب السردين، تحملا أفكاراً ارتبطت بمعاناة الفلسطينيين، فمنها ما يجسد رحلة اللجوء وقسوة الحياة، وأخرى تظهر أبعاداً دينية وثقافية واجتماعية، ولكن الملاحظ أن التعابير الخاصة بالأوضاع الاقتصادية والحنين الى الأرض والربيع والتاريخ كانت السائدة داخل لوحات الفنان جحلش.

ولا تخلو غرفة جحلش من اللوحات الفنية التشكيلية التي رسمها في فترات مختلفة، تعبيرا عن حالات اجتماعية أو قضايا ثقافية وتراثية، فإحداها يعبر عن الظلم الذي قد تتعرض له المرأة في المجتمع، وأخرى قد تبرز تدافع الأجيال وتصارعها من أجل البقاء.

وعن اختيار “علب السردين” لرسم معالم الحالة الفلسطينية، يقول جحلش:” الفكرة مستوحاة من الواقع في قطاع غزة، فالبيوت هنا متلاصقة، والسكان يتزاحمون، والحصار يُطبق على كل نواحي الحياة، فعلبة السردين بحجمها وإغلاقها المحكم وتلاصق محتوياتها ببعضها البعض، تشبه فعليا حياة السكان في القطاع”.

ففي قطاع غزة، حاجات السكان الصحية والاقتصادية والمعيشية والتعليمية، تخضع لمعاناة كبيرة للحصول عليها، فتناول دواء أو إجراء عملية أو تلقي تحويلة طبية، يمر بكثير من الإجراءات التي قد يفقد الساعي اليها حياته قبل أن يحصل عليها.

بدايات جحلش الفنية، كانت منذ صغره، فقد عشق الرسم والتعبير عن كل ما يجول في خاطره، وتمكن خلال السنوات الماضية من صقل مهارته وموهبته، وحصل على شهادة علمية في هذا المجال، وتنوعت ثقافته ورؤيته بصورة أعمق تجاه هذا الفن.

فالواقع على رغم صعوبته، يقول جحلش:” إن عدم اهتمام الناس بالفن وشراء اللوحات والرسومات، نتيجة الأوضاع الاقتصادية القاسية، يدفعنا للإحباط والمعاناة في إيجاد الأفكار لنقل هذا الواقع المرير” معبرا عن أمله في أن تتغير تلك الظروف وينال شعبنا حريته واستقلاله، ويتمكن الإنسان من العيش بكرامة في وطنه.

الحياة الجديدة ـ أكرم اللوح

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا