الرئيسيةأخبارأسرىأمهات الأسرى.. المعاناة المستمرة

أمهات الأسرى.. المعاناة المستمرة

على مدار 20 عاما لم تكف أم عادل الشاويش من بلدة عقابا بمحافظة طوباس عن التنقل بين المؤسسات المعنية بحقوق الأسرى وبين خيام الاعتصام حاملة بيديها صور نجليها الأسيرين خالد وناصر الشاويش.

أم عادل وقد بلغت من العمر 80 عاما، قضت عقدين منها متنقلة بين السجون لزيارة نجليها والاطمئنان عليهما، لم تكن تكترث لتراجع وضعها الصحي بسبب عدم قدرتها على المشي خلال السنوات الماضية وفقدانها جزءا كبيرا من سمعها، وواظبت على زيارتهما، وما كان يزيد من المشقة عليها وجودهما في سجنين مختلفين، فخالد يقبع في سجن “عيادة الرملة”، وناصر في سجن “جلبوع.”

رغم مرضها خلال السنوات الأخيرة وصعوبة تنقلها إلا عبر كرسي متحرك أو خطوات بسيطة مشيا على الأقدام ورغم قضاء ساعات طويلة في الحافلة وما تتعرض له من تفتيش على الحواجز وعند السجون وقبل الزيارة، إلا أنها كانت تصر على الزيارة رغم علمها انها لن تتمكن من رؤية ابنيها سوى 45 دقيقة من خلف الزجاج وعبر خط تلفوني.

تقول أم عادل وهي تصف لحظة لقائها بكل من ابنيها المعتقلين، إن “تعب التنقل في الحافلة والحواجز طيلة اليوم كان يزول في لحظة واحدة هي عند رؤيتي لأبنائي”.

وبالرغم من تراجع وضعها الصحي، تنتظر أم عادل بفارغ الصبر رؤية نجليها مجددا، فهي لم تتمكن من رؤيتهما منذ أكثر من سنتين بسبب قيود الاحتلال وإجراءاته، فخلال العام الماضي وحتى الآن لم تتمكن من زيارتهما كغيرها من أهالي الأسرى بسبب منع إدارة السجون الزيارات العائلية بحجة تفشي وباء كورونا، وقبل ذلك بعام كانت لا تتمكن من الزيارة بسبب التعقيدات والإجراءات التي تفرضها سلطات الاحتلال التي كانت تتذرع بحاجتها لأوراق ثبوتية حتى تتمكن من تجديد تصريح الزيارة.

في مدينة جنين هناك حكاية صبر أخرى لوالدة الأسيرين عبد الكريم وحسان عويس. تقول والدة الأسيرين في حديثها لـ(وفا)، إن نجلها عبد الكريم معتقل منذ 20 عاما وحسان منذ 19 عاما، وطيلة هذه السنوات لم توفر جهدا في الحديث عنهما أو ذكرهما في أي من المنابر.

وتتحدث والدة الأسيرين عن المشاعر التي تمر بها أمهات الأسرى، فأبناؤهن رغم غيابهم داخل السجون منذ سنوات طويلة إلا أنهم دائمو الحضور في وجدان وقلوب أمهاتهم وعائلاتهم، ودائما يبقى ذكر الأسير واسمه حاضرا بين أفراد عائلته في مختلف مناسباتها وأيامها.

كما تطرقت للحديث عن حالة القلق الكبيرة التي تمر بها حاليا بسبب عدم قدرتها على زيارة ابنيها منذ أكثر من عام، وما زاد من قلقها على ابنيها القابعين في سجن “جلبوع” هو تفشي وباء كورونا في السجن قبل عدة أشهر وإصابتهما بالوباء، فكانت أخبارهما تصل إلى العائلة عن طريق الصليب الأحمر فقط.

كابدت والدة الأسيرين عويس خلال سنوات اعتقالهما الماضية صنوفا كثيرة من عذاب الحرمان من رؤيتهما، فخلال أول خمس سنوات على اعتقالهما لم تتمكن من رؤيتهما سوى مرة واحدة في المحكمة، وبعد ذلك كانت تزورهما مرة أو مرتين سنويا، ومؤخرا أصبحت تزورهما بشكل منتظم قبل منع زيارات الأهالي خلال السنة الماضية.

لا تختلف حالة والدة الأسيرين محمد ورمزي أبراش من مخيم الأمعري في رام الله عن معاناة والدة الأسيرين عويس ووالدة الأسيرين خالد وناصر الشاويش، فهي أم لأسيرين مريضين محكومين بالسجن المؤبد مدى الحياة.

توضح والدتهما أنها تعاني من حالة قلق شديد عليهما بسبب منع الزيارات، وخاصة أنهما يعانيان من أمراض ويتعرضان لإهمال طبي، فمحمد المعتقل منذ العام 2002 يحتاج لتركيب قرنية في عينه اليسرى وتركيب طرف صناعي، ورمزي المعتقل منذ العام 2003 يعاني من أمراض في المعدة والصدر.

ووفقا لتقرير صادر عن المؤسسات الحقوقية الخاصة بشؤون الأسرى (هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، ومركز معلومات وادي حلوة –القدس) بلغ عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال حتى نهاية شهر آذار/مارس 2021 نحو 4450 أسيرا، بينهم 37 أسيرة، فيما بلغ عدد المعتقلين الأطفال والقاصرين نحو 140 طفلاً، وعدد المعتقلين الإداريين 440 معتقلاً.

وفا- إسراء غوراني

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا