الرئيسيةمختاراتمقالاتالعوامل التي تؤدي إلى تدهور ووفاة مرضى كوفيد-19

العوامل التي تؤدي إلى تدهور ووفاة مرضى كوفيد-19

بقلم: د. رياض نصر الله*

خلق فيروس كورونا (كوفيد-19) حالة من الفوضى في أرجاء العالم، ويكون المرض بدرجة خفيفة لدى معظم المصابين يتعافون منه بالكامل، لكن الفيروس قدّ يسبب مشاكل متنوعة لدى بعض الأشخاص، منها مشاكل حادة في التنفس ينتج عنها كثير من المعاناة، والمضاعفات، وفي بعض الأحيان، الوفاة. وهناك العديد من الأسئلة التي لم تلق جوابا فيما يتعلق بتشخيص ومعالجة هذا المرض، وما زالت الأبحاث والتجارب جارية بهذا الخصوص.

ويرتبط هذا الفيروس ببعض المستقبِلات في الجسم، وقدّ يؤدي إلى ضرر في أنسجة الرئة أو غيرها من أنسجة الجسم، ويمكن أن تتدهور صحة المصاب سريعا، وينتهي به المطاف في وحدة العناية المركزة. هناك العديد من طرق العلاج التي يمكن أن تجرب، ولكن يمكن ألا تستجيب بعض أجسام المرضى لكل الطرق المتبعة وينتهي بهم الأمر إلى الوفاة. إنّ تدهور صحة المريض أو وفاته يمكن أن يكونا نتيجة عدد من العوامل، منها:

  1. حدة المرض والضرر الذي لحق بالمريض، وبالرغم من كل جهود الأطباء في استخدام كل العلاجات الداعمة المتوفرة يمكن أن يموت المريض.
    الاستخفاف بجدية المرض منذ البداية.
  2. عدم إدراك أنّه ليس بالضرورة أن يبدي كل المرضى علامات المرض كالحرارة العالية، أو السعال، أو ضيق التنفس، أو تغير في حاستي الشم والتذوق خصوصا في الأيام الأولى من المرض.
  3. عدم إدراك أن هناك أمراضا أخرى تسبب علامات المرض نفسها التي يسببها الفيروس.
  4. التشخيص الخاطئ، فقد يكون الشخص مصابا بكوفيد، لكنّ الحالة التي سببت التدهور في صحته والوفاة ليس لها علاقة بفيروس كورونا.
  5. عدم إدراك أنّ إمكانية وجود أكثر من مرض في الوقت نفسه لدى المريض أمر وارد.
  6. عدم أخذ ظروف المريض الخاصة والأمراض المصاحبة له بالاعتبار أثناء عملية تقييم ومعالجة حالته، وكذلك عدم إدراك مخاطر الالتزام ببروتوكول طبي موحد للمرضى كافة.
  7. تقييم غير كافٍ للمريض وعدم إجراء الفحوصات اللازمة من البداية.
  8. الشعور المضلل لدى المعالج أو المريض أنّ وضعه مستقر عندما تكون إشاراته الحيوية طبيعية، فقيم الحرارة، ومعدل التنفس، والتشبع بالأكسجين، ومعدل نبضات القلب، وضغط الدم إن كانت طبيعية قد تكون مطمئنة ومضللة في الوقت ذاته، لذلك لا يجب الاعتماد عليها فقط في تقييم حالة المريض.
  9. عدم إدراك أنّ كون المريض يتمتع بصحة جيدة وعدم وجود أعراض مشاكل في جهازه التنفسي لا يعني بالضرورة أنّ تشبع الأكسجين لديه طبيعي.
  10. عدم اتباع خطوات أساسية في تقييم وعلاج المرضى المصابين.
  11. العلاج الخاطئ، فبعض العلاجات قدّ لا تفيد في حالة ما وإنّما قدّ تؤدي لتفاقم الوضع، وكذلك فإن جودة الدواء المستخدم لها تأثير في مدى نجاعة العلاج.
  12. التوقيت الخاطئ في استخدام العلاجات، فالمرض له عدة مراحل، وربما يعطى علاج صحيح في مرحلة خاطئة من المرض.
  13. تقديم جرعة غير مناسبة من العلاج ولو في مرحلة صحيحة.
  14. مدة العلاج غير كافية لإعطاء النتيجة المرجوة.
  15. عدم إدراك الآثار الجانبية المحتملة للعلاج ما قد يؤدي لتدهور حالة المريض.
  16. وجود الشخص في مكان العلاج الخاطئ، كأن يكون المريض في البيت على الرغم من ضرورة ذهابه للمشفى، أو أن يكون في أحد أقسام المستشفى بدلا من تواجده في وحدة العناية المركزة.
  17. عدم إدراك أنّ التدخلات الطبية في الأسبوع الأول من المرض يمكن أن يكون لها تأثير كبير في استقرار حالته، فإذا كان هناك احتمال أن تتدهور صحة المريض فمن المرجح أن تتدهور حالته بعد الأسبوع الأول من الإصابة بالمرض، فالتدهور قدّ يحدث بسرعة كبيرة خلال ساعات مؤديا إلى الوفاة.
  18. عدم الانتباه إلى أهمية استخدام وسائل التنفس المساعدة (غير وسائل التنفس الاصطناعي) للمرضى الذين يتطلب وضعهم دعم جهازهم التنفسي، فعادة ما تسوء حالة المرضى الموضوعين على أجهزة التنفس الاصطناعي أكثر ممن لا يستخدمونها.
  19. مراقبة غير كافية للمريض، وبالتالي عدم القيام بالتدخلات الطبية الفورية عندما تبدأ حالة المريض بالتدهور، فيجب أن يبذل كل مجهود في علاج المريض في مرحلة مبكرة في فترة المرض. التدخلات الطبية وتقديم العلاجات في مراحل متأخرة قدّ تؤدي إلى مضاعفات.
  20. عدم إدراك أنّ أعضاء الجسد مرتبطة ببعضها البعض، فالتدهور في عضو ما يمكن أن يؤدي إلى فشل غيره من الأعضاء وبالتالي الوفاة، وهذا في حالة عدم تقديم الدعم الملائم للأعضاء الأخرى عند فشل أحد الأعضاء.
  21. عدم التنبؤ بإمكانية حدوث مضاعفات وبالتالي عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة التي تمنع حدوثها، وتخفف من تأثيرها في حالة حدوثها.
  22. عدم الانتباه إلى أن القيم الطبيعية للفحوصات، ليس من الضروري أن تكون مؤشرا على وضع طبيعي لهذا المريض بالذات.
  23. عدم إدراك أنّ المريض قد يعاني التهابا في الصدر على الرغم من أنّ صورة الأشعة لصدره طبيعية.
  24. عدم إجراء مقارنة لقيم الفحص الحالي للمريض مع قيم فحوصاته السابقة وتاريخه الصحي.
  25. عدم الاعتماد على الافتراضات، بل على الحقائق.
  26. اليأس من حالة المريض قبل تجربة العلاجات المتوفرة.
  27. عدم إدراك أنّ أعضاء الجسد في المرحلة المتأخرة من المرض قدّ تتوقف عن العمل بالشكل المطلوب وعندها قدّ لا يبدي الجسد أيّ إشارات تحذيرية.
  28. عدم الوعي أنّ القرار الجماعي حول حالة المريض هو في العادة أفضل من قرار شخص واحد، فطبيب واحد قدّ لا يرى ما يراه أطباء آخرون، لذلك، في بعض الحالات يحتاج الطبيب إلى استشارة زملائه.
  29. عدم إدراك مدى أهمية رفع معنويات المريض في إحداث تغيير إيجابي ملحوظ الذي يعاني من التوتر، والقلق، والخوف من المجهول، والتأكيد للمريض أنّ غالبية المرضى يتعافون بالكامل من هذا المرض في ظل الإشراف الطبي المناسب، فهذا يدعم المريض نفسيا، ويحفزه، ويدفعه لمقاومة المرض.

إنّ المناهج الجديدة في معالجة فيروس كورونا تحتاج إلى نقاش مع العلماء المختصين. والأبحاث العلمية والتجارب الطبية يجب أن تجرى في ظروف صحيحة حتى تكون النتائج مبنية على دليل علمي، ويجب أن تعرض النتائج على الهيئات الصحية، وإذا ما صادقت عليها الحكومة، فيمكن أخذ النهج المقترح لمعالجة المرض بعين الاعتبار.

———

* المدير الإداري والطبي لمركز لندن الطبي، ومؤلف كتاب:

GAPS-Mind the GAP-Common Gaps in Medical and Surgical Practice (on Amazon).

مبتكر Coronavirus WEST (في مرحلة التطوير) (براءة اختراع رقم: GB2008636.9)

riyadnasrallah@gmail.com

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا