الرئيسيةمختاراتمقالاتاطلقوا سراح ناصر

اطلقوا سراح ناصر

بقلم: عمر حلمي الغول

قصة الأسير البطل ناصر أبو حميد لها طابعها الخاص، رغم أنها تتقاسم المشترك مع الأسيرات والأسرى المرضى الأبطال، الذين يعانون من أثار التعذيب، والإهمال الطبي، وسوء التغذية وانتفاء الشروط الإنسانية بحدها الأدنى للاعتقال. ولمجموع تلك الأسباب أصيب جنرال الحرية بمرض السرطان، الذي تفشى في جسده. رغم أنه في شهر تشرين أول / أكتوبر 2021 خضع لعملية استئصال لورم سرطاني، وخضع لجلستي علاج كيمياوي، إلا أنه تعرض مجددًا لنكسة صحية نقل على إثرها لمستشفى “برزلاي” الإسرائيلي، والسبب الرئيس يقع على سلطات السجون الإسرائيلية، التي لم توفر له عوامل الاستشفاء. وحتى الأن تماطل وترفض إطلاق سراحه والسماح له بالعلاج في الخارج في الأردن أو مصر أو حتى إحدى الدول الأوروبية، مع إنه في حالة إغماء منذ أكثر من أسبوع مضى.
لكن سلطات السجون الإسرائيلية لم تستجب للبعد الإنساني لأسير حرية يعاني من تداعيات الالتهاب الجرثومي الحاد جدًا، المرض الخطير والمهدد لحياته، وهي تعلم وتتابع حالته الصحية، وتعرف أنه موصول بأجهزة التنفس الاصطناعي، وتعلم أن تلك الأجهزة لا تفِ بتأمين العلاج المناسب له، لذا مازال وضعه الصحي حرج جدًا، ورغم ذلك ترفض دولة الاستعمار الإسرائيلية الإفراج عنه، والسماح له بالعلاج في إحدى الدول الشقيقة أو الصديقة. ما يكشف مجددًا عن الوجه القبيح والإجرامي لتلك السلطات وللقضاء الصهيوني المتورط في الجريمة جنبًا إلى جنب مع أجهزة الأمن الاستعمارية.
ولا أضيف لذاكرة القارىء جديدًا، حينما أذكره، بأن الأسير الشجاع ناصر اُعتقل في العام 2002، وحكم أربع مؤبدات وثلاثين عامًا بتهمة تأسيس كتائب الأقصى التابعة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”. وما تقدم يميط اللثام عن حقد وكراهية سلطات الاستعمار على رموز البطولة والفداء من أبناء الشعب، وتتعاطى بلا مبالاة وغطرسة وعنجهية وعنصرية متوحشة مع الأسير العملاق أبو حميد. رغم حملات التضامن الشعبية والعربية والدولية مع الأسير الجنرال، إلا أن دولة التطهير العرقي الإسرائيلية تغلق آذانها، ولا تريد أن تسمع، أو ترى أو تلتفت لابسط المعايير الإنسانية، وتفرج عن البطل القديم الجديد أبو حميد. لأنها باتت تخشى من هزائمها المتكررة أمام إرادة وعظمة أسرى الحرية، وتعتبر الإذعان لإرادة الأسير أو الشعب الفلسطيني كسرًا لِصورتها الاسبارطية الاستعمارية، وهدما لجدران إضافية من مشروعها الكولونيالي، وانزلاقًا في تيه وتصحر الأفق المسدود والمغلق امام تراجيديا الصمود البطولي للشعب العربي الفلسطيني، وعريًا وانكشافًا غير مسبوق أمام الرأي العام العالمي ومنظماته الأممية الداعمة والمؤيدة لخيار السلام.
وللأسير الفارس أبو حميد وأشقائه أسرى الحرية الاخرين وشقيقهم الشهيد ووالدتهم أيقونة الصمود والتحدي، وعنوان المرأة الفلسطينية حارسة نيران الثورة والشعب والقضية نموذجًا خاصًا، تتجلى فيه عظمة وفولاذية الأسرة الفلسطينية المناضلة، النواة الأولى لشعب الجبارين. هذه الأسرة التي تتجلى فيها روح العطاء والفداء والتحدي البطولي، ليست حالة فريدة في الشعب، بل هي انعكاس لظاهرة واسعة في أوساط الشعب المجبول بقيم الكفاح والحرية والاستقلال والسلام، لذا تخشى دولة التطهير العرقي من منح اسيرها المريض الإفراج الفوري لمواصلة العلاج الآمن في إحدى الدول، للاعتبارات المذكورة سابقًا. مع أن جنرال الصمود ناصر يعاني لحظة حرجة جدًا في حياته.
وعليه مطلوب من كل المؤسسات العربية والإسلامية والأممية تكثيف ضغوطها للإفراج الفوري عن جنرال الحرية المريض ناصر أبو حميد. كما على أنصار السلام في إسرائيل الضغط على حكومتهم الفاشية للاستجابة العاجلة لاطلاق سراح الأسير المريض. لان وفاته داخل باستيلات الموت الإسرائيلية، لن يمر مرور الكرام، وسيكون للشعب كلمته العليا في الرد على جريمة موت رمز من رموز الكفاح البطولي. فهل تقف وتفكر حكومة بينت / لبيد ومنصور وشاكيد وساعر وتعيد النظر بخيارها اللاإنساني لمرة جديدة قبل فوات الأوان؟

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا