الرئيسيةمختاراتمقالاتاقرأوا مكتوب الإدارة الأمريكية من عنوانه مـرة أخرى ؟؟

اقرأوا مكتوب الإدارة الأمريكية من عنوانه مـرة أخرى ؟؟

بقلم: عبدالله نـمـر أبو الكاس ،،

ما من شك أن وصف منظمة العفو الدولية أمنستي كيان الإحتلال الإسرائيلي وفق تقرير صدر عنها مؤخرا بأنها دولة ترتكب جرائم الفصل العنصري أبارتهايد ضد الفلسطينيين ، حتى تعاملها مع المقيمين منهم داخل أراضينا عام 48 على أساس القومية اليهودية ، لذلك يجب مسائلتها ، قد أعاد هذا التقرير وضع النقاط على الحروف ، ولم يكن هذا التقرير الأول من نوعه ، ولن يكون الأخير أمام جرائم العدو الصهيوني ،، فجرائمه هذه ما كانت بحاجة لتقارير أممية ولا تحقيقات ولجان ومنظمات دولية لولا غياب العدالة الدولية والديمقراطية وحقوق إنسان ،، كون جريمة الإحتلال لا زالت قائمة ومستمرة ضد أبناء شعبنا ، بشواهدها على أرض الواقع وتوثيقها بالصوت والصورة ، وأحيانا بالبث الحي المباشر ، وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع الذي بات عاجزا بأن يحرك ساكنا أمام هـذه الجـرائم .
فالجريمة مستمرة على الشعب الفلسطيني ، بدءً من وعد بلفور المشؤم مروراً بالنكبة والمذابح والمجازر وسلب وتهويد الأرض ، وبناء جدار الفصل العنصري ، ومحاولات تشريد وتهجير أبناء شعبنا في الخان الاحمر والشيخ جراح ومسافر يطا والاعدامات الميدانية والاعتقالات ، واعتداءاتها المتكررة على أبناء شعبنا وحروبها على غزة كلها شواهد ودلالات على إستمرار مسلسل العنف والإرهاب الصهيوني ضد شعب أعزل من السلاح ، وجريمة أخرى تضاف لسجلها الإجرامي هو تنصلها من الإلتزام بالقرارات الدولية والأممية المقرة لحقوقنا الوطنية المشروعة والمسلوبة ، وتنكرها لحل الدولتين ، الأمر الذي يوصف هذا الكيان النازي بأنه كيان فوق القانون الدولي وليس فقط دولة فصل عنصري .
ولعل تقرير منظمة العفو الدولية أمنستي ما هو إلا دليل اضافي آخر يؤكد على المظلمة التاريخية والمزدوجة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني تارة من هذا الكيان الغاصب ، الذي لازال يمعن ويتغول بارتكابه جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة وتطهير عرقي ، وتارة أخرى جريمة صمت العالم الظالم عن أخر احتلال للشعب الفلسطيني وعن ما يحدث له ، بل وصل الحد لهذه الدول لأن تتساوق مع الجريمة ومع الجاني ،، وهذا ما لمسناه من تعقيب للإدارة الأمريكية على هذا القرار ومن قبل المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس ، والذي عبر عن رفضها الوقح لتقرير أمنستي واعتبرته مناوىء لإسرائيل ، واعتبرت منظمة العفو لديها ازدواجية في المعايير وهذا منافي للحقيقة والكل يدرك تماما ، بأن الإدارة الأمريكية هي من يتبع تلك السياسة والازدواجية في المعايير ، والتعامل مع الفلسطينيين ، وتكيل بمكيالين وتنحاز انحياز أعمى للإحتلال على حساب معاناتنا وحقوقنا ،، وهي من يساند هذا الكيان الغاصب ، ولولا مساندتها المستمرة لما تجرأ هذا الكيان على ضرب كل القرارات الدولية بعرض الحائط .
وللأسف ومع كل ذلك لازلنا نعول وننتظر من هذه الإدارة كثيرا ، ومن رئيسها بايدن والذي مضى على توليه الرئاسة أكثر من عام بأن ينفذ ما وعد به خلال حملته الإنتخابية ، بإعادة فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن ، وإعادة الدعم المالي للسلطة الوطنية ، وإعادة فتح القنصلية الامريكية في القدس التي أغلقها ترامب في مارس/آذار 2019 ودمجها بالسفارة الأمريكية التي نقلها من تل أبيب إلى القدس أواسط العام 2018 ، وكذلك وعده بحل الصراع على أساس المرجعيات والقرارات الدولية ، ووضع حدا لممارسات الإحتلال ورؤيته التي أعلنها بأن حل الدولتين هو السبيل الـوحيد لإنهاء الصراع .
فموقف الإدارة الأمريكية السلبي اليوم من تقرير منظمة العفو الدولية لا يبشر بخير مستقبلا ، ويدلل على الاستمرارية بسياسة الانحياز الأعمى التي تنتهجها هذه الإدارات المتعاقبة ، وعلينا أن لا نتأمل كثيرا ، وأن لا نرفع سقف توقعاتنا أكثر من اللازم ، فأمريكا هي رأس الشر ، وكانت ولا زالت وستبقى الداعم الأول لهذا الكيان ، ومهما تبدلت الإدارات سواء جمهورية أو ديمقراطية فكلاهما وجوه لعملة واحدة ، وعلينا كفلسطينين أن نقرأ المكتوب مرة أخرى من عنوانه وأن لا نطيل الانتظار ، وأن لا نظل رهينة لتصريحات لا تسمن ولا تغني من جوع .

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا