لوموند: ماكرون يعيد أوروبا إلى ساحة أبعدها عنها بوتين

رأت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن مهمة الرئيس إيمانويل ماكرون في موسكو وكييف تعيد باريس إلى لعبة حاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إبعادها عنها.

ويقوم ماكرون بمهمة دبلوماسية عالية الخطورة بسفره إلى موسكو ثم إلى كييف، في محاولة لنزع فتيل التوتر حول أوكرانيا.
وتقول الصحيفة إن هذا الأسبوع حاسم في الأزمة التي أشعلها فلاديمير بوتين قبل ثلاثة أشهر. فمن خلال نشر متزايد للقوات على الحدود الأوكرانية ثم من خلال مناورات مهمة مخطط لها هذا الأسبوع في بيلاروسيا، وكذلك على الحدود مع أوكرانيا، يضغط الرئيس الروسي خصوصاً لوقف توسع حلف الناتو من أجل منع انضمام كييف إليه.

أول مفاوضات مباشرة
ومحادثات بوتين-ماكرون أمس في موسكو هي أول مفاوضات مباشرة يجريها زعيم غربي مع رئيس الكرملين منذ بدء تبادل الرسائل بين روسيا من جهة والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) من جهة أخرى.
فقد قام ماكرون بتنشيط العديد من الوسائل لإعادة فتح حوار مع موسكو في الأسابيع الأخيرة: علاقته الخاصة مع بوتين، التي كان يحاول تطويرها دون جدوى منذ أربع سنوات ولكنها تتيح له على الأقل أن يكون محاوراً: القناة المعروضة من خلال صيغة نورماندي، والتي من المفترض أن تناقش فيها فرنسا وألمانيا وروسيا وأوكرانيا نزاع دونباس ورئاسة الاتحاد الأوروبي التي تتولاها فرنسا لمدة ستة أشهر، وإعادة بناء العلاقات الفرنسية الأمريكية بعد أزمة الغواصات .

تحركات ديبلوماسية مكثفة
لذلك، قام الرئيس الفرنسي بتحركات دبلوماسية مكثفة عبر مشاورات هاتفية في الأيام الأخيرة مع شركائه الغربيين قبل أن يبرمج الزيارة المزدوجة للقاء فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. ولئلا يشتبه في خوضه مغامرة انفرادية أخرى، تحدث ماكرون مرة أخرى ، عشية هذه الزيارة لموسكو وكييف، مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي والرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، ومع قادة جمهوريات البلطيق الثلاث، الذين لديهم حساسية خاصة بشأن هذا الموضوع. وكان قد اتصل سابقاً بالرئيس البولندي أندريه دودا، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال.

طريق مسدود
وترى الصحيفة أنه يمكن القول إن خطوة ماكرون أعادت أوروبا مرة أخرى إلى لعبة استبعدها بوتين منها تماماً، كما أنها توفر للرئيس الروسي، إذا أراد ذلك، وسيلة للخروج من وضع يبدو أكثر فأكثر كأنه طريق مسدود. فالحصول على إشارة حقيقية من بوتين إلى “خفض التصعيد”، سيكون بلا شك نجاحاً. ومن الواضح أن الخطر يكمن في أن ماكرون سيبالغ في تقدير قوة اقناعه ونطاق مهمته ويلعب لعبة موسكو. وقبل مغادرته، أكد مجددًا أنه لا يمكن المساومة على أمن وسيادة أوكرانيا. من الضروري أن يظل هذا المبدأ، الذي يقوم عليه النظام الأوروبي، غير قابل للتفاوض على الإطلاق.

موقع 24 الإلكتروني

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا