الرئيسيةأخبارعربية ودوليةالاستعمار ما زال يحكمنا بشعار «فرق تسد»… وفي غياب الرغيف يصبح البحث...

الاستعمار ما زال يحكمنا بشعار «فرق تسد»… وفي غياب الرغيف يصبح البحث عن الديمقراطية محاولة للانتحار

داعبت الأشواق للديمقراطية بعض كتاب صحف أمس الجمعة 18 فبراير/شباط، فيما اهتم كثير منهم بمعركة الأمعاء الخاوية بسبب اتساع الفجوة بين الأسعار والأجور، وبينما يرى بعض الكتاب أن الكلام عن الحرية والديمقراطية في ما نسبة التضخم تتزايد، والغلاء يحول بين الأغلبية وما تشتهي هو نوع من الجنون، يرى آخرون أن الوصول لدولة الرفاه لا سبيل له إلا عبر تحقيق الشعار الخالد لثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني “عيش.. حرية.. كرامة اجتماعية”.
وأمس واصلت الصحف الاهتمام بالضحايا المحتملين للقانون الذي سيحسم العلاقة بين ملاك المنازل والمستأجرين، وبدوره قال المهندس أحمد السجيني رئيس لجنة الإدارة المحلية في مجلس النواب، أن تصريحات رئيس مجلس الوزراء بشأن قانون الإيجار القديم تؤكد إرادة الدولة لحل الأزمة. وأضاف السجيني، أن تدخل الدولة يدعو للتفاؤل لأنه يهدف إلى إنهاء ملف الإيجار القديم إلى الأبد، وحيثيات أحكام المحكمة الدستورية، توجه لإعادة النظر بشأن قانون الإيجار القديم. ومن تصريحات القصر الرئاسي: قال الرئيس السيسي، إن وجود الدول الافريقية في بروكسل في القمة التي تستضيفها، هو انعكاس حقيقي لما يمكن للشراكة الدولية والتضامن في المجال الصحي من تحقيقه، بإيجاد وسائل فعالة لمواجهة التحديات العالمية، إذا ما توافرت الإرادة السياسية اللازمة لذلك.
ومن أبرز التقارير المعنية بحماية المال العام: قررت النيابة الإدارية لرئاسة الجمهورية إحالة 9 قيادات في الجهاز المركزي للمحاسبات، منهم وكيل وزارة وخمسة مديرين عموم وثلاثة مسؤولين في الجهاز، للمحاكمة العاجلة، بعد ثبوت ارتكابهم مخالفات جسيمة ترتب عليها إهدار المال العام، في إجراءات صرف المواد البترولية. وأكد تقرير الاتهام في القضية رقم 14 لسنة 64 قضائية عليا، أن المحالين التسعة لم يؤدوا العمل المنوط بهم بدقة، وخرجوا على الواجبات الوظيفية ومقتضياتها، وخالفوا القواعد والتعليمات المالية والمخزنية من لائحة نظام العاملين في الجهاز والصادرة بقرار رئيس الجمهورية المعمول بها، ما أدى إلى المساس بمصلحة مالية للدولة.. ومن أخبار الحوادث: انتهت تحقيقات النيابة العامة في واقعة العثور على جثمان المتوفى (مينا) طافيا في مياه محطة للصرف الصحي في دائرة قسم حدائق أكتوبر، إلى استبعاد شبهة ارتكاب أي جريمة من جرائم التعدي عليه قبْل وفاته، وانتفاء الشبهة الجنائية فيها، وأنها حدثت نتيجة إسفكسيا الغرق؛ لرجحان سقوطه في مياه الصرف عرَضا خلال سيره في الطريق العام؛ لإصابته بضعفٍ في الإبصار..

جريمة الموسم

عثر عبد المحسن سلامة كما أطلعنا في “الأهرام” على ما اعتبره كارثة يجب التحقيق فيها: صحيفة «الأهالي»، التي يصدرها حزب «التجمع»، صدرت يوم الأربعاء الماضي، وعلى صدر صفحتها الأولى «تقرير» شديد الأهمية، يستحق أن يكون “خبطة” العام الصحافية للجريدة – إذا صدق هذا «التقرير»، وكانت معلوماته دقيقة، وموثقة. “التقرير” يشير إلى كارثة تعليمية حدثت في نتائج التيرم الأول في الصفين الأول والثاني الثانوي، وأن هناك تلاعبا، وتغييرا في تقديرات الطلبة، بعد اعتراض أولياء الأمور عليها. وأوضح التقرير، الذي كتبه الزميل رضا النصيري، في الصفحة الأولى لصحيفة “الأهالي”، أن هناك تعليمات صدرت من الوزارة إلى الإدارات التعليمية المختلفة، لتغيير النتائج من مقبول، وضعيف إلى جيد، وجيد جدا في الكشوف المعلنة. الموضوع خطير، ويحتاج إلى تحقيق عاجل من الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، وإصدار بيان حول تلك الوقائع، وفتح تحقيق موسع – إذا ثبتت صحة هذا التقرير- لمعرفة مَنْ وراء التلاعب في نتائج التلاميذ؟ من الواضح أن هناك ضغوطا حدثت من أولياء الأمور، أدت إلى صدور تعليمات بتغيير النتائج إرضاء لهم، ولو حدث ذلك، فهذا يعني أن التقديرات ليست حقيقية، في كل الأحوال، ويفتح باب الشك في نتائج التلاميذ، وعدم اطمئنان أولياء الأمور على نتائج أبنائهم. أعرب الكاتب عن أمله في أن يتدخل الدكتور طارق شوقي لوضع النقاط على الحروف في تلك القضية، وشرح كل تفاصيلها، وأبعادها، ليطمئن أولياء الأمور، وأبناؤنا الطلاب، والطالبات، بعيدا عن الشكوك.

تأهيلهم واجب

عثر وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي على من يدافع عنه.. محمد الهواري في “الأخبار”: إن قرار الرئيس السيسي بتعيين 150 ألف معلم خلال 5 سنوات أي 30 ألف معلم سنويا، وبدأت الدولة تتخذ إجراءات تعيين هؤلاء المعلمين لسد النقص في المعلمين في مدارس الدولة وتأهيل هؤلاء للقيام بالعملية التعليمية، طبقا للمناهج الجديدة التي وضعتها الوزارة. لا شك في أن التعليم واهتمام الدولة به يؤكد أننا في الطريق الصحيح لبناء الجمهورية الجديدة، ومصر المستقبل، إضافة للتوسع في إنشاء المدارس الجديدة بالاشتراك مع القطاع الخاص للحد من كثافة الفصول واستيعاب كل المتقدمين للالتحاق بالمدارس، لتلقي التعليم الصحيح في كل المحافظات مع ضرورة مساهمة المجتمع في رعاية أطفالنا وغرس القيم الصحيحة ودعمهم تعليميا، إلى جانب دور المدرسة. التطوير الذي حدث في العملية التعليمية يجب خلاله المحافظة على الكتاب المدرسي بجانب الدراسة أون لاين، حتى نغرس في أبنائنا حب القراءة وزيادة قدرتهم على الاستيعاب، وهذا موجود في كل دول العالم، بما فيها الدول المتقدمة حتى تكون لدينا أجيال قادرة على صنع المستقبل من خلال العلم والثقافة وعودة الكتاب إلى سابق عهده. وزارة التربية والتعليم نجحت في تطوير العملية التعليمية مع استخدام سياسة التدرج في ذلك لتفعيل هذا النجاح مع الاستفادة من خبرات خبراء التعليم والتربية وتطوير كليات التربية في الجامعات المصرية لتخريج أجيال من المعلمين قادرين على التعامل مع هذه المناهج الجديدة. تأهيل المعلمين هو حجر الزاوية في العملية التعليمية، إضافة إلى المناهج المتطورة التي تزيد من قدرة أبنائنا على استيعابها وزيادة الأنشطة في المدارس وغرس المواطنة لدى أبنائنا.

بؤساء كالعادة

الأسبوع الماضي خرجت علينا مجلة “الإيكونومست” البريطانية لعرض تقريرها السنوي عن حال الديمقراطية في العالم عام 2021. التقرير الذي أكد تراجع الديمقراطية في 167 دولة حول العالم، أشار إلى تأثير جائحة كوفيد 19 في هذا التراجع. تقرير “الإيكونومست” الذي اهتم به عمرو هاشم ربيع في “الشروق” اعتمد على خمسة مؤشرات تتعلق بالحريات المدنية، وطرائق عمل الحكومات، والانتخابات والتعددية الحزبية، والمشاركة السياسية، والثقافة السياسية. في تدريج من 1 إلى 10 صنف التقرير دول العالم، فمنح الرقم من 8 ــ 10 للدول ذات الديمقراطية الكاملة، ومن 8 ــ 6 لدول ذات الديمقراطية المعيبة، و6 ــ 4 للدول ذات الديمقراطية المختلطة مع الديكتاتورية، ومن 4 ــ 1 للدول السلطوية. ما يهمنا في التصنيف هو حال البلدان العربية؛ حيث اشتمل التقرير على 18 دولة عربية (استبعد الصومال وجيبوتي وجزر القمر وموريتانيا)، منها اثنان من الديمقراطيات المختلطة مع النظم الديكتاتورية وهما تونس (75) والمغرب (95). أما البلدان العربية الـ 16 فإن هذا التصنيف وضعها ضمن النظم التسلطية بدءا من فلسطين (109) انتهاء بسوريا (162) وكانت مصر رقم (132). الأرجح وفقا للمؤشرات الخمسة المذكورة أن الثقافة السياسية في الوطن العربي كانت عاملا محوريا في هبوط ترتيب الدول العربية، إذ يبدو أن غياب ثقافة قبول الآخر، واحترام حرية الرأي وغيرها، كانت المحك الرئيسي في التسلطية. المؤكد أيضا أن فجيعة الشعوب العربية في التيار الإسلامي المعارض الذي حاول القفز على ثورات الربيع العربي كانت أيضا ذات تأثير مأساوي على تدهور حال الديمقراطية في البلدان العربية، وذلك على النحو الذي جرى في بلدان كفلسطين والسودان ومصر والأردن وحتى تونس، التي بقيت داخل التصنيف الثالث، رغم كل ما عانته من انتكاسات في الأشهر القليلة الماضية.

لن نيأس

واحد من الأسباب التي ربما تفسر تراجع الديمقراطية العربية، وفق ما قال عمرو هاشم ربيع، هي استغناء الشعوب في بعض البلدان ذات الوفورات المالية والاقتصادات الريعية عن قيم الحرية طواعية، وذلك أملا في بقاء تلك السمات الممثلة في الدخول المرتفعة التي عادة تبدل رضا مقابل الاستغناء عن الحرية. سبب آخر مهم وهو أن النخب الحزبية وأحيانا لوردات الحرب (حالة لبنان) قد يكون لهم تأثير في تراجع الديمقراطية، بسبب الرغبة في احتكار السلطة التي ربما تنحو تجاه بقاء الطائفية (حالة العراق أيضا)، أو مساندة النظم ذات الأصول العسكرية والحكم بالمراسيم والطوارئ لمنع عودة التيار الإسلامي، وربما بقاء الفاشية (سوريا). أيضا تأجيل الانتخابات أو وجود نظم انتخابية معيبة (ليبيا مثلا) أو مجالس برلمانية كرتونية Rupper Stamp. من المهم أيضا الالتفات إلى التدخلات الخارجية، كسبب في بقاء التسلطية في العالم العربي، خاصة الفساد وغياب المحاسبة والطائفية، وعلى رأس ذلك الوجود الأجنبي، بل والاحتلال في العديد من البلدان العربية ممثلا في الولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا وكذلك إسرائيل، وذلك كله للبقاء على حال اللغط واللانظام بداية (ليبيا وسوريا والعراق مثلا). هنا يشار إلى أن هناك بلدانا من التصنيف الأول تدعي أنها تحارب السلطوية، وتدعم حقوق الإنسان، لكنها ذاتها تفضل ولمصلحتها الآنية أن تقيم علاقات مع نظم سلطوية أكثر بكثير من نظم ديمقراطية، وكل ذلك يعزز قيم الاستبداد في الوطن العربى. ما يمكن أن يخلص إليه من قراءة هذا التقرير المهم، أن الطريق طويل ولكنه ليس مستبعدا أمام ارتقاء البلدان العربية لمرتبة أعلى في السنوات المقبلة، طالما كانت هناك مساعٍ جادة لوجود قضاء مستقل ورقابة ومحاسبة واحترام لقيم الحرية وتعليم ديمقراطي وانتخابات حرة ونزيهة وإعلام حر ومجتمع مدني وتعددية حزبية حقيقية.

مهمة عسيرة

نتحول نحو الساحرة المستديرة بصحبة الدكتور أسامة أبوزيد في “الأخبار”: لا بد من التعامل مع مباراتي السنغال المقبلتين والمؤهلتين إلى كأس العالم في قطر بهدوء وبلا انفعال، مع وضع النقاط على الحروف.. حدوتة النقد عمال على بطال أصبحت بايخة، وليس لها أي لازمة، إلا إثبات أنا موجود.. أقصد ما يخرج من أفواه الأفاضل المحللين المدربين.. الذين يجيدون الكلام فقط، وتاريخهم زيرو بطولات. اليوم سوف يجتمع مجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة جمال علام.. الاجتماع سيكون بمثابة وضع خريطة الطريق للاستعدادات والطلبات الخاصة بالمنتخب.. ولا خلاف على أن ما يطلبه الخواجة كيروش، الذي قدم بطولة أكثر من رائعة في الكاميرون، وتحديدا في المباريات التالية للدور التمهيدي أمام كوت ديفوار والمغرب والكاميرون والسنغال، ستكون بمثابة الأوامر التي لا ترفض، لأن «الكويرة» داخل الجبلاية يستطيعون وضع النقاط على الحروف.. ومن حُسن حظ هذا المجلس الذي تم انتقاؤه بمنتهى العناية، أن يوجد فيه نجوم كرة قدم، لعبوا دوليا وعملوا في إدارة اللعبة، وبالتالي فإن التقييم سيكون سريعا والحوار يستفيد منه الجميع.. مجلس الجبلاية وكيروش نفسه. يرى الكاتب أن كيروش سيطلب تعديلات في الجهاز الفني.. هذه وجهة نظري، ودون كلام منقول من مصدر داخل اتحاد الكرة.. سواء اتفقنا أو اختلفنا فإن هناك بُعدا وفتورا في العلاقة بين المدير الفني البرتغالي ومساعديه.. ربما تحسنت العلاقة في المباريات الأخيرة نتيجة للمكسب، وعبور محطات قوية جدا، إلا أن كيروش يضع في حساباته التغيير. أيا كان سيظل الجهاز الحالي في شكله.. أو سيحدث تغيير سريع فإننا جميعا مع وخلف من يتولى المسؤولية.. المدرب القادم في حالة حدوث تعديل، لا بد أن يكون عنده الفكر الجريء.. وهناك نماذج وطنية أثبتت وجودها وتألقت مع فرقها، وأصبح لها بصمة وفكر مختلف.. ومنهم أحمد سامي المدير الفني لسموحة، الذي غير كثيرا من شكل الفريق السكندري.. وفكره الهجومي مطلوب.

بين ريان والدرة

ما زال الراحل ريان يدمي القلوب، ومن بين الباكين عليه الدكتور ناجح إبراهيم في «المصري اليوم»: طفل صغير لم يجاوز الخمس سنوات، من بلاد بعيدة في المغرب العربي، وحد المشاعر الإنسانية حوله في بلاد العرب، بل تجاوبت أصداء الإنسانية في جنوب أوروبا، حتى صار الطفل المغربي ريان عنوانا لملحمة إنسانية رائعة عنوانها «الرحمة» وشعارها «الإنسانية تجمعنا»، وحتى سخّرت الدولة إمكانياتها من أجل إنقاذ طفل، ولم تتوان عن ضخ كل إمكانياتها لذلك، في منظومة رائعة لو استمرت ستجعل الحكومات والدول أكثر رحمة ورفقا. ريان الطفل الصغير أبكى القلوب القاسية، وحوّل الحجارة الصماء إلى ماء رقراق، وجمع المختلفين ووحد المتخاصمين، وأوقف صراعات الديوك في البيوت حتى حين، الكل يترقب ويدعو ويرجو ويأمل ويبكي. كتب صحافي مصري كبير في صفحته على فيسبوك: «يا رب تاخد من عمري وتعطي ريان».. عجبت لرقته الشديدة، مع شدته مع من يختلف معه، كيف حوّل ريان الناس إلى كتلة دعاء ورجاء وترقب واحدة؟ العالم كله تقريبا عاش مع ريان محنته يوما بيوم وساعة بساعة، كأنهم سقطوا في البئر مع سقوطه، وعانوا معه الجوع والعطش، وكابدوا الظلمة والألم والوحشة في البئر. ريان ذكّر البعض بيوسف الطفل «عليه السلام»، الذي ألقاه إخوته حسدا في الجب.. ريان ألقاه الفقر والعوز والحاجة التي تغمر هذه المناطق في المغرب، فلا مياه صالحة للشرب والزراعة، ولكنها آبار بائسة يحفرها الأهالي، وبعضهم يغلق مثل هذه البئر التي نُزع غطاؤها لسبب أو لآخر فسقط الطفل المسكين فيها. ريان ومحمد الدرة وغيرهما لهم سر بينهم وبين الله، يطيّب الله به ذكرهم أحياء وأمواتا، قصة كل واحد منهم قد تحيي موات أمة، قد توقظ ضمائرَ قد ماتت، قد تحيي الشكر لقلوب جحدت الله طويلا، رغم طوفان النِّعم الغارقة فيها. قصة ريان هي قصة كل من مرَّ بتجربة السجن في أي مكان.

عرب وعجم

ريان كانت أمنيته كما أوضح الدكتور ناجح إبراهيم أن يرتوي وأسرته من البئر. اسم ريان نفسه له دلالة. ريان وأسرته أصلا لم يجدوا الماء، وكانت أمه تقول: كنا نتمنى أن نجد في هذه البئر من قبل شربة ماء، فبدلا من منحها الحياة لنا منحتنا الموت. ريان له سر مع الله، وهل وحد أحد العرب والعجم والمسلمين والمسيحيين واليهود والمتدينين والعلمانيين واليساريين سواه؟ أي سر يا بني بينك وبين الله حتى تموت شهيدا «وصاحب الهدم شهيد» «والغريق شهيد» وحتى تودع الدنيا في موكب مهيب لم يحظ به بعض الرؤساء والملوك، وحتى ينعيك الديوان الملكي المغربي، ويقدم الملك شخصيا عزاءه لأسرتك، رغم أنك من أبسط الأسر وأفقرها، وحتى ينعيك شيخ الأزهر الإمام الطيب ويعزي والديك وملك المغرب وحكومته، ويقول في نهاية العزاء «إنّا لله وإنّا إليهِ رَاجعُون»، وينعيك الرئيس الفرنسي نفسه، والشيخ محمد بن راشد حاكم دبي، كل منهما بنفسه، وليس عبر الكلمات الرسمية البروتوكولية، فضلا عن ملايين البسطاء من كل الأجناس؟ خمسة أيام من دروس ريان كانت الأغلى والأسمى والأكثر تأثيرا من مئات الخطب الميتة، من مئات برامج التوك شو الكاذبة التافهة، من صفحات الفيسبوك المنافقة أو الحمقاء أو الفاحشة. خمسة أيام في ظلمة البئر وسجنه جعلت كل الملحدين يفكرون في القبر وما قبله وما بعده، هذه الأيام القليلة أشعرت الملايين بأن ريان ابنهم، فكلهم كان ينتظر فرجه.

زيف الحرية

نتوجه حيث ما اكتشفته جيهان فوزي في «الوطن» من وهم الحرية: نحن نتباهى بحرية الرأي والتعبير في الإعلام الغربي، إنه الوهم الذي اخترناه حتى نبرر ما يحدث في المنطقة العربية إزاء الحريات، «حرية التعبير مكفولة للجميع»، جملة مطاطة لا تعبر عن الحقيقة، لكنها تُستخدم جيدا في عالم منظمات حقوق الإنسان، إذا ما أرادوا إشهارها كسلاح حاد ضد سياسات دولة بعينها. «دويتشه فيله».. هذا الصرح الإعلامي الألماني الشهير نموذج صارخ لقمع حرية الرأي والتعبير، وهي الإذاعة الدولية لألمانيا إلى العالم الخارجي، وواحدة من كبريات إذاعات العالم الموجهة إلى الخارج، وقد عملت تلك الإذاعة على التعريف بألمانيا ونشر الصورة الأصلية عنها، ودعم التبادل الثقافي عبر محطات التلفزيون والراديو وشبكات الإنترنت. ويشغل بيتر ليمبورغ منصب المدير العام لمؤسسة DW الإعلامية الألمانية منذ عام 2013. شبكة «دويتشه فيله» أظهرت وجهها الحقيقي القبيح وسلوكها العنصري ضد صحافيين منهم فلسطينيون، فقامت بفصل 5 صحافيين على خلفية تقرير ألماني يتهمهم بالتضامن مع فلسطين وقضيتها، من خلال نشر مجموعة من المنشورات على صفحاتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي. ومن جديد، فصلت «دويتشه فيله» الإعلامية الألمانية صحافيين فلسطينيين آخرين، يعملان في القسم العربي لديها، بتهمة «معاداة السامية». الشبكة فصلت الصحافيين زاهي علاوي وياسر أبومعيلق بزعم «معاداة السامية»، على خلفية منشورات لهما ينددان فيها بالعدوان على قطاع غزة المحاصر منذ أعوام. ويعمل علاوي منذ 17 عاما في «دويتشه فيله»، فيما يعمل أبومعيلق منذ 12 عاما، وهما ضمن الأشخاص الثمانية الذين أعلن مدير عام الشبكة إجراء تحقيق بحقهم الأسبوع الماضي. وقبل أسبوع فصلت «دويتشه فيله» 5 صحافيين لديها، بينهم الصحفية الفلسطينية مرام سالم بدعوى استخدام عبارات «معادية للسامية» إذ تأتي هذه القرارات بعد تشكيل القناة لجنة تحقيق «مستقلة» عنها منذ شهرين، تضمنت وزيرة العدل الألمانية السابقة زابينه لويتهويزر شنارنبرغر، والاختصاصي النفسي أحمد منصور، بينما تؤكد مؤسسات حقوقية، أن ألمانيا تستخدم مصطلح «معاداة السامية» للتضييق على الجهات التي تنتقد جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.

أيهما على صواب؟

هناك اختلاف كبير كما قال صلاح صيام في “الوفد” بين الأطباء على قضية المواد الطبيعية، ما بين مؤيد ومعارض، فأحد أساتذة الباطنة في المركز القومي للبحوث، يؤيد استخدام المرضى لبدائل علاجية عشبية ويقول: «الأعشاب ضمن عملي البحثي وأنصح المريض ببعض الوصفات العشبية، حتى أخفف عنه تكلفة الروشتة، وأحيانا أستغني عن دواء كيميائي وأعوضه بأعشاب طبيعية، ليس لمرضى الباطنة فقط ولكن لمرضى الكبد ذوي الحالات غير الحرجة. وأوضح أن هناك مواد طبيعية تساعد خلايا الكبد على العمل، ومن ضمنها مادة السيليمارين الموجودة في نبات الخرشوف، ويتم بيعها عند العطارين، وتوجد عشبة تنمو على جوانب الترع تشبه الشوك، تسمى بـ”شوك الجمل” تعمل على تنشيط وظائف الكبد، وهناك بعض النباتات العلاجية الأخرى مثل، اليانسون والنعناع، مؤكدا أنه يمكن الاعتماد على النباتات لأنها تساعد في العلاج، ولكن تحت إشراف الطبيب حتى لا يأخذ المريض جرعات غير مناسبة، مؤكدا أن هناك بعض الحالات الصعبة، التي لا يمكن التعامل معها إلا بالأدوية، وأن هناك حالات مرضية يمكن التعامل معها بالأعشاب فقط. الغريب أن هذا الأستاذ ذهبت إليه إحدى المريضات تشكو «فيروس سي» – وكنت شاهد عيان على ذلك – فعالجها بأعشاب من صنعه فارتفعت نسبة الفيروس بصورة كبيرة كادت تودي بحياتها. ويتفق معه استشاري للسكر والغدد الصماء في أن البدائل الطبيعية المتمثلة في الأعشاب من الممكن أن تصلح في مراحل معينة مثل بدايات السكر، خاصة أن الأدوية نفسها يتم تصنيعها من الأعشاب، ولكن مشكلة استخدام الأعشاب، أنه لا يمكن التحكم في جرعاتها. بينما يرفض أستاذ لجراحة العظام، فكرة استخدام العطارة والأعشاب كبديل للأدوية، محذرا من التعامل مع الأعشاب الطبيعية والدهانات التي يتم بيعها في محلات العطارة، لأنها تحمل مخاطر صحية كبيرة على المرضى، ويتم النصب بها تحت شعار العلاجات الطبيعية والطب البديل. ويحذر من استخدام الأعشاب في علاج أمراض السكر والضغط، إلا كمساعد أو مكمل غذائي، وغير ذلك يعتبر مجرد دراسات اجتهادية ليس لها إثبات علمي. وتشير إخصائية للأمراض الروماتيزمية، أنه لا يمكن التعامل مع الأمراض المناعية بالأعشاب الطبيعية، لأن العلاج يكون مبنيا على تثبيط المناعة مؤقتا، موضحة أنه لا توجد بدائل للأدوية من الأعشاب الطبيعية.

ثورة علمية

اهتم الدكتور خالد منتصر في “الوطن” بالحديث عن إنجاز علمي مهم: ثورة علمية مقبلة احتلت مانشيتات الجرائد والمواقع، علاج الإيدز بالخلايا الجذعية، فقد أعلن باحثون أمريكيون في دنفر في ولاية كولورادو، أن العلماء عالجوا شخصا ثالثا وأول امرأة، من فيروس نقص المناعة البشرية باستخدام طريقة جديدة لزراعة الخلايا الجذعية. المريضة، وهي امرأة منحدرة من أعراق مختلطة، عولجت باستخدام طريقة جديدة تتضمن دم الحبل السري، وهو متاح بسهولة أكبر من الخلايا الجذعية البالغة التي تستخدم غالبا في عمليات زرع نخاع العظام، ولا تحتاج الخلايا الجذعية للحبل السري إلى التطابق بشكل وثيق مع المتلقي. قال الدكتور كوين فان بيسيان، أحد الأطباء المشاركين في العلاج: «نقدر أن هناك ما يقرب من 50 مريضا سنويا في الولايات المتحدة يمكنهم الاستفادة من هذا الإجراء». كشفت مجموعة الباحثين عن بعض تفاصيل الحالة في مؤتمر الفيروسات الذي عُقد في دنفر، وقد أطلق العلماء على المرأة لقب «مريضة نيويورك» التي في عام 2013، تم تشخيص إصابتها بفيروس نقص المناعة البشرية، وبعد أربع سنوات، تم تشخيص إصابتها بسرطان الدم، وفي إجراء يُعرف باسم زرع الحبل السري، تم إعطاؤها دم الحبل السري من متبرع مطابق جزئيا لعلاج السرطان، كما زودها أحد الأقارب بالدم لتقوية جهازها المناعي أثناء خضوعها لعملية الزرع، بعد إجراء عملية زرع دم الحبل السري للمرضى، يتم إعطاؤهم خلايا جذعية إضافية للبالغين، تنمو الخلايا الجذعية بسرعة، ولكن في النهاية يتم استبدالها بخلايا دم الحبل السري، على الرغم من أن دم الحبل السري أكثر قدرة على التكيف من الخلايا الجذعية البالغة، فإنه لا ينتج ما يكفي ليكون بمثابة علاجات فعالة للسرطان لدى البالغين، نتيجة لذلك، في عمليات زرع الحبل السري، تساعد الزراعة الإضافية للخلايا الجذعية على تعويض ندرة خلايا دم الحبل السري. منذ إجراء عملية الزرع للمرأة في أغسطس/آب 2017، كانت في حالة شفاء تام من سرطان الدم لأكثر من أربع سنوات، وبعد ثلاث سنوات من الزرع، أوقف الأطباء علاج فيروس نقص المناعة البشرية، فقد تحقق المستحيل.

فتنة لا تموت

أكد فاروق جويدة في “الأهرام” أنه عندما تحررت الشعوب العربية من الاستعمار وأخذ حشوده ورحل تاركا شعوبا تعاني الفقر والجهل والتخلف لم يتردد في أن يترك خلفه أسباب الانشقاق والصراع تحت شعار «فرق تسد».. وأصبح الشعار هو أخطر وأسوأ ما ترك الاستعمار في عالمنا العربي.. ومن هنا كانت مأساة الصراعات الدينية، ودخلت فيها الانقسامات العرقية والقبلية والدينية.. ومن هنا أصبح الصراع الديني أهم وأخطر المواجهات بين طوائف المجتمعات.. ولم ينج أحد من آثار هذه المأساة.. كانت هذه بداية الخلافات الدينية، واستغلت بعض الدول ذلك لإشعال الفتن الدينية بين أبناء الوطن الواحد، خاصة أن الاستعمار ترك أذنابه لكي يحرك هذه الصراعات كلما هدأت.. ولا شك في أن إشعال الفتن الدينية كان سببا في تهميش وتراجع الجانب السياسي، خاصة أن المعارك من أجل الاستقلال كانت ترفع راية الدين، وكانت الرموز الدينية هي التي تصدرت مشهد المقاومة ضد الاستعمار، وإن تحولت إلى صراعات بين أبناء الشعب الواحد.. كانت الصراعات الدينية هي البديل الذي خلفه الاستعمار للشعوب العربية قبل أن يرحل، ولم تتردد القوى السياسية الوليدة عن أن تستخدم الدين في خصوماتها السياسية، بل إن بعض هذه القوى استخدمت الدين في تصفية الحسابات السياسية.. من هنا أصبح الصراع الديني واجهة للخلافات الدينية، وكان من السهل أن تتحول القوى الدينية إلى تيارات سياسية معارضة، وإن سار بعضها في مواكب نظم استبدادية.. ووقعت الشعوب العربية فريسة الخلط بين الدين والسياسة، وكان ذلك على حساب الوعي السياسي الذي جعل الصراع الديني أهم وأخطر مظاهر الخلاف في الشارع العربي.. كان من الضروري أمام خلط الأوراق بين الدين والسياسة أن يتراجع الجانب السياسي، وتتراجع معه درجة الوعي والمشاركة وأن يصبح الدين وسيلة ضغط على القرار السياسي.. وهنا زادت حدة المواجهة بين تيارات دينية وأخرى سياسية.. وكان السؤال من أين يبدأ الإصلاح؟ هل كان ينبغي أن نبدأ بالإصلاح السياسي الذي يعيد للشعوب حقها في حياة سياسية حقيقية تمارس السياسة بشروطها وثوابتها، وتترك للأديان مكانتها في قلوب الناس..

معجز باختلافه

لم يكن رفيق الحريري كما أشار أسامة سرايا في “الأهرام” مجرد زعيم لبناني كبير، أو رئيس وزراء في بلاده أو زعيم طائفته السنية فقط، بل شخصية نادرة صعب تكرارها، فهو ببساطة حمى بلده، وعبر عن جوهر طائفته التي ظلت رمانة الميزان ورمز الاستقرار والبناء، هذا البلد الغالي الذي هو ليس مجرد بلد، بل هو تجربة عربية فريدة في جوهرها ورمزيتها، للتعايش لبنان موزاييك معجز للطوائف والأديان. لبنان ظل مفخرة العرب في الثقافة والفنون والجمال، طوال سنوات استقلاله من الأربعينيات أو ظهوره في عشرينيات القرن الماضي، فهو معجزة ودليل على تحضر العرب وتطلعهم لأن يعيشوا عصرهم، وفهمهم لجوهر الأديان والتعايش السلمي بينهم. صحيح أنه بلد الطوائف، لكنه كان بلد التعايش، كذلك، لبنان جوهرة في الضمير العربي ككل. قتل لبنان يعني قتل العرب ببساطة. وتجميد دور لبنان يعني أن العرب خارج الخدمة مؤقتا، وهم كذلك متجمدون معه، ينتظرون الخروج من الثلاجة أو التجمد وإعادة دورهم أو بعثهم للحياة من جديد. كنا نتصور أن جريمة اغتيال باني لبنان المعاصرة، الذي أخرجها من جحيم الحرب الأهلية، مجرد جريمة بشعة، لكن لم نتصور أنها مقدمة لإعادة احتلال لبنان وقتل هذا البلد الجميل، وسيطرة فريق أو طائفة واحدة على مقاليد أمور ذلك البلد الغالي علينا، بعد 17 سنة من قتل الحريري الأب، جاء قتل “الحريرية السياسية” هناك بإخراج ابنه الشيخ سعد الحريري من الحكومة ومحاصرة دوره وإبعاده تدريجيا عن التأثير وإخراجه نهائيا من معادلة السياسة هناك، وفرضت الأوضاع السياسية والتحالفات الموجودة داخل لبنان على زعيم الطائفة السنية، الخروج من السياسة وإعلان اعتزاله، وقدم خطابا سياسيا بليغا للوداع انتظارا لتغيير الأوضاع، وأعلن تجميد أو تعليق دخوله الانتخابات المقبلة والمقررة في مايو/أيار المقبل.

فتش عن الغاز

فى خلفية المشهد الذي انشغل به العالم ولا يزال في ملف أوكرانيا، كان هناك شيء انتبه اليه سليمان جودة في “المصري اليوم”، يظهر على استحياء ولا يتقدم ليحتل الصدارة في الصورة، وكان هذا الشيء هو الغاز الطبيعي الذي تحصل عليه أوروبا من روسيا، ولا تستطيع العيش دون وجوده، لأنه يمثل 40% من حاجتها، وكانت إمداداته تصل إليها عبر خط أنابيب يخترق الأراضي الأوكرانية. وهناك خط آخر يجري العمل فيه ويكاد ينتهي لنقل الغاز الروسي إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق في أقصى الشمال، وقد أطلقوا عليه اسم: «نورد ستريم 2».. وقبل أن ترحل المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن دار المستشارية في 8 ديسمبر/كانون الأول كانت قد زارت موسكو زيارة وداعية، تتابع فيها إنشاءات الخط، وتدعو الرئيس الروسي بوتين إلى ألا يكون هذا الخط الواصل إلى بلادها عبر البلطيق بديلا للخط الأوكراني.. وكان بوتين يعطيها وعدا بذلك، ولكنه بينه وبين نفسه كان يريد وقف إمدادات خط أوكرانيا. وكان الأوكرانيون يضغطون على أوروبا، لتضغط بدورها على روسيا، التي كانت تسمع وتخطط لشيء آخر، وكان في ذهنها ما فعلته الجزائر عندما أوقفت إمدادات خط الغاز الذي ترسله إلى إسبانيا عبر المغرب. وعندما استضاف الرئيس الأمريكي جو بايدن، المستشار الألماني الجديد أولاف شولتز، فإنه راح يحرضه على وقف العمل في «نورد ستريم 2» على سبيل العقاب لروسيا، ولكن شولتز سمع ولم يرد بكلام واضح، وإنما نقل الحديث إلى قضية أخرى.. ومما قيل في غمرة الأزمة الأوكرانية، إن واردات أوروبا من الغاز المسال خلال يناير/كانون الثاني ارتفعت بمقدار 11 مليار متر مكعب، ولم يكن الخبر في ارتفاعها بهذا القدر، ولكن الخبر كان في أن نصف هذه الكميات جاء من الولايات المتحدة الأمريكية وحدها.. فهل كانت هذه هي أول مكاسب موضوع أوكرانيا بالنسبة للأمريكيين؟ ولم يكن هذا هو المكسب الوحيد، ولكن هناك مكاسب إلى جواره لصالح واشنطن، تماما كما أن موسكو حققت وتحقق مكاسب، دون إطلاق رصاصة واحدة في اتجاه أوكرانيا.

«القدس العربي»

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا