الرئيسيةمختاراتمقالاتأمريكا رأس الحية!

أمريكا رأس الحية!

بقلم: سعدات عمر

منذ بداية القرن الماضي إلى حين دخولها الحرب العالمية الأولى وصولاً إلى تأثيرها المباشر في صياغة وعد بلفور تُشَكّل القرارات الأمريكية بخصوص فلسطين والأرض العربية الممتدة بين الخليج العربي والمحيط الأطلسي أساساً للسياسة الامبريالية الأمريكية فقد وضعت معظم قراراتها الخارجية في خدمة ما سُمّيَ آنذاك بالمسألة اليهودية وحددت علاقاتها في مختلف الظروف والمراحل الدولية بعد قيام المُستعمرة الإسرائيلية في فلسطين التاريخية.

علماً أن أمريكا هي أول دولة اعترفت بهذه المُستعمرة لتمكين هذه المُستعمرة من امتلاك السطوة العسكرية في الشرق الأوسط، وأن قاعدة تقرير المصير لا يُمكن تطبيقها على فلسطين وشعبها لأن فلسطين كلها تُمثّل أرض الميعاد ملك لليهود وبهذا ربطت السياسة الأمريكية بمختلف إداراتها مصير اليهود بمستقبل فلسطين.

بأن يُحتَفَظ بفلسطين كملجأ نهائي ليهود العالم، وأن التفوق العسكري لهذه المُستعمرة إنما هو للحفاظ على المصالح الأمريكية وحمايتها الذي يُجَنّب أمريكا طريق الصعاب، وإن أول إلتزام أمريكي للمسألة اليهودية في فلسطين تَبَنَّى التقارير الموضوعية لمصالح أمريكا في الشرق الأوسط هو أمن المُستعمرة الإسرائيلية في السياسة الخارجية الأمريكية فلم يكن هناك خلاف بين الصهاينة، والقوميين الأمريكيين بالتزام الرئاسة الأمريكية بمفهوم أمن إسرائيل في الإستراتيجية الأمريكية التي تقول وتقود إلى سياسة التفوق الإسرائيلي بالانحياز الأمريكي للبرنامج الصهيوني في فلسطين بالإضافة إلى السياسات الأمريكية الكلية التي ستنجم عن معظم الرؤساء الأمريكيين من جمهوريين وديمقراطيين إزاء فلسطين والاذعان للصهيونية عن إيمان راسخ كواقع ديناميكي لم يكن مهتماً بالعالم العربي إلا من خلال المصلحة الأمريكية.

إن الإعتراف بفلسطين دولة بهودية هو برنامج عمل للسياسة الأمريكية ويتجسد هذا في التوصيات الصريحة لإعطاء الأولوية لكل رئيس أمريكي منتخب ضمان أمن المُستعمرة الإسرائيلية بلا أدنى اعتبار لحق شعبنا الفلسطيني وأن فلسطين يجب الإعتراف بها دولة يهودية القومية وهنا تظهر جميع الإدارات الأمريكية المتعاقبة مُخادعة لا يُؤتمن جانبها خصوصاً أنها لا تُظهر أية إيجابية بصدد القضية الفلسطينية، وهذا يُعد استسلام كامل لمتطلبات المُستعمرة، والكيل بمكيالين، وكذلك مُتطلبات الصهاينة من جميع القوميات بما فيهم الصهاينة العرب من خلال التطبيع مع المُستعمرة الإسرائيلية في يهودية الدولة، وهي ارتباط وثيق لاستقرار منطقة الشرق الأوسط، وليس مُستبعداً أن تُفصح الإستراتيجية على بناء فلسطين كومنولث يهودي كلياً صميمياً في بناء ديموقراطية يهودية تسود الوطن العربي الكبير تُحدد هذا الهدف الصهيوني بعد الإنتصار أو تفكيك الحلف الروسي-الصيني.

إن الوحدة الوطنية الفلسطينية والإلتزام بالذهاب إلى الإنتخابات البلدية والتشريعية والرئاسية، تُنهي الإنقسام البغيض هو جزء هام من الأسلحة الفلسطينية الشرعية لإفشال هذه المُخططات الإسرائيلية المُدمرة للقضية الفلسطينية.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا