بقلم: عـبد الله نمر أبو الـكاس ،،
حدث ما توقعته أمــريكا وحذرت منه هي وشركاؤها ، من غزو روسي لدولة أوكرانيا ، بعد أن ورطت أمريكا الأوكران في هذه المعركة الغير متكافئة وتركتهم يواجهون مصيرهم لوحدهم ، والعالم بات يترقب ويتابع مجريات هذه الأزمة ومآلاتها ،، وإلى أين ستصل في نهاية المطاف ،، وسط تساؤل أصبح يطفو على سطحها ،، وهو هل ستقود هذه الأزمة إلى حرب عالمية ثالثة ؟؟ وإن حدثت بالفعل هل ستكون حربا تقليدية أم نووية ؟؟
في خضم هذه الأزمة يتوقع بعض المحللين والمتابعين لها أنه ومن المحتمل أن تتطور هذه الأزمة ، ويمكن أن تقود لحرب عالمية ثالثة تكون مختلفة ، وفرص احتمالات أن تكون حرب نووية كبيرة جدا ،، وهذا متوقف على تدخل بعض الدول بشكل عسكري مباشر في الحرب الدائرة ،، وجنبا إلى جنب مع أوكرانيا ، خاصة حلف الناتو أو الولايات المتحدة الأمريكية .
فأمر الحديث عن الحرب النووية لم يعد مقتصر على توقعات المحللين أو المتابعين ،، بل تعداهم ذلك الأمر ،، خاصة مع أطراف الأزمة ، والمهتمين بها من دول أوروبا الذين لم يستبعدوا هذه الفرضية ، وسط تلميحات صدرت بهذا الخصوص .
فبين الفينة والأخرى يخرج علينا أطراف هذه الدول المتناحرة والأخرى المتعاطفة مع دولة أوكرانيا بتصريحات من هذا القبيل ،، منها إصدار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوامره بوضع قوات الردع الإستراتيجي في حالة تأهب لاستخدام السلاح النووي ، وهذا التهديد قد يؤخذ على محمل الجد من قبل بعض الدول وحلف الناتو ، وقد قابله بعض ردود من بعض الدول بأنهم مستعدين لذلك .
كذلك ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف واوردته بعض المواقع ومنها موقع والا العبري أنه في حالة اندلاع الحرب العالمية الثالثة ، فإنها ستشمل أسلحة نووية وتكون مدمرة وروسيا لن تبدأها .
وفي ذات السياق كان هناك تصريحات أدلت بها المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا لإذاعة W Radio الكولومبية الأربعاء الماضي 2022-3-2 أكدت خلالها أن موسكو لا تريد تحقيق سيناريو (الضغط على الزر النووي) في علاقاتها مع الغرب تحت أي ظرف .
وعلى الاتجاه الاخر وفي إحدى التصريحات للرئيس الأمريكي جو بايدن للصحافين وتعقيبا على الغزو الروسي لاوكرانيا ، مخاطبا الشعب الأمريكي بأن لا يقلقوا بشأن الحرب النووية ، في تلميح واضح وصريح أن نشوب أي حرب عالمية ممكن أن تكون نووية ، وهي متوقعة ورهن المتغيرات والتطورات الميدانية .
ونُشر على بعض المواقع الإخبارية بأن كوريا الشمالية تستعد للحرب إلى جانب روسيا ، حيث طالب الحزب الحاكم في كوريا الشمالية جميع المسؤولين ،، بالاستعداد للتعبئة وحتى للحرب ،، عقب تدهور العلاقات بين روسيا والدول الغربية على خلفية عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
وتناقلت أيضاً بعض المواقع خبرا لا يعرف مدى صحته نسب لزعيم كوريا الشمالية كيم جون أونغ مفاده بأن كوريا الشمالية لن تترك روسيا وحدها وسوف تدخل الحرب بجانبها إذا تدخلت أمريكا ، حيث اعتبرت كوريا الشمالية أن الولايات المتحدة هي السبب الرئيسي للأزمة الأوكرانية، وذلك في أول رد فعل رسمي تعلنه بعد الغزو الروسي لأوكرانيا ،، وعلى كل الأحوال فإن دخول كوريا المعركة بجانب روسيا سيحتمل هذا التدخل استخدامات الأسلحة الباليستية .
تصريح أخر صدر عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خلال مؤتمر صحفي عقده الخميس الماضي 3 آذار 2022 زعم فيه أن وزيرة خارجية بريطانيا هددت بإستخدام النووي ضد روسيا .
كل هذه التصريحات والتقولات ، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ، أن موضوع الحرب العالمية الثالثة وارد وفي حال حدتث ، فلن تكون تقليدية ، وستحمل فرضية استخدام الأسلحة النووية فيها ، خاصة أنه وإن قرعت طبول الحرب ستتشكل تحالفات واصطفافات دولية ضد روسيا واخرى معها أهمها تحالفها مع الصين ، التي وُقعت بينهما إتفاقيات مهمة ، حول التعاون العسكري والتقني ،، وأيضا كوريا الشمالية ،، ودول أخرى تمتلك أسلحة نووية ،، وستظل هذه السيناريوهات مطروحة ومتوقع تحقيقها من عدمه مرهون بتصاعد وتيرة الأزمة عسكرياً ، وعدم إحراز أي تقدم في الحوارات التي حدثت بين الوفدين في منطقة غوميل الحدودية بدولة بيلاروسيا الجارة لاوكرانيا وعلى مدار عدة أيـام ،، والبقاء على التحريض الأمريكي المستمر على روسيا واستفزازها مع حلف شمال الأطلسي ، وتدفق الأسلحة الأوروبية والأمريكية لأوكــرانـيـا .
