خبراء: جيش أوكرانيا ليس لقمة سائغة

كتب ضابط الصف الأسبق في القوات الأمريكية الخاصة ستيف بالسترييري أن ارتكاب الروس عدداً من الأخطاء التكتيكية المهمة خلال اجتياح أوكرانيا هو أمر واضح. وهذا يفسر سبب تعطل جدولهم الزمني بشدة خصوصاً في الشمال، حيث كانوا عالقين تقريباً في المواقع نفسها منذ بداية الأسبوع الماضي.

لقد قللوا كثيراً من حجم متطلباتهم اللوجستية وقد نفد الوقود من آلياتهم العسكرية فتم التخلي عنها. كذلك، توقف الرتل الطويل من المركبات المتوجهة إلى كييف. ولم يستخدم الروس أصولهم الجوية بالكامل كما أن القوة الجوية الأوكرانية التي ظنوا أنه قضي عليها من الأجواء خلال الأيام القليلة الأولى على المعركة، لا تزال حيوية بالرغم من أنها صغيرة.

الخطأ الأكبر
ذكر بالسترييري في موقع “1945” أن أكبر خطأ ارتكبه الروس هو التقليل من شأن القوات الأوكرانية المسلحة حيث فوجئوا بحجم المقاومة التي واجهوها في أوكرانيا. توقعت موسكو أن تستسلم أوكرانيا وقال العديد من المجندين الروس الذين وقعوا في الأسر إنهم توقعوا أن يرحب بهم الأوكرانيون وأذرعهم مفتوحة.
وبينما قد يسود الجيش الروسي في نهاية المطاف بفعل تمتعه بالعدد الأكبر من الجنود والمدرعات والمدفعية والمقاتلات، فإن الاستراتيجية العسكرية الأوكرانية التي تلقت مساعدة من الهواة وسكان المدن المحليين الذين تدربوا بشكل بدائي أو لم يتدربوا حتى، ألحقت خسائر في صفوف القوات الروسية. لقد كانت القوات الأوكرانية مثلاً حقيقياً عن قول مأثور من الحرب العالمية الثانية: “بندقية خلف كل ورقة عشب”.

كيف تعلمت أوكرانيا محاربة روسيا
على الأرجح، تأخذ الاستراتيجية الأوكرانية الكثير من تكتيكاتها من قوات العمليات الخاصة الأوكرانية الأمريكية المشتركة التي خيضت طوال سنوات عدة في مركز يافوريف للتدريب على القتال بالقرب من مدينة لفيف في غرب أوكرانيا. وتعلم الأوكرانيون بعض الدروس الصعبة من ضم روسيا القرم سنة 2014 وكانوا يستعدون في نهاية المطاف لما يحصل حالياً.
لقد أسس الأوكرانيون قيادتهم للعمليات الخاصة (سوكوم) في 2015، أي بعد فترة قصيرة على التطورات في القرم. تتكون هذه القيادة من أربعة أفواج وأربع وحدات عسكرية وثلاث وحدات بحرية إلى جانب موقعين للتدريب. وتفيد التقارير أن قوتها المعلنة هي ألفا جندي.

بصماتها
بالرغم من أن الإشارة إلى القوات الأوكرانية الخاصة كانت غائبة بشكل شبه تام عن الأخبار، تبقى بصماتها موجودة في المقاومة التي شهدتها البلاد. بالنظر إلى أن تلك القوات الأوكرانية تلقت تدريبات على يد الأمريكيين، تم إرسالها لاختيار وحدات نظامية لتقاسم خبرتها حول ما تعلمته وحول شكل الاستراتيجية. تدربت القبعات الخضراء مع نظيراتها الأوكرانية وطورت قوة عصرية مع ممارسات وتجهيزات تتماشى مع عناصر قوات العمليات الخاصة التابعة لحلف شمال الأطلسي.
علاوة على ذلك، وقعت أوكرانيا على رسالة نوايا بهدف ترسيخ هذا التماشي وتحويل قواتها الخاصة إلى جزء من قوة الاستجابة الأطلسية في إطار سعيها للحصول على العضوية في الناتو. هي ترتدي ملابس متشابهة وتحظى بتجهيزات شبيهة جداً بتجهيزات نظيرتها الأطلسية.

أوكرانيا ستقاوم روسيا
في حين أن الأوكرانيين لم ينشروا خططهم المقاومة، بإمكان المرء توقع لا أن تستمر جهودهم المقاومة وحسب بل أن تتصاعد في حال استيلاء روسيا على البلاد. وسئل بالسترييري عن تأمين حجم صغير من المعلومات بشأن الخطط التي قد يطبقها عناصر قوات العمليات الخاصة. ويبدو أن الكثير منها يتحقق فعلاً بحسب الكاتب نفسه.
كما هو الأمر مع أي حركة مقاومة، تحتاج أوكرانيا إلى حدود ودية حيث بإمكانها الحصول على الأسلحة والذخائر والتجهيزات. وهذه الحدود وفيرة في غرب أوكرانيا مع بولندا وسلوفاكيا والمجر حيث تستطيع قوات الناتو لا الإبقاء على الإمدادات وحسب بل أيضاً تقديم الملاذ لوحدات حرب العصابات التي تقاتل الاحتلال الروسي. وستكون حرب المعلومات مهمة. تقمع روسيا الأخبار التي لا توافق عليها الدولة، لكن التضليل الذي تنشره يمكن أن يكون قابلاً للسيطرة عليه عبر التقارير الصادرة عن عناصر المقاومة الأوكرانية.

المصدر: 24 الاماراتي

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا