الرئيسيةأخباراسرائيليةمعاريف: بين الإرث البيبي والسير إلى المجهول ..!

معاريف: بين الإرث البيبي والسير إلى المجهول ..!

تدور رحى الحرب اليوم بين أخيار ضد أشرار، وقد نرى ونشعر كيف يعمل شرير متوحش تجاه مدنيين. وتعد هذه فرصة لدولة إسرائيل، الموصومة بارتكاب أعمال وحشية على المستوى اليومي، لتكون في الجانب الخير من البشرية، الذي يسمى كذلك الجانب الصحيح من التاريخ، ولكنها فرصة ستفوتها دولة إسرائيل على ما يبدو، وبعد ذلك سنتباهى ببادرات طيبة لدعم إنساني، مع وجود رئيس وزراء يتنقل في العالم لإنقاذ أحدهم، ولكنها دولة تختفي حين تكون مطالبة بالقيام بالفعل الصحيح.

بالمناسبة، حين يحدث بينيت صوتاً سياسياً دولياً، فهذا “على ما يرام”، كي يواصل سحق نتنياهو والبيبية، بل ولعله يقطع لنفسه بطاقة انتخابية في الاستطلاعات التالية، وهذا الحراك شبه الدبلوماسي يفترض أن يكون أكثر من مجرد “على ما يرام”، وربما كفيل بتمديد الشراكة الائتلافية. غير أن حكومة بينيت تصر على مواصلة سياسة الكتلة البيئية، بدءاً من الهجمات على سوريا إلى المصاعب التي تراكمها أمام اللاجئين الأوكرانيين. فضلاً عن أن إسرائيل (باستثناء مقاطعة التحويلات والخوف من البنوك الأمريكية) تكاد لا تسهم في حرب العقوبات. تماماً مثل دكتاتوريات إيران والصين وكوريا الشمالية. وكل ذلك بسبب “المصالح” الأمنية حيال الروس.

يقال لنا إن الهجمات ضد سوريا تستوجب موافقة روسية، أي إذا لم تكن موافقة روسية فسيسيطر الإيرانيون على سوريا، وعندها “راحت علينا”. يدور الحديث ببساطة عن ترهات تستهدف استغباء الجمهور. إسرائيل في هذه المرحلة، تخدم مصلحة بوتين الذي يريد لسوريا أن تكون متعلقة به. من جهته، فلنبِد الإيرانيين، وماذا تعرفون؟ لا يهمهم قتل سوريين، وتبلغني مصادر سرية بأن بوتين لا يهمه قتل يهود أيضاً.

من حيث المبدأ، الحرب في سوريا، كما كانت في مصر ولبنان والضفة والقطاع، ستنتهي في موعد ما بوقف نار ما، وبسؤال: ما الذي فعلناه هناك؟ هاجمنا وسائل قتالية؟ حسب فهمي لمنظومة العلاقات الدولية، مسموح للدول –حتى الظلامية– أن تتزود بالسلاح، وماذا في ذلك؟ السوريون والإيرانيون سيهاجموننا بمبادرتهم من حدود سوريا؟ لماذا؟ لنتنياهو وشركائه حلول، وبينيت هو الآخر يفترض أن يجيب عن هذا السؤال وهو يتملص بالمعاذير العادية “إيران إيران”.

كما أن التخوف من الضرر الاقتصادي عقب الانضمام للعالم المتنور في حرب العقوبات مبالغ به جداً هو الآخر؛ فإجمالي التجارة الإسرائيلية مع روسيا في 2021 كانت نحو مليار دولار الذي هو أقل من 1 في المئة من التصدير السنوي، و2.5 مليار دولار استيراد، نحو 2 في المئة من الاستيراد. ولا تزال الحكومة في هذه الأثناء تتذبذب وكأنها لم تشف بعد من تلك السياسة السامة التي سلكها نتنياهو وشركاؤه. وتتصرف كأنها لم تقرر بعد ما الذي تريد عمله حتى لو لم تنمُ. بينيت يشد يميناً، ولبيد يشد يساراً، وغانتس مرة هنا وأخرى هناك، لكن لا أحد منهم يملك قوة الجذب التي تجعل الحكومة تهبط على أرض الواقع وتنفذ التغيير الموعود واللازم.

بقلم: ران أدليست – معاريف 9/3/2022

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا