الرئيسيةمختاراتمقالاتجرحـانا البواسل ،، في يـومـكم الوطني ،، ستظل دِمَاءَكُمْ الـنازفة وقـوداً للـثورة...

جرحـانا البواسل ،، في يـومـكم الوطني ،، ستظل دِمَاءَكُمْ الـنازفة وقـوداً للـثورة ،، ومشعـلاً للـحرية ..

بقلم: عبد الله نمر أبو الكاس ،،

يطلُ علينا شهر مـارس أذار من كـل عـام ،، ذلك الشهر الحافل بالمناسبات الوطنية الملتصقة بثورثنا الفلسطينية ،، ومناسبات أخرى هامة لا يمكن أن يغفل عن ذكرها أحد أو يمر عنها مرور الكرام ،، ومن أهـم هذه المناسبات الوطنية في هذا الشهر الزاخر بها ،، ألا وهي مناسبة اليـوم الوطني للـجـريح الفلسطيني ،، حيث يعد الجريح الفلسطيني أحد أركـان ثلاثة وأساسية مكونة لثورثنا الفلسطينية ، وأيقونتها النضالية مع يوم الشهيد ،، والأسير ،، وإضافة لمكونات أخرى متعددة لأوجه النضال الفلسطيني والتضحيات .

هذه المناسبة التي تعود علينا الـيوم ،، في الثالث عشر من هذا الشهر وفي كل عام يجدد خلالها شعبنا ويؤكـد مرة تلو المرة بأن الجريح الفلسطيني هو أساس في مسيرتنا الكفاحية ،، ولم تكن يوم ذكراه مجرد احتفالية ،، تنظم خلالها المهرجانات والخطابات والشعارات ،، بل هي مناسبة وطنية بإمتياز تذكرنا بجرائم الاحتلال المستمرة ونازيته بحق أبناء شعبنا الفلسطيني ،، وتعبيرا عن مدى التقدير ،، وعمق الوفاء لتلك الشريحة المناضلة من أبناء شعبنا ،، والتي جادت بدمها الطاهر ،، وروت ثرى أرض فلسطين ،، لتنبت لنا زهر الحنون ،، وشقائق النعمان ،، فتلك الدماء التي سالت ولازالت تسيل شكلت وقوداً ، ودافعاً لإستمرار ثورثنا الفلسطينية المعاصرة ،، ومشعلاً لحريته ، يضيء لنا الطريق ،، حتى نصل إلى تحقيق أهدافنا الوطنية المتمثلة بالحرية والإستقلال ،، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .

فهذه اللوحة الفسيفسائية النضالية والتي تشكلت في عمر قضيتنا الوطنية الفلسطينية بثلاثية ( الشهيد ، والجريح ، والأسير ) هي عناوين وأشكال للتضحية ،، والفداء ،، والبطولة ،، وهي قلب الثورة النابض ،، وشاهدها الحي على جرائم العدو الصهيوني ضد شعبنا الفلسطيني البطل ،، والمدافع عن تراب وطنه المغتصب ،، وعدالة قضيته وسط مجتمع دولي ظالم لا يحرك ساكناً أمام جرائم هذا المحتل النازي .

هذا اليوم الذي يعتز به كل شعبنا الفلسطيني ويحييه ، وهي ذكرى لجُـرح دَمُه لازال نازف ، يعد يوما وطنياً ، تكريماً وتقديراً لنضالاتهم وتضحياتهم الجسام لما بذلوه ويبذلوه من أجل وطنهم فلسطين ،، والذي أكده الرئيس الخالد فينا ياسر عرفات بمرسوماً بتاريخ 13/3/1968يعتبر فيه تاريخ الثالث عشر من آذار يوماً وطنياَ للجريح الفلسطيني اعترافاً بتضحياتهم .

كما ووفاءًا لهم وللشهداء الأكرم منا جميعاً أنشأت منظمة التحرير الفلسطينية مؤسسة خاصة لرعاية أسر الشهداء والجرحى لترعاهم ، وتتكفل بكل شئونهم ، وعلاجهم وتصرف لهم مخصصات شهرية ولكافة جرحى الثورة الفلسطينية من أبناء شعبنا ،، وأبناء الفصائل المنضوية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية ، بل تعدى ذلك كافة الجرحى من كل فصائل العمل الوطني والإسلامي ،، وفي كل أماكن تواجد أبناء شعبنا الفلسطيني .

واستكمالاً لواجب الوفاء أيضاً تجاههم وتجاه شهدائنا وأسرانا ، واعترافاً بهذه التضحيات كان لحركة فتـح دور مهم تجاه الجرحى بشكل عام ، وجرحى الحركة على وجه الخصوص ،، من خلال إحداث أجسام حركية ومفوضيات تُعنى بشئونهم واحتياجاتهم كمفوضية الشهداء والجرحى والأسرى ،، هذه المفوضية التي تواصل الليل بالنهار لمتابعة أحوالهم والتواصل معهم ومع ذويهم ،، وأيضاً كان هناك تشكيل لمكتب حركي خاص بالجرحى ومنذ تشكيله بات لا يألوا جهداً في تقديم الخدمة لهؤلاء الجرحى ،، ويتألف من جرحى الحركة أنفسهم ليمثلوا هذه الشريحة ، ويقفوا عند احتياجاتهم وشؤونهم وتسهيل أمورهم قدر الإمكان ، وأصبح هذا المكتب ملاذاً أمناً لجرحى حركة فتح الأكثر عددا من بين جرحى أبناء شعبنا ، ويساندهم ويؤازرهم ويقف بجانبهم ليتمكنوا من مواجهة الصعاب والتحديات المفروضة ،، خاصة اليوم في ظل الإرتفاع المتزايد والملحوظ لأعدادهم ،، وتنوع إصابتهم كما وثقتها الجهات والمؤسسات الرسمية الفلسطينية مثل جهاز الإحصاء المركزي ،، ووزارة الصحة ،، ومؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى بعد كل اعتداءات صهيونية متكررة ومستمرة على شعبنا الفلسطيني .

إن هذه المناسبة الوطنية كما المناسبات الأخرى تستدعي من الجميع العمل والتكاثف على كافة الصعد ومنها الدولية من خلال ايصال رسالة للمجتمع الدولي للجم عنجهية العدوان الإسرائيلي بحق شعبنا من قتل وجرح وأسر ودمار وتشريد ،، والكف عن اتباع سياسة الكيل بمكيالين تجاه ما نتعرض له ، وأيضاً لنقول للعالم الظالم كُفوا أيدي الجيش الاسرائيلي عن شعبنا ،، وأوقفوا دعمكم المالي والعسكري ،، فصواريخكم وقنابلكم المحرمة دولياً هي التي تقتل وتفتك وتصيب شعبنا وتسقط على رؤوس الآمنين العُزل .

فهل يقبل المجتمع الدولي المتحضر والمدافع عن حقوق الإنسان والذي يرفض اليوم ويندد بالعدوان الروسي على الشعب الأوكراني أن يُمارس عدوان بنفس الطريقة والإسلوب من قبل الاحتلال الإسرائيلي على شعبنا الفلسطيني ،، ومنذ أكثر من سبعة عقود ؟؟ فصمتكم شكل الضوء الأخضر لكيان الاحتلال لأن يوُغل أكثر في الدم الفلسطيني ، ويُظهر لنا بأنكم شركاء مع الاحتلال ضد شعبنا والتسبب بالزيادة المستمرة لعدد الإصابات والجرحى في المجتمع الفلسطيني ، وبإصابات بالغة ومختلفة كبتر للأطراف السفلية ، والأيدي وإحداث حالات عجز وعاهات مستديمة ، وإعاقات بنسب عالية في المجتمع .

وكما يتوجب على القيادة الفلسطينية مضاعفة جهودها من أجل مقاضاة قادة العدو الصهيوني أمام المحاكم الدولية والمحكمة الجنائية الدولية بحق ما إرتكبه الاحتلال من جرائم إبادة واعتداء ، واستخدام أسلحة محرمة دولية ، والمطالبة بتعويض عادل لهؤلاء الجرحى عما لحقهم من أذى وضرر بليغ .

ورسالة للحكومة الفلسطينية ،، والمؤسسات الأهلية والمجتمعية ،، بإيلاء هؤلاء الأبطال بالغ الاهتمام ، وتقديم ما يلزم لهم من الدعم ، والعلاج ، وكل وسائل التأهيل والراحة ، والرعاية ، والعناية ، وتوفير لهم كل مقومات وسبل الحياة الكريمة من باب الوفاء لهم ،، والإعتراف بتضحياتهم ليتمكنوا من الاندماج في المجتمع والعودة للحياة من جديد .

ورسالة هامة أيضا للكل الوطني الفلسطيني وفصائله بأنه يتوجب عليكم المحافظة على هذه الدماء الزكية ،، ويكون الحفاظ عليها من خلال تحقيق وحدتنا الوطنية الشاملة ،، وعقد مصالحة وطنية فلسطينية ،، تترجم على أرض الواقع ،، من شأنها أن تعيد لكل هذه التضحيات والدماء النازفة الاعتبار والاحترام ،، وإلا ستلعننا كل دماء الشهداء والجرحى التي نتغنى بها ليل نهار ،، والتي نزفت ،، وستنزف مرة أخرى من أجل فلسطين وعاصمتها القدس الشريف .

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا