الرئيسيةمختاراتتقارير وتحقيقاتاريج الجعبري.. حامية "واد الحصين" ودرعه

اريج الجعبري.. حامية “واد الحصين” ودرعه

في الخليل القديمة، وتحديدا في حي “واد الحصين” القريب من الحرم الابراهيمي الشريف، والذي يفصله سبعة حواجز عسكرية عن محيطه، ويحاصره سياج مستوطنة “كريات أربع”، والبؤر الاستيطانية، يدفع أهالي الحي، كل يوم وكل ساعة، ثمنا باهظا لصمودهم في منازلهم المعزولة التي حولتها نقاط المراقبة وحواجز التفتيش الإسرائيلية الى سجون صغيرة.. يعانون الويلات من المستوطنين الذين يتأهبون على الدوام للقتل.

هناك، تراقب اريج الجعبري، احدى ساكنات الحي، عن كثب تحركات الجنود المدججين بالبنادق و”زعران” المستوطنين المسلحين بالعنصرية، في محاولة منها لحماية ابنائها في طريقهم لمدارسهم.

“منذ مغادرتهم المنزل وتخطيهم للحواجز العسكرية وتجمعات المستوطنين، لا تغيب عيني عنهم وأظل بانتظارهم على جمر مبتهلا الى الله أن ينجيهم من شرور المستوطنين الى أن يعودوا من مدارسهم ويدخلوا المنزل” قالت الجعبري.

وتضيف الجعبري “يوميا يتعرض الاطفال للاعتداء والضرب والاستجواب والاعتقال دون ذنب، مناظر تقشعر لها الابدان.. مستوطنون وجنود يتنمرون على أطفال في صفوفهم الأولى، يعتدون عليهم ويعتقلونهم لأيام لإجبار اهاليهم على دفع غرامات مالية للإفراج عنهم، وإقرار تعهدات بعدم المساس بالمستوطنين.

وفي “واد الحصين”، يحرم المواطنون من كافة الخدمات، ويمنعون من الدخول بمركباتهم الى الحي، ويعيشون تحت وطأة الخوف الدائم، وينامون بعيون نصف مفتوحة، ذلك أن مكروه المستوطنين قد يقع في كل لحظة.

الأم اريج الجعبري، اشارت الى انها في عام 2007 اخذت بتوثيق الاعتداءات على طلاب المدارس مع مركز “بتسيلم” لحقوق الانسان لفضح جرائم الاحتلال على الحواجز العسكرية في “واد الحصين”، وخصوصا اتجاه طلبة مدرستي المتنبي، والابراهيمية.

وقالت: ذات يوم كان ابني مريضا وذهب الى مدرسة الأيوبية عن طريق حاجز الحرم، لتقديم امتحان الشهرين، واخبرتني جارتي انه محتجز على الحاجز، وذهبت اركض لتوثيق الحدث، ولكن منعني الاحتلال من ذلك.. وبقي على الحاجز وهو مريض أكثر من أربع ساعات، وحققوا معه وساوموه على التبليغ عن الأطفال والطلاب الذين يرشقون الجيش بالحجارة.

وأضافت: كان ابني مرعوبا، وبقي لأشهر يعاني من اضطرابات نفسية، يستيقظ مفزوعا ويعاني من اضطرابات في النوم، ويخاف من بطش الجيش وعربدة المستوطنين.

ممارسات وإجراءات الاحتلال المجنونة في “واد الحصين”، تقول الجعبري، دفع بعض أهالي الحي الى حرمان بناتهم من تلقي تعليمهن، خوفا عليهن من التعرض لاعتداءات المستوطنين وهن في طريقهن لمدارسهن، مستذكرة حادثة وقعت مع ابنها عندما كان عمره 13 عاما، هو وابنة الجيران بينما كانا ذاهبين الى المدرسة، حيث أشهر أحد الجنود سلاحه على الطفلين وأمرهما بوضع حقائبهما على الأرض تمهيدا لقتلهما بحجة عملية طعن، وهو ذات الأمر الذي حدث مع ابن خالتها أحد ضحايا تطرف المستوطنين الشهيد وائل الجعبري ( 34 عاما،) الذي كان يعمل في الليل في أحد المصانع وأطلق احد المستوطنين النار عليه ووضع بالقرب منه سكينا، وما زال جثمانه محتجزا الى اليوم.

تقول الجعبري، هنا ارض الرباط ونحن حُماتها ودروعها، نودع الخارج على انه مفقود.. ونستقبل العائد على انه مولود.

وحكاية حي “واد الحصين” ومعاناة سكانه، هي ذات الحكاية للأهالي القاطنين في المناطق المغلقة القريبة من الحرم الابراهيمي، وفي حي النصارى، وحارات الجعبري، والسلايمة، وجابر، وتل الرميدة.. وهي أحياء تمثل وقاطنيها خط الدفاع الأول عن مدينة الخليل.

وفا- أمل حرب

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا