الرئيسيةمختاراتمقالاتهل ينتصر المسلمين لدينهم وقدسهم ضمن مراجعة حساباتهم بمناسبة حلول عيد الفطر...

هل ينتصر المسلمين لدينهم وقدسهم ضمن مراجعة حساباتهم بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد

بقلم: المحامي علي ابوحبله

لأن المسجد الأقصى محتل فهو في خطر، وإذا ظل محتلاً فسيبقى في خطر، ولن يزول عنه هذا الخطر إلا إذا زال عنه الاحتلال الإسرائيلي ، ولأن القدس التي تحتضن المسجد الأقصى محتلة فهي في خطر، ولا يمكن الفصل بين الخطر الذي يحاصر المسجد الأقصى اليوم وبين الخطر الذي يحاصر القدس، حيث أن هذا الخطر واحد ومصدره واحد وهو الاحتلال الإسرائيلي، والهدف الأخير في حسابات هذا الاحتلال لا يكتمل إلا إذا قام بتهويد القدس وبناء هيكل أسطوري على حساب المسجد الأقصى.
لذلك يقول دافيد بن غوريون أحد قادة المشروع الصهيوني التاريخيين الذي ساهم بوضع استراتيجيات الاحتلال الإسرائيلي يقول: ((لا قيمة لإسرائيل بدون القدس ولا قيمة للقدس بدون الهيكل)).
وإن تهويد القدس يعني في حسابات الاحتلال الإسرائيلي الاستفراد بالمسجد الأقصى، وان الاستفراد بالمسجد الأقصى هو مقدمة ضرورية في حسابات الاحتلال الإسرائيلي للسيطرة المطلقة عليه، وإلغاء أية سيادة إسلامية عليه، ثم بناء هيكل أسطوري على حسابه.
وحتى لا نـُخدع علينا أن نعلم أن بناء هيكل أسطوري على حساب المسجد الأقصى هو محل إجماع عند المحافظين الجدد في أمريكا أو من يُعرفون باسم \”البروتستانت الصهيونيين\” فهم يؤمنون أن هدم المسجد الأقصى ثم بناء هيكل أسطوري يعني التعجيل بوقوع معركة \”هار مجدون\”.
المسجد الأقصى يواجه عداء من قبل المشروع الصهيوني، ويواجه عداء آخر من قبل المحافظين الجدد، وهو بذلك بين فكي كماشة، وهذا ما يضاعف الخطر عليه يوما بعد يوم.
وحتى لا نـُخدع علينا أن نعلم أن الذي يواصل الاعتداء على المسجد الأقصى اليوم هو ليس كما يـُقال مجرد عدد قليل من المتطرفين اليهود، بل الذي يواصل هذا الاعتداء هي نفس المؤسسة الإسرائيلية الرسمية المحتلة، فقد تمادت بعدائها بعد سيطرتها على كل أبواب المسجد الأقصى، وها هي اليوم تفرض سيطرتها بالكامل على كل ما يدور في المسجد الأقصى يومياً، لدرجة أنها باتت تمنع إدخال مواد أعمار ضرورية إلى المسجد الأقصى، أقامت كنيساً يهودياً في الأنفاق الواقعة تحت المسجد الأقصى.، وأقامت متحفاً إسرائيلياً في الأنفاق الواقعة تحت المسجد الأقصى.
وهي التي سيطرت على المدرسة التنكزية أحدى أبنية المسجد الأقصى بعد عام 1967م، ثم حّولت مصلاها الذي هو أحد مصليات المسجد الأقصى حولته إلى كنيس يهودي. نصبت الكثير من الكاميرات العلنية أو السرية عند كل باب من أبواب المسجد الأقصى وباتت ترصد كل حركات أهلنا في داخل المسجد.
وهي التي لا تزال تقتحم المسجد الأقصى يومياً بواسطة مخابراتها وجنودها ومجنداتها وقواتها الخاصة وباتت هذه القوات تدخل بلا رادع إلى قبة الصخرة والمسجد الأقصى والمصلى المر واني وتمر من أمام المصلين والمصليات بل وتعتقل المصلين في الكثير من الأحيان.
وهي التي باتت تفرض إدخال المجتمع الإسرائيلي بالقوة إلى المسجد الأقصى، وتوفير الحماية لهم حتى يؤدوا طقوسهم في داخل المسجد الأقصى. وتستمر بلا هوادة ولا حسبان بفرض إدخال آلاف السائحين والسائحات شبه العراة بالقوة إلى المسجد الأقصى يومياً.
وهي توفر الحماية حتى الآن للجمعيات اليهودية المتطرفة التي باتت تضم جهودها المدمرة إلى جهود المؤسسة الإسرائيلية المحتلة المدمرة بهدف تهويد القدس وبناء هيكل أسطوري على حساب المسجد الأقصى، وعدد هذه الجمعيات كبير ومن أشهرها ((إلعاد، عطرات كوهنيم، أمناء الهيكل)).
في ظل هذه المخاطر يأتي عيد الفطر السعيد وحال امتنا العربية والاسلاميه للأسف يزداد سوءا وتدهورا ، وان اخطر ما وصلت إليه الحالة العربية المزرية خنوعها واستسلامها للمخطط الصهيوني وهرولة العديد من هذه الدول للتطبيع مع إسرائيل وبدلا من استجماع القوى وتوحيد الموقف العربي لممارسة ضغوطه على الكيان الغاصب المحتل لفلسطين الجغرافية والقدس

إلا أن هذه الضغوط توجه على الشعب الفلسطيني في محاصرته اقتصاديا وماليا ضمن محاولات فرض حلول بشروط إسرائيليه ضمن عملية التسويق للحل مع إسرائيل وفق رؤيا إسرائيليه ، ونحن نستقبل عيد الفطر السعيد فإننا نستذكر حالنا وواقعنا وماساتنا مع أنفسنا وتنكرنا لمصالحنا وذاتنا لخدمة أهداف الغير ضمن مخطط تدمير مقومات ديننا الإسلامي الحنيف وتشويه صورة الإسلام السمحة وتساوقنا مع شعار أن الإسلام هو الإرهاب مع أن هذا المفهوم هو تكريس لأنظمه انخرطت في مشروع وتحريف صورة الإسلام بمعناه الحقيقي وهو الإسلام الوسطي المعتدل ” وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ” وقوله تعالى ” كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون ( 111)
تبدل حالنا وتغيرت مفاهيمنا وأصبحنا نجنح للتعصب والقبلية المقيتة البغيضة وخرجنا عن أهداف وتعاليم إسلامنا الحنيف بحيث لم نبقي من الإسلام إلا اسمه بفعل الصراعات والدمار الذي يلحق بآلامه العربية والاسلاميه
نستقبل العيد ونبتهل إلى الله سبحانه وتعالى أن يغير حالنا بأحسن حال وان يلهمنا العزيمة والقوه للانتصار على الفتن ما ظهر منها وما بطن وان يوحد امتنا العربية والاسلاميه وان يكون سلاحنا وقوام إصلاحنا قراننا العظيم بالالتزام بشرع الله وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وليكن لنا في قول الله سبحانه وتعالى العبرة والعظه حيث ان الله سبحانه وتعالى فضلنا على العالمين بقوله تعالى “﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3].
نسال الله الرحمة لكل شهدائنا ولكل أموات المسلمين والحرية لشهدائنا الأبرار وندعو الله بالمغفرة لوالدينا ومحبينا الذين نفتقدهم بكل عيد وندعو الله بالرحمة والشفاء لمرضانا ونتمنى أن يكون العيد مناسبة ومنطلقا لاستعادة وحدتنا وتوحيد جهودنا ومراجعة أوضاعنا لعل وعسى أن ننقذ أنفسنا من براثن التشرذم والفرقة ولعل وعسى أن يلهم كل مسئول لتصويب أولوية صراعه وان تكون القدس والأقصى أولوية الجميع سائلين أن تحرر في العيد القادم ليكتمل حلم المسلمين استنادا للحديث النبوي الشريف عن أبي هريرة قال قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم” لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ‏‏: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومسجد الأقصى ” رواه البخاري ‏ومسلم.‏
” اللهم حقق امانيننا وتطلعاتنا بنصر قريب يعيد الحقوق لأصحابها وينتصر المسلمين لدينهم وتطبيق شرع الله لتحقيق العدل والمساواة بين الجميع
وكل عام والجميع من أبناء ألامه العربيه و الاسلاميه بألف خير

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا