بقلم: حيمري البشير
حزين أنا اليوم باستشهاد الصحفية شرين، ولو أن الشهداء مصيرهم جنات الخلد.سقطت شرين أبوعاقلة برصاص الغدر الصهيوني وهي تغطي حقيقة الإنتهاكات الصهيونية المتواصلة في حق الشعب الفلسطيني. استهدفوها لأنها كانت تحمل بطاقة الصحافة. وأصبحت تحمل الآن بطاقة الشهادة. استشهدت الوديعة الصحفية اللامعة التي قاومت الإحتلال بالصورة الحية في كل شبر من فلسطين، دخلت ردهات الأمم المتحدة كأدلة إثبات بنشراتها وتغطيتها الإعلامية كشاهدة بالصوت والصورة على جرائم الإحتلال. قتلوك ظنا منهم أن الشعب الفلسطيني والأم الفلسطينية غير قادرة على إنجاب الملاييين من شيرين.
شيرين أبوعاقلة لم تمت، بل ستبقى في ذاكرة كل الشعوب العربية. شيرين استهدفوك غدرا لأنهم أحسوا بالهزيمة من خلال التغطيات الإعلامية التي أنجزتيها لفضح جرائهم. شيرين ستبقين حية ليس فقط في ذاكرة الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات، ولكن في ذاكرة الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج. والذين استهدفوك اليوم اعتقدوا أن بموتك ستموت القضية الفلسطينية، استشهادك اليوم هو نفس جديد للمقاومة ومواصلة المعركة.
استشهادك اليوم هو ولادة جديدة لمئات الآلاف من شيرين في فلسطين وفي باقي الأمة العربية والإسلامية. شيرين اخترت الإستشهاد بالتغطية الإعلامية وليس بالسلاح. وكان وقع ماكنت تنقلينه بالصوت والصورة بالغ ودليل على الإنتهاكات الجسيمة التي كان يرتكبها المغتصب في حق أبناء شعبك المرابطون بالقدس والخليل ورام الله وجنين وحيفا وكل فلسطين. سنفتقدك، وسنشتاق لابتسامتك، ولكن سعيت أكثر من مرة للشهادة. لقد استوفيت وقدمت الكثير من أجل الحقيقة بالصورة والصوت والمعركة ستستمر بحول الله حتى النصر واندحار الغلاة المستوطين الذين طغوا وتجبروا وعاثوا فسادا في أرض الأنبياء.
شيرين أبوعقلة لم تموتي ستبقين في ذاكرة كل الشعوب العربية، ستبقى صورتك الصحفية الهادئة الرزينة في ذاكرة كل العرب مسيحيين ومسلمين وليس فقط الفلسطينيين. استشهادك كصحفية ورط المحتل الغاشم، بأن الإحتلال لا يميز بين من يحمل السلاح ومن يحمل الكاميرا والمكروفون ليوصل للعالم بالصوت والصورة جرائم الإحتلال الصهيوني الغاشم. إلى جنات الخلد شيرين فقد نلت الشهادة التي كنت تسعين إليها وانضممت لقافلة الشهداء من الصحفيين الفلسطينيين، إلى جنات الخلد شيرين وعزاؤنا واحد في فقدان هذا الوجه المشرق الذي أدى الرسالة وكشف حقيقة الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني لسنين طويلة ومتيقنون بأن الشعب الفلسطيني سيلد البديل ليحمل مشعل النضال بالصوت والصورة.
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك
