الرئيسيةمختاراتمقالاتألوانها مبعثرة!!!

ألوانها مبعثرة!!!

بقلم: سعدات عمر

الأيدي مغروسة في الجمر، بين ألسنة النار وبين نيران الإحتلال الإسرائيلي. فلسطين تشتعل لهباً قاتلاً، وتعبا يهد الأبدان، وصوت يرتفع، وكأن هناك سؤال مفاجئ لوطن إسمه فلسطين يقول إن معجزة الفلسطيني في قدمه به يكتشف سر عدوه، ومنه يذبح، ولا ينس أن أرض فلسطين خنجر ذو حدين تلتحم بشعبها، وشعبها رغم المآسي والتشتت يلتحم بها لأنهما جسد واحد. أما الآن دماؤنا تصرخ من القدس التي هي عاصمة فلسطين على الأرض، وفوق الخارطة يمتد خط أسود أكثر سواداً من جناح الغراب لعلهم وهم كثر ومن بين ظهرانينا بواسطة ذلك الخط لن تعود القدس في خارطة فلسطين. بل في خارطة “اسرائيل”. كل فلسطين في الداخل والخارج أثبتت أثناء تشييع الشهيدة شيرين أبو عاقلة أنها ضد الخطوط السوداء التي يحاولون معها أن تنزع من القلوب فلسطين ومن أيدي الجماهير بنادق العزيمة، لكن عزيمة جماهير المشيعين أسقطت الخط الأسود اللعين فبقيت إسمها فلسطين وسيبقى إسمها فلسطين.
كبرت وتعددت المؤامرات، وازداد احمرار الجمرات لكن قلم رصاص فلسطيني يغرس العيون في كل فلسطين هوية تطرز على الصدور وتُرْسَمُ في أية مواجهة وفي أية معركة، وبعد أي انتصار، وبعد كل جنازة. وما أكثر ما كان أن نسأل. ألم يوجد سؤال خطير في هذا الوجود إلى هذا الحد يعلل رأساً مثقوباً بالرصاص في بيت إلهي مرسوم أصبحت له رائحة أخرى وأصبح ثقيلاً كالرصاص من جنين إلى القدس ومن القدس إلى كل فلسطين. ظلام كثيف، وسكين تخترق هذا الظلام مع ومضات زخات الرصاص تطلقها أيادي شعبنا الفلسطيني، وما أكثر الأسئلة التي تطرح هناك عربياً التي تخترع لغتها الخاصة في زنزانة، وباب حديدي مغلق بإحكام، وعين مغروسة في الباب والألم يقطع مئات بل آلاف الكيلومترات كل ثانية في الزمن طيلة هذه السنين التي بلغت اليوم من العمر أربعة وسبعين. أصبحت فلسطين تحتها، وفي غزة أرض زنزانة متراً في متر تنظر إلى رؤوس جبال فلسطين، وكأنها لا تحس بالأمان وتتساءل لماذا هذا الإحساس، وتدوين الأسماء، والكشف عن الهويات المزورة في فلسطين المحتلة، وأسئلة كثيرة تشبه نيران رصاص جيش الاحتلال ومستوطنيه في الصدور العارية.
كراهية. أسلحة يفتش عنها الإحتلال، وهذا السلاح سلاح الكراهية النازية الصهيونية بوصلة تقود إلى انهيار مجتمعنا الفلسطيني أخاديد ألوانها مبعثرة.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا