الرئيسيةمختاراتمقالاتياسر عرفات الاسطورة وحكايتنا المُستمرة والثورة ورؤيتنا الصادقة

ياسر عرفات الاسطورة وحكايتنا المُستمرة والثورة ورؤيتنا الصادقة

كتب: محمود جودت محمود قبها

سلام الله عليك يا قائدي ياسر عرفات.. سلام العيون التي استيقظت في صباح المليئة بالحلم والعلم والنشيد وتأبى اليوم أن تغفو على غيابك المذهل وانطفاء روحك التي ترفض أن تموت سلام الرجالِ الأتقياءِ الذين ما زالوا ينتظرون في صهيلك الباذخ و زئيرك الرابض في حناجرنا سلام الوطن المتدثر بغيبوبة الوجع الفادح في أخر جولاتك وانتصارات رمحك مثلك لا يغيب وقد تثبت حكمتك ورؤاك فينا نحن لا نرثيك في غيابك لكننا نستلهم حضورك الخالد في نفوسنا ثابتاً كالسيف خالداً كالبحر راسخاً كالحقيقة يسألون عن زمنك فنقول لهم هو ميقات الثبات على المبادئ، وأيقونة التمسك بالأهداف ورمزية الثورة الفلسطينية التي دافعت عنها حتى الرمق الأخير.

عهدا لك أيها الخالد في وجداننا أننا سنبقى نرى فيك إرثاً مجيداً ونبراس هدايـــــــــــة ومعين عطاء مغروســــــــاً في قلوبنا وضمائرنا مزروعــــاً في الحنايا والصدور كما نؤكد أن مسيرتك النضالية مستمرة فينا ومبادئك مصانة وإنجازاتك منيعة وقيمك أمانة تعجز العقول ان تنسج من الحروف كلمات تصاغ في جمل والجمل تسطر لتكون مقالات والمقالات تتوحد كي تكون كتب والكتب تفهرس كي تكون مجلدات والمجلدات تسطر وتنظر كي تكون مكتبات والمكتبات تتوحد كي تكون أبحر والأبحر تتلاقي كي تكون محيطات والمحيطات تخرج لنا بكلمات رثاء عن عرفاتنا ويسرنا ورمزنا رئيسنا وقائدنا ولكن هيهات أن تنجح الأحرف والكلمات والجمل والمقالات والمكتبات والبحار والمحيطات في رثاء رجل كان قدره ان يكون أمة وكان قدر الامة ان يكون فيها رجل ليس كباقي الرجال.

ياسر عرفات ورفاق دربه أسسوا حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح والتي قادت ثورة عارمة في وجه المُحتل ياسر عرفات قاد الدبلوماسية الفلسطينية الى جانب البُندقية واوصل القضية الفلسطينية الى كل العالم الذي سارع بالعنوان لمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد .

ياسر عرفات خاطب العالم بلغة الحسم والإرادة خطاب هز عروشهم عندما قال في هيئة الأمم : (لقد جئت حاملا غصن الزيتون في يد وفي الاخرى بندقية الثائر فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي ( دليل على عُمق رؤيا ياسر عرفات وإيصال رسالة الى العالم بأننا شعب صاحب رسالة وأهداف سامية قاد ياسر عرفات معارك الثورة الفلسطينية في كل مراحلها من الدفاع عن المخيمات وصولاً إلى حصار بيروت .

ياسر عرفات ورفاق دربه عقدوا العزم على إعادة الاعتبار لهذا الشعب ولهذه الأمة مُنذ اللحظة الاولى للتشريد الذي تعرض له شعبنا من هنا بدأت عظمة يا سر عرفات ونظرته الثاقبة عند خروج قوات الثورة من بيروت سُئل إلى أين قال الى فلسطين ظن الجميع أن آثار الخروج اوصلت هذا الزعيم إلى التهيُئات ناسين في الوقت حنكته وحكمته وبعد نظره الصادق فكان له ما أراد وبعد سنوات عاد ياسر عرفات إلى فلسطين ليؤسس أول سلطة فلسطينية على الأرض الفلسطينية وقام بوضع حجر الأساس لدولة فلسطين وبنى مؤسساتها وبعد صمود اسطوري في وجه أمريكا راعية دولة الاحتلال الذين حاولوا أن يمرروا اتفاق سلام بين فلسطين ودولة الاحتلال لا يُلبي طموحات شعبنا وينتقص حقه في القدس كعاصمة لتلك الدولة انتفض ياسر عرفات وعاد الى شعبه ليفجر انتفاضة الاقصى الذي قاد كل تفاصيلها وكانت معركة الفصل.

سيدي وقائدي ياسر عرفات أنك رجل في أمة فكانت رسالاتك رسالة سلام وشعارك كان شعار جهاد بقوة وإصرار لم تكن تعرف ضعف ولا تؤمن بالمستحيل كنت صعب المراس والرقم الأصعب صلب لا ينكسر مرن لم تلوه الصعاب ولم ينحنِ أمام الرياح العاتيات استقبلتها بصدرك فكنت في المقدمة تلقى الضربات عن أبناءك وجماهيرك وعن كل فلسطين لقد كنت صخرة تكسرت عندها كل العاديات والمؤامرات التي تحاك ضد مصير هذه الجماهير المظلومة وقضيتها الوطنية المركزية المقدسة مثل مصداً وحاجزاً وجداراً وحصناً منيعاً أمام كل ما يضر وطنك وشعبك وقضيتك ومقدساته .

سيدي وقائدي أبو عمار ومهما قلنا عنك نبقى عاجزين عن الوفاء لك ولجهودك وكفاحك الطويل والعظيم ايها القائد المظلوم من قبل الكثيرين الذين لا يعلمون مدى اخلاصك وحبك الكبير لوطنك كنت تختلف عن الكثير من القادة الذين يتباهون بأفعالهم الصغيرة ويتكلمون أكثر مما يفعلون وانت كنت تعمل الكثير ولكنك لم تمدح نفسك يوما ولم تتكلم عن نفسك ابدا بل كنا نسمع منك كلاما بسيطا لكنه يحمل الاما عظيمة تحملها في صدرك عن معاناة شعبك وجماهيرك وقضيتك.

سيدي وقائدي ياسر عرفات فانت ايها العلم الشامخ الذي لم ينكسر أمام كل الصعاب التي مرت بشعبك كنت مجاهدا لا يعرف الملل ولا السكون تحديت المحتل الصهيوني وكسّرت انوفهم بقدميك فكنت رجلا لا يعرف النوم ولا الراحة تجاهد وتكافح من اجل شعبك ورسالتك افنيت حياتك في خدمة الوطن والرسالة كنت صابرا ثابتا على نهج اخوانك في اللجنة المركزية لحركة فتح رغم كل المحن والمصائب التي مرت على شعب فلسطين سيدي وقائدي ياسر عرفات وسيكتب التاريخ تلك المواقف الكبيرة بأحرف من نور.

من أقواله المأثورة : ان هذه ثورتكم يا أحبائي وجدت لتنتصر وستنتصر طال الزمان او قصر، وان هذه الثورة ثورة عظيمة ليست بندقية فحسب فلو كانت كذلك لكانت قاطعة طريق، ولكنها نبض شاعر، وريشة فنان، وقلم كاتب، و معول فلاح، ومشرط طبيب، وإبرة لفتاة تخيط قميص زوجها الفدائي، الدولة الفلسطينية هي هدف استراتيجي للشعب الفلسطيني، لا تهتفوا لي بل اهتفوا لفلسطين والقدس بالروح بالدم نفديك يا فلسطين على القدس رايحين شهداء بالملايين ، هذا الشعب شعب الجبارين لا يعرف الركوع الا لله تعالى فقط ساعة الصلاة ، ليس فينا وليس منا من يفرط بذرة تراب من القدس وليس فينا وليس منا من يفرط بحق العودة لأنه مقدس وثابت من الثوابت، وستظل كلماته تزين جدار ذاكرة التاريخ بشكل عام والجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1974 بشكل خاص عندما خاطبها وقالت” لقد جئت حاملا غصن الزيتون في يد وفي الاخرى بندقية الثائر فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي” الحرب تندلع من فلسطين والسلم يبدأ من فلسطين يريدونني أسيرا أو طريدا أو قتيلا، وأنا أقول، بل شهيد.. شهيد.. شهيد ..هذه مقولة ياسر عرفات الشهيرة .

تلك هي الكلمات التي صدحت في الإذاعات والفضائيات ليسمعها ملايين البشر مدوية قوية وهائلة بمفعولها ومردودها الوطني والسياسي ليعود أبا عمار ليرددها من غرفته المحاصرة التي كانت تضيء شموع الحرية وإرادة التحدي التي ابداها الختيار كقدوة وطنيه في لحظة ملحمية تاريخية مفصلية في حياة قائد فلسطيني قاد الكفاح والنضال الفلسطيني لعدة عقود من الزمن وترك بصماته في صفحات و تفاصيل حقب كثيرة من القضية الفلسطينية منذ بدايتها وحتى يومنا هذا قلما عرفت شعوب الارض قاطبة قائدا متمرسا عظيما قدر ما بلغ إليه الياسر ابو عمار الذي قاد حركة التحرر الوطني الفلسطيني وجمع الكلمة للموقف الداعم لقضيتنا ونصرتها من مختلف الأوساط والدول الكبرى والأحزاب والمحافل وقوى التحرر الحديثة في العالم فكان معلما ورمزا بحيث عرفت معظم الشعوب والدول قضيتنا الفلسطينية من خلال كوفيته العريقة ومواقفه ودبلوماسيته وحنكته التي نفتقدها هذه الأيام فكثيراً ما كان يتغلب على أزمات خانقة وخطيرة وتتجاوزها باقتدار بسرعة كبيرة وجهد بسيط.

كان قائدنا عنيدا صلبا شجاعا عندما يتطلب الأمر ذلك وكان مرنا متساهلا متعاونا إذا اقتضت الحاجة عفويته وبساطته المعهودة التي تقترن بابتسامة الواثق والحاني لأبناء شعبه الذين وضعوا ثقتهم الكبيرة فيه وانتظروا مخلصا لهم من معاناة التشريد والقتل والتدمير، وبعد اتفاق السلام وعودته مع آلاف العائدين بذل كل جهد مستطاع في سبيل بقاء المقاومة كخط دفاع ثان عن الحل السياسي وبديل قائم في حال فشل محادثات السلام وبخاصة ما يتعلق بالقدس والحدود للدولة وحق العودة عاش مناضلا زاهدا متفانيا ومات عزيزا غاليا في قلوب محبيه من شعبنا العظيم بمختلف مناطق تواجده كان لغيابه عن السياسة الفلسطينية تقهقرا في تحقيق الطموحات المنشودة لشعبنا وباتت الأمور تتناقص بمنجزاتها باستثناء الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة التي لقيت انتصارا فلسطينيا كبيرا للرئيس محمود عباس.

ياسر عرفات الأخ ياسر عرفات كما كان يحب أن يناديه الكبير قبل الصغير عاش حياته بسيطا ومناضلا يتنقل بين غارات الموت لتستمر الثورة بالمواجهة فليس سهلاً أن يكون الإنسان قائدا للشعب الفلسطيني هذا الشعب الذي ظلم ولازال يعاني من التشريد والحصار والتدمير والقتل وكل أنواع الإرهاب المنظم وغير المنظم ولقد تميز الشهيد ياسر عرفات بحسه المرهف وقدرته على الاستماع لأدق التفاصيل ويحاور ويناقش بهدوء ويشارك الجميع الأفراح والأتراح ليكون عنوانا في التضحية والفداء ولم يكن السهر يرهقه ولا ساعات العمل الطويلة بل كان حزنه على أبناء شعبه وهو يعلم أن كل مراحل الوصول للحرية والتحرر تمر بمنعطفات خطرة وقاسية جدا ولهذا كان دائم الحضور في الميدان لا ينتظر التقارير ولا الاتصالات بل كان جنديا خلف الدبابة وخلف الرصاصة وخلف المدفع لأنه آمن منذ البداية أن الثورة يجب ان تنتصر وكان عميق التفكير والوعي والإدراك للمتغيرات الدولية والعربية ولم تكن كلماته مجرد كلمات بل كانت بوصلة التقدم نحو الوطن والقدس والأمل الذي يتسلح به المكافحين من الشعب والمناضلين في كل مواقع الصمود والتحدي لم يكن قائدا لحركة فقط، بل كان ثوريا ورئيسا للشعب الفلسطيني يؤمن بوحدة الشعب وقدسية الأرض والهوية لذا ففي كل المجالات له بصمته وحضوره، وأحبه الجميع الأطفال والنساء والشيوخ والشباب والمقاتلين والمدنيين وحتى الأعداء أيقنوا أن ياسر عرفات هو الرقم الصعب الذي لا يمكن أن ينحني او يستسلم .

كرس ياسر عرفات البقاء على الثوابت التي مات لأجلها لدرجة التزم خلفه الرئيس محمود عباس بها ولم يرضخ لضغوطات خارجية وداخلية أيضا وبرغم من تشكيلات متعاقبة للحكومات الفلسطينية إلا أنها لم تخرج عن الإطار الذي حدده ياسر عرفات من حيث البعد السياسي وليومنا هذا وكأن الثوابت تورث تباعا ان ياسر عرفات كان يعتبر الفارس المعلم في الكفاح والنضال والسياسة وهو الذي كان يترجل المواقف الشامخة فهو الكوفية الشامخة التي رسمت لنا خارطة فلسطين و البوصلة الموجه دوماً باتجاه القدس وهو أهم الرجال العظماء بالأمة العربية والإسلامية عبر التاريخ المعاصر فله منا ولروحه الطاهرة الزكية كل التحية العظيمة .

أن شعبنا الفلسطيني والأمة العربية والعالم أجمع افتقد هذا الزعيم القائد الثورة ياسر عرفات لان فلسطين ارتبطت باسمه وتاريخه ونضاله كم انت عظيم يا قائدي ويا معلمي يا قدوتي ويا شمس شهداء ثورتي نم قرير العين يا سيدي وانا على العهد والدرب سائرون حتى تحرير القدس والوطن من الاحتلال الصهيوني الغاشم ورفع علمنا الفلسطيني فوق وأسوارها ومساجدها وكنائسها.

رحمك الله يا سيد الشهداء.

رحمك الله سيدي الرئيس .
رحمك الله قائدي ومعلمي .
رحمك الله يا أخ أبو عمار .

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا