الرئيسيةمختاراتمقالات3 – صلاح خلف – حراسة الأسرار بعد أيلول

3 – صلاح خلف – حراسة الأسرار بعد أيلول

كتب: موسى الصفدي أبو إياد

هذه المرحلة الطويلة من حياة الشهيد صلاح خلف أُستُثمِرتْ في إعادة إحياء و تطوير المؤسسة الأمنية الفلسطينية بكل مفاهيم العمل فيها و التي تطلبها العمل الأمني أنذاك ولم تتوقف هذه المرحلة يوماَ واحداً حتى تاريخ إستشهاده بحيث استطاع فيها إختيار نخبة كبيرة ممن عملوا معه في مجال العمل الأمني الخارجي و المتابعة الإستراتيجية للمعلومات و جميع النواحي المهمة في هذا التوجه و التي إستدعاها الظرف السياسي و مستجدات العمل في الساحة الداخلية و كذلك الخارجية بعد ان أُتخذ القرار السياسي داخل فتح بوقف نشاط و عمليات منظمة أيلول الأسود التي كانت بدورها تشكل أحد الأذرع الهامة لحركة فتح في الخارج لأكثر من عقد من الزمان .
تعتبر تلك المرحلة من أغنى و أثرى مراحل العمل في حياة الشهيد صلاح خلف لجهة عمله داخل حركة فتح و من ثم لجهة عمله داخل منظمة التحرير الفلسطيني وصولاً للعمل في مختلف الساحات عربياً و دولياً .
كعادته لم يكن يفصل الشهيد صلاح خلف بين مختلف الظروف التي يتطلبها العمل فعمل على توفر الشروط الذاتية و الموضوعية و النواحي و القدرات التنظيمية و الفنية للأشخاص الذين إختارهم للعمل معه و الذين شكلوا بمجموعهم عائلة صلبة متجانسه و متكاملة الإختصاصات كخطوة أولى لبناء جهاز أمن الثورة الموحد الجهاز الذي أسس على مستوى عالٍ من الكفاءة و القدرة و قد وفر له الشهيد صلاح خلف كل الإمكانيات التي اتاحت له و مكنته من القيام بكل المهام عبر المراحل المختلفة و المفاصل التي مرت بها الثورة الفلسطينية .
إستطاع جهاز امن الثورة الموحد ان يكون إمتداداً نخبوياً متطوراً عال المستوى لكل من جهاز الرصد الثوري و منظمة أيلول الأسود حيث حافظ على وجود كوادر هامة من المرحلتين في صفوفه و هم يتمتعوا بدرجة عالية و كبيرة من الخبرة و الكفاءة و العلاقات الواسعة في الداخل و الخارج إضافة إلى انهم ينطلقون بعملهم على أساس شراكة العمل مع الشهيد صلاح خلف كقادة تربطهم به علاقة ثورية سياسية و حتى روحية
لما تمتع به الشهيد صلاح خلف من صفات و خلق من النادر جداً أن تتوفر مجتمعة في شخصية قائد واحد جعلت منه أخاً و أباً و صديقاً و قائداً محباً للجميع .
إضافة لعمل جهاز امن الثورة الموحد الذي تميز به في الخارج إلا أنه كان وبقي يعتبركباقي أجهزة و قوات حركة فتح بأن ساحته الرئيسية هي فلسطين وتناقضه الرئيسي هو التناقض الذي تقر به منظمة التحرير الفلسطينية وأن معركته الأولى هي مع مجتمع وركائز الاحتلال الصهيوني ومختلف مؤسساته على كامل جغرافيا الصراع الفلسطيني حتى نيل التحرر والاستقلال لشعبنا الفلسطيني وأنه لا استقرار في العالم قبل أن يستقر الفلسطيني في بيئة وجوده الطبيعية والوحيدة في فلسطين و لهذا السبب ساتحدث في البدء عن اقرب مركز لحدود فلسطين أولاً في جنوب لبنان و من ثم سانتقل للحديث بالتتابع عن باقي مواقع عمليات جهاز امن الثورة الموحد الذي قاده الشهيد صلاح خلف أبو إياد .
موسى الصفدي أبو إياد

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا