الرئيسيةمختاراتمقالاتفي جنين ــ الدم ينتصر على السيف

في جنين ــ الدم ينتصر على السيف

كتب: موسى الصفدي (أبو إياد)

سيدة المدن تَتَقاسم مع القدس لقب دُرة التاج و هي تنتقل بمقولة الدم ينتصر على السيف من معناها التقليدي السائد في المنطق الديني الطائفي وإستثمارها في الخطاب السياسي إلى معناها الحقيقي و الواقعي ليس في الثقافة الفلسطينية المرتبطة بالإستشهاد فحسب بل إنها تذهب به و تضعه في مكانه الصحيح من خلال صناعته على الطريقة الفلسطينية المفضلة ـــــــ طريقة جنين .
الدم ينتصر على السيف بكل قدرة و تمكن في حالة جنين كعنوان للحالة الفلسطينية في ظل التوفر الدائم لذلك من خلال الإرادة التي تُصهر و تصاغ في أزقة جنين و حاراتها بين شبابها و صبيتها و هم يقدمون اطهر الدم و يعيدون المقولة إلى الإستخدام الأمثل لها و يعبرون عن واقعيتها في فهم طبعية طرحها كمقولة تتسع للتنوع الاجتماعي السياسي و الديني و تضعهُ في المكان الصحيح ــــــــــــ الوطن ـــــــــــ الثورة ــــــــــــــــ الأمة ـــــــــ استناداً إلى ثقافة الثورة الفلسطينية المعاصرة و منطلقاتها الفكرية و النظرية و في مقدمة ذلك مبدأ الإستعداد للتضحية و الإيمان بحتمية النصر .
إن المقولة بمعناها الفلسفي الغارق في الرومامنسية الحالمة عبر التاريخ لم يجد له تفسيراً عبر المنطق و الواقعية إلا في الحالة الثورية عبر الوقائع التي جسدتها الثورة الفلسطينية المعاصرة كجزء من عقيدتها الوطنية و ثقافتها التعبوية من خلال ممارستها لحرب الشعب طويلة الأمد بدايةً من خلال العمليات الانتحارية في أواسط الستينات و من ثم طورته إلى ما أطلق عليه تسمية عمليات استشهادية لكي لاتخوض في الجدل الذي فرضته القوى الإسلاماوية في الساحة الفلسطينية و التي كانت تتلهى في تلك المرحلة بالمقاومة اللغوية للإحتلال بدلاً عن مقاومته و ما تلا ذلك من تحريف مقصود للنص الديني لإعاقة مسيرة الكفاح الوطني الفلسطيني و اسقاط البعد الوطني فيه لصالح ما أسموه ضرورة الدعوة و البناء الفكري …… الــــــــــخ .
موسى الصفدي
أبو إياد

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا