الرئيسيةمختاراتتقارير وتحقيقاتهل باتت العمليات الفردية أشد فتكًا بالاحتلال من غيرها؟!

هل باتت العمليات الفردية أشد فتكًا بالاحتلال من غيرها؟!

باتت تشكل العمليات الفردية التي ينفذها شبان في الضفة الغربية والقدس المحتلة، في الأشهر الأخيرة، تحديُا للمنظومة الأمنية الإسرائيلية التي كثيرًا ما كانت تركز عملياتها وأدواتها الاستخباراتية على الخلايا المنظمة التي تتبع لفصائل فلسطينية.

ومنذ بداية العام الجاري، وقعت 5 عمليات منها اثنتان باستخدام السلاح، وعملية دهس ثالثة على التوالي، وعمليتين أخريتين طعنًا.

وفي الأولى نفذها الشاب خيري علقم من سكان القدس المحتلة، وقتل فيها 7 مستوطنين وأصاب 3 آخرين في مستوطنة نيفيه يعقوب، في حين نفذت الثانية بعد ساعات من الأولى، في سلوان بإطلاق نار على مستوطن وضابط إسرائيلي وأصيبا بجروح لا زال آخرهما بحالة خطيرة، في حين اعتقل المنفذ بعد إصابته.

وبعد أيام، تمكن الشاب حسين قراقع من سكان العيساوية في القدس المحتلة من قتل 3 مستوطنين دهسًا عند مفترق “راموت” الاستيطاني، قبل أن يتم إعدامه ميدانيًا ويرتقي شهيدًا، وتبع ذلك عملية طعن في البلدة القديمة أدت لإصابة مستوطن بجروح طفيفة واعتقال المنفذ، ومحاولة طعن أخرى على حاجز مخيم شعفاط وتم اعتقال المنفذ الذي تسبب في حالة إرباك في صفوف قوات الأمن الإسرائيلية ما تسبب بمقتل أحد عناصرها برصاص حارس أمن.

وفي العام الماضي، شهدت الضفة الغربية سلسلة عمليات فردية كانت ناجحة مثل عملية سلفيت التي نفذها الشهيد محمد صوف وأدت لمقتل 4 مستوطنين، وعملية الشهيد عدي التميمي التي أدت لمقتل مجندة عند حاجز مخيم شعفاط، وعملية الشهيد محمد الجعبري في الخليل وقتل مستوطن، وعملية ما عرف باسم حاجز “كمين الجلمة” والتي قتل فيها ضابط واستشهد الشابين عبدالرحمن عابد، وابن عمه أحمد، وغيرها من العمليات الناجحة التي أرقت الاحتلال بعد موجة سابقة من سلسلة عمليات فردية شهدتها مدن الداخل المحتل مثل عملية الشهيد محمد أبو القيعان في بئر السبع والتي قتل فيها 3 مستوطنين، وعملية الشهيد رعد خازم في ديزنغوف والتي أدت أيضًا لقتل 3، وعملية الشهيد ضياء حمارشة في بني براك وقتل فيها 5، وعملية إلعاد التي قتل فيها 4 مستوطنين واعتقل شابين قاما بتنفيذها وهما من سكان جنين.

ولوحظ خلال تلك العمليات تطور وتنوع الهجمات، من السكاكين والدهس إلى استخدام السلاح، وحتى العبوات الناسفة كما استخدمت في عملية تفجير مواقف حافلات في القدس المحتلة من قبل الشاب المقدسي إسلام فروخ الذي تبين أيضًا كما منفذي العمليات السابقة بأنه لا ينتمي لأي تنظيم.

وتعترف المنظومة الأمنية الإسرائيلية – كما ورد في تقارير صحفية عبرية في أكثر من قناة وموقع وصحيفة – بعجزها أمام العمليات الفردية وعدم القدرة على تحديد هوية المنفذين المحتملين لعدم وجود بنية تحتية تنظيمية يمكن من خلالها مراقبتها أو الوصول إليها.

وتخشى تلك المنظومة من أن تؤدي هذه العمليات الناجحة إلى محاولات تقليدية أخرى وهو ما ظهر بعد عملية الشهيد خيري علقم، بعد ساعات في عملية سلوان وتنفيذ عملية إطلاق نار أدت لإصابة مستوطن وضابط لا زالت حالته خطيرة.

وحاولت وسائل الإعلام العبرية المختلفة، التركيز على الخطاب الإعلامي الفلسطيني وخاصة من قبل حركة “حماس” ومحاولاتها – كما تقول تلك الوسائل- لإشعال الأوضاع بالضفة الغربية والقدس المحتلة، تارةً من خلال ما تصفه بـ “التحريض”، وتارةً من خلال ما تصفه بـ “نقل الأموال” لمجموعات تحاول أن تجندها لتنفيذ عمليات.

ويبدو أن حركة “حماس” كما تشير الوقائع على الأرض وبرؤية أصبحت أكثر وضوحًا للفصائل بغزة، باتت مقتنعة بأن مرحلة العمليات سواء الفردية أو التنظيمية من الضفة الغربية والقدس وما توقعه من قتلى وجرحى، أكثر وأشد فتكًا بالاحتلال من الصواريخ التي تطلق من القطاع، وهو ما يدفعها لاستخدام استراتيجية “ضبط الميدان” والتفكير في نقل المعركة والتركيز عليها بشكل كبير في عمق سيطرة الاحتلال وهي التي تجعل حكومات تل أبيب المتعاقبة وليس بآخرها الحكومة اليمينية المتطرفة الحالية تعيش في حالة من الإرباك والتخبط خاصة بعد الوعود التي قدمها زعماء أحزابها وعلى رأسهم المتطرف إيتامار بن غفير، وحليفه بتسلئيل سموتريتش باستعادة الأمن الذي قالوا إن الإسرائيليين فقدوه في فترة حكم نفتالي بينيت، ويائير لابيد.

ويؤكد المراسل والمحلل العسكري الإسرائيلي يوسي يهوشع في تقارير له مؤخرًا بأن الضربات الصاروخية من قطاع غزة أقل تأثيرًا بالنسبة للمنظومة الأمنية الإسرائيلية من العمليات التي تنطلق من الضفة والقدس وأنها تربك الحسابات على المستويين الأمني والسياسي ولذلك التركيز منصب على وقفها.

ويقول مصطفى إبراهيم المختص بالشأن الإسرائيلي، إن العمليات الفردية تأتي في سياق المقاومة التي يتبناها الشعب الفلسطيني منذ سنوات طويلة ضد الاحتلال.

ويؤكد إبراهيم في حديث لـ “القدس” دوت كوم، أن “الذئاب المنفردة” تشكل تحديًا كبيرًا للاحتلال وخاصة في الضفة التي ازدادت فيها العمليات العام الماضي بشكل كبير، ما استدعى الاحتلال للقيام بعملية “كاسر الأمواج” في محاولة لوقف هذه العمليات.

ولفت إلى أن هذه العمليات سواء من الضفة أو القدس مؤخرًا، كان لها تداعيات وردة فعل إسرائيلية قوية أكثر من تلك التي وقعت في عمليات ظهرت بشكل أوسع عام 2015 والتي كانت بشكل أساسي تركز على عمليات الطعن والدهس.

وبين أن العمليات الأخيرة باتت تشكل معضلة للمنظومة الأمنية التي تفشل أمام وقف هذه العمليات ولذلك باتت تفكر في العقوبات الجماعية بشكل أكبر كما يحصل حاليًا من عمليات انتقامية من قبل حكومة الاحتلال بحق المقدسيين.

وحول انحسار دور الخلايا التنظيمية، قال إبراهيم، إن أدوات الاحتلال المختلفة ومنها العسكرية والتكنولوجية أثرت على عمل الفصائل الفلسطينية خاصة في الضفة، وساعد في ذلك الانقسام السياسي وغياب أي خطط وطنية استراتيجية لمواجهة الاحتلال، ولذلك حضر بدلًا منها العمليات الفردية وظهور حتى مجموعات مقاومة مسلحة لا تنتمي لفصائل مثل “عرين الأسود” في نابلس، و “كتيبة جنين” في جنين، والتي حين يستشهد أي من عناصرها وكوادرها يخرج الآلاف من المواطنين لتشييعهم في رسالة تأييد شعبية لهم.

وأكد إبراهيم على ضرورة أن تستعيد المقاومة الفلسطينية المنظمة دورها وأن تقوم ببناء خطة وطنية شاملة لتنفيذ عمليات نوعية كما كانت تقوم بذلك منذ سنوات طويلة.

“القدس” دوت كوم

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا