نظمت جامعة فلسطين التقنية “خضوري” بالتعاون مع مجلس اتحاد الطلبة، وبالشراكة مع مؤسسة محمود درويش، اليوم الأحد، ندوة ثقافية لإحياء ذكرى المبدع القومي العربي الفلسطيني الشاعر عبد الكريم الكرمي “أبو سلمى”.
ونقل محافظ طولكرم عصام أبو بكر، في كلمته، تحيات الرئيس محمود عباس وتقديره لأهمية تنظيم هذه الندوة عن ذكرى الشاعر “أبو سلمى”، لما يمثله من حضور ومكانة تستحقان التقدير والاهتمام والاحترام، موضحا أهمية هذا اللقاء في تسليط الضوء على ذكرى الشاعر، خاصة أنه يعد قامة عظيمة جدا، وأحد الرموز الأدبية والشعرية، وتنبه مبكرا إلى المشروع الصهيوني وما قدمه الانتداب البريطاني من استهداف أرضنا وشعبنا وحقوقنا الوطنية.
وقال: “كان أبو سلمى معلما وشاعرا وأديبا ومحاميا، عانى خلال الانتداب البريطاني، وله إسهامات أدبية وشعرية زاخرة، ومن المهم أن نتوجه لإيجاد مكان خاص باسم الشاعر أبو سلمى بمحافظة طولكرم، احتراما لهذا الموروث المهم الذي قدمه شاعرنا، وأن نعمل للحفاظ عليه، كجزء من الحفاظ على الرواية الفلسطينية في مواجهة ادعاءات الاحتلال وكذبه وتزويره”.
من جانبه، بين القائم بأعمال رئيس الجامعة حسين شنك، أن الاحتفاء بـ “أبو سلمى الكرمي”، ينبع من روح الوفاء للراحلين، الذين خلّدتهم ذكراهم وأعمالهم في مسيرة نضال شعبنا، أمثال عبد الرحيم محمود، وإبراهيم وفدوى طوقان، وغيرهم.
ودعا شنك الجهات المختصة في الجامعة إلى أن يكون هذا الاحتفاء نقطة بداية، يمكن البناء عليها في التأسيس لسلسلة من النشاطات والبرامج الثقافية التي تحيي ألق كوكبة العظماء الراحلين.
بدورها، ثمنت مديرة العلاقات العامة في مؤسسة محمود درويش تغريد عصايرة دور جامعة خضوري وتعاونها لإحياء ذكرى قامة وطنية وأدبية فلسطينية عظيمة، موضحة أن مؤسسة ومتحف محمود درويش نظمت هذه الندوة ضمن سلسلة من الندوات التي تحيي ذكرى أحد شعراء وأدباء فلسطين، في سبيل إعادة إحياء موروثهم الثقافي والشعري والوطني، بين فئات المجتمع كافة.
وألقى بشار الكرمي كلمة عائلة الكرمي، شكر فيها جامعة خضوري ومؤسسة محمود درويش على هذا الاحتفاء بـ”أبو سلمى”، وإحياء ذكراه كمبدع فلسطيني كرمي، وقال: “إنني أتحدث اليوم بلسان أقرباء الشاعر الذي ملأ الآفاق حبا بفلسطين وحمل قضية شعبنا إلى كافة المحافل والمنتديات التي حل بها شرقا وغربا”.
وأعلن عن تقديم عائلة الشاعر منحة دراسية سنوية باسم الشاعر الراحل لطلبة كلية الآداب والعلوم التربوية في جامعة فلسطين التقنية خضوري.
وتحدث الشاعر المتوكل طه عن تاريخ الحركة الشعرية الفلسطينية ومراحل تطورها وتأثرها بالمتغيرات السياسية على أرض فلسطين، بداية من العهد العثماني، والانتداب البريطاني والثورة الفلسطينية، وصولا إلى النكبة والاحتلال الإسرائيلي، موضحا أن الشاعر الكرمي ورفيق دربه إبراهيم طوقان أسسا أرضية القصيدة المقاومة في فلسطين، ونقلا القصيدة من شكلها القديم ومضامينها النمطية إلى فضاءات إبداعية جديدة.
وقدم أستاذ اللغة العربية وآدابها في الجامعة جمال قشوع مداخلة بين فيها منظومة القيم في شعر عبد الكريم “أبو سلمى”، ولا سيما القيم الوطنية والقومية والإنسانية، وتنوع شعره في موضوعات تلامس الإنسان البسيط والطفل والمرأة، وهو ينتمي فنيا إلى مدرسة الاتجاه البياني المحافظ التي يعد شوقي وإبراهيم طوقان وعبد الرحيم محمود وغيرهم من رموزها، مع التجديد في الموضوعات التي يعاني منها الوطن، مؤكدا ضرورة دراسة الشاعر من جوانب لغوية وبلاغية تبين دلالات لغة الخطاب في شعر الكرمي.
وتخلل الندوة عرض فيديو عن مسيرة حياة الشاعر الراحل أبو سلمى، فيما قدمت رؤى الكرمي نفحة من أبيات شعرية نظمها الشاعر الراحل، إضافة إلى إهداء مكتبة جامعة خضوري مجموعة من الكتب الأدبية التي تخص الشاعر وسيرته الأدبية والنضالية من رئيس الهيئة الإدارية في مؤسسة بيت المقدس صبحي عبيد وعائلة الكرمي، تبعها تقديم الدروع التكريمية.
