الرئيسيةتقاريرملف/دراسةالمخدرات والمؤثرات العقلية وسبل الوقاية منها

المخدرات والمؤثرات العقلية وسبل الوقاية منها

كتب: الدكتور خالد ابو ظاهر*

ان طرق الوقاية من المخدرات كثيرة ومتنوعة تبدأ من الفرد مروراً بكل ما يحيط حوله، خاصة وأن ظاهرة تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية أصبحت ناقوس خطر يدق على أبواب المجتمعات ويدمر مستقبلها، وللوقاية من المخدرات اهمية كبيرة حيث إنها تحمي الشباب والصغار وتعمل على نشر الوعي والتثقيف الجيد للأجيال القادمة، خاصة أن تعاطي المخدرات له العديد من الآثار السلبية، قصيرة وطويلة المدى، بما في ذلك المشاكل الصحية النفسية والجسدية، والعواقب والمساءلات القانونية التي يتعرض لها المدمن خلال فترة إدمانه، و تشير العديد من الاحصائيات أن الطرق المختلفة للوقاية من المخدرات تعمل على حماية المجتمع والأجيال القادمة من خطر المخدرات بنسبة 50%.
والوقاية من المخدرات مسؤولية مجتمعية شاملة وتعتبر من اهم مسؤوليات الاسرة والمدرسة والاعلام وغيرها من المؤسسات ، وقد وجد ان الجهد الذي يبذل في الوقاية هو عشر الجهد الذي يبذل في العلاج.

محاور الوقاية من المخدرات:
الوقاية من المخدرات هي الحل الأمثل الذي تتكاتف فيه جميع الأراء وتتوحد إليه جميع المجتمعات وتعمل على تطبيقه، والذي يمنحك العيش في سلام، وان تجنب الوقوع في الإدمان لا يقتصر على الوقاية من المخدرات بالتوعية والشعارات، ولكن يجب أن تمتلك الدوافع والخطوات السليمة التي تتبعها في حياتك وتشاركها مع أسرتك ومجتمعك في سبيل الحفاظ على حياة خالية من تعاطي المخدرات.

المحور الاول – دور الاسرة في الوقاية :
للاسرة دور مهم في التصدي لخطر المخدرات ، وتعتبر أحد ركائز الوقاية منها ، ويشمل دورها لحماية الابناء ما يلي:

  • توعية الأبناء منذ الصغر بمخاطر المخدرات.
  • توعية الابناء من الناحية الدينية بحرمة تعاطي المخدرات
  • إعطاء تعليمات واضحة بعدم تعاطي المخدرات أو شرب الكحول.
  • توفير جو أسري هادئ ومصادقة الأبناء، وعدم إهمالهم أو الإساءة إليهم.
  • الاستماع للابناء وإتاحة الفرصة لهم للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم.
  • تعزيز ثقة الابناء بانفسهم وتشجيعهم دائمًا.
  • مراقبة الابناء باستمرار لملاحظة أي علامة من علامات تعاطي المخدرات.
  • التعرف على أصدقائهم ومراقبة تصرفاتهم، وتحديد وقت معين للاصدقاء.
  • ان يكون الاب القدوة الحسنة التي يقتدي بها الابناء .

المحور الثاني – دور المدرسة و الجامعة في الوقاية :
تعتبر المدرسة من أفضل المؤسسات التي يمكن من خلالها تحديد طرق الوقاية من المخدرات، نظرا لما تتمتع به من باع طويل في هذه الأمور فلا أحد يمكن أن ينكر دور المؤسسات التربوية، فجميعها تعمل جنبا إلى جنب مع المؤسسات الدينية والأسرة ولا ننسى أن الطالب أو الشاب يقضي أغلب وقته في المدرسة، أو وسط أصحابه.
و لا ننسى دور الجامعة، لان اغلب حالات التعاطي تحدث في فترة الجامعة لذلك فيجب علينا من خلال المناهج التي تدرس سواء في المدرسة أو الجامعة او من خلال الندوات والمحاضرات والانشطة المختلفة ، أن يتم غرس الإيجابية في الطلاب منذ الصغر وتعودهم على الأخلاق الحميدة التي تدعو إليها كافة الأديان السماوية، وتوعيتهم بمخاطر المخدرات من حيث الاسباب التي تدفع الشباب للتعاطي وكيفية التعامل معها ومعالجتها ، وكذلك التطرق الى الاثار المترتبة على عملية التعاطي بمختلف الجوانب الصحية والجسدية والنفسية والاجتماعية والامنية والاقتصادية والسياسية وغيرها من الاثار. و تعريف الطلاب عن قرب عن تأثير هذه المواد ويمكن ذلك من خلال تدريس بعض المعلومات المرتبطة بالمواد المخدرة في الكتب مثل الكيمياء او من خلال مادة علم النفس، لمعرفة التأثيرات النفسية التي تسببها مثل هذه المواد على الإنسان.
ولا ننسى دور المرشد الاجتماعي ، والمعلم الذي يقوم بمراقبة الطلاب طوال اليوم الدراسي فيمكن من خلال هؤلاء أن يتم إنقاذ ما يمكن إنقاذه وذلك من خلال تبليغ أولياء الأمور إذا ظهرت أحد التصرفات الشاذة أثناء اليوم الدراسي أو مراقبة الطلاب إذا ما كان هناك أحد الطلاب الذين يقومون بتزويد الطلاب ببعض المخدرات.

المحور الثالث – دور الاعلام في الوقاية :
لا شك أن التوعية الإعلامية أحد الوسائل الفعالة في طرق الوقاية من المخدرات، حيث يمكن أن يكون هناك حملات إعلانية بين الحين والأخر، تبين التأثير الضار المخدرات على الشباب، و طرق الوقاية من المخدرات على اختلاف المراحل العمرية، كذلك يتم بث من خلال الوسائل الإعلانية سواء المسموعة أو المقروءة أو حتى المكتوبة، نشر المعلومات التي ترتبط بعلاج المشكلات الاجتماعية وما ينتج عنها من ظاهرة تعاطي للمواد المخدرة.
وحاليا اتجهت العديد من الدول إلى الاستعانة ببعض الممثلين أو لاعبين الكرة في حملاتها عن طرق الوقاية من المخدرات، حتى يكون الإعلان واقعي ويحقق الهدف المرجو منه، فنجد في مصر أنه تم الاستعانة بالممثل محمد رمضان، ولاعب الكرة الشهير محمد صلاح وذلك لاتخاذ العديد من الشباب هؤلاء الفئة كقدوة لهم.
ولا ننسى الدور الرقابي الذي تلعبه مؤسسات الدولة في الرقابة على الأفلام والمسلسلات التليفزيونية الرديئة، والتي تساعد الشباب بشكل غير مباشر بالاتجاه إلى المخدرات، وذلك من خلال إيهامهم، والضحك عليهم بأنه يمكنهم أن يحصلوا على السعادة من خلال هذه المخدرات وكل هذه الخطوات التي يقوم بها الإعلام بكافة اشكاله ، من شأنها أن تسهم بشكل كبير في طرق الوقاية من المخدرات.

المحور الرابع – دور دور العبادة في التوعية الدينية للوقاية :
أحد أهم طرق الوقاية من المخدرات تعزيز الوازع الديني ، لذا يجب على علماء الشريعة والفقه والدين أن يتجمعوا لكى يقوموا بالتوعية السليمة ولأن مجتمعاتنا تغلب عليها النزعة الدينية إلى حد ما، فإن التأثير على الشباب من قبل هذه الفئة سوف يكون أبلغ التأثير وربما يمنع وقوع العديد من الجرائم التي تحدث بفضل المخدرات ونود أن نشير هنا أن التوعية تتم من خلال الترغيب والتحفيز على التقرب إلي الله، وليس من خلال التخويف والتهديد والوعيد كما أنه يجب أن تكون هذه التوعية ممنهجة وليست تسير دون أهداف أو خطط.

المحور الخامس – دور القوانين والتشريعات في الوقاية :
لا شك أن أحد أهم طرق الوقاية من المخدرات هو وجود تشريعات قوية ورادعة ، تساعد على وجود محاكمة عادلة لكل من تسول له نفسه الاتجار في هذه المواد اللعينة، فبالتأكيد أغلب الدول تحتوى على تشريعات تجرم مثل هذه الأفعال، ولكن يجب أن يتم تطبيقها بكل صرامة وقوة وخصوصا على المهربين والتجار فهم السبب الأساسي لدخول الشباب في براثن هذا الطريق المظلم، ولا شك أن هناك بعض المواد المخدرة التي تدخل إلى بلادنا تأتي مهربة من بعض الدول، وخاصة من الاحتلال الاسرائيلي ويجب أن تكون عقوبة الاتجار اشد من عقوبة التعاطي.

المحور السادس – دور الدولة في الوقاية :
تلجأ مؤسسات الدولة لاستراتيجيات عدة لوقاية افراد المجتمع من ويلات تعاطي المخدرات، ويكون ذلك بالوقاية من الوقوع بهذه الآفة السامة من خلال ما يأتي:

  • تثقيف الأفراد حول خطورة تعاطي المخدرات : وهي مسؤولية إدارة مكافحة المخدرات التي تعمد إلى توعية الأفراد حول مخاطر المخدرات على الفرد والمجتمع ككل، والتشجيع على منع استخدامها، حتى تجربتها من أجل الفضول، فلا تجربة في المخدرات.
  • تتعاون إدارة مكافحة المخدرات لزيادة نشر الوعي حول خطورة المخدرات مع مؤسسات الدولة الأخرى مثل تلك المؤسسات التي تستطيع الوصول لشريحة كبيرة من المجتمع وتثقيفهم بعواقب المخدرات مثل الجامعات، المدارس وغيرها من المؤسسات .
  • تقديم الرعاية الصحية في وقت مبكر: حيث تلعب مؤسسات الرعاية الصحية دورًا رئيسيًا في الوقاية من المخدرات ومكافحتها، وذلك عن طريق إجراء الفحوصات الدورية اليومية للكشف عن حالات التعاطي في وقت مبكر، وتقديم الرعاية الصحية اللازمة قبل تدهور الصحة لمستويات خطيرة.
  • كذلك تساهم مؤسسات الرعاية الطبية في استمرارية تحليل ودراسة المواد المخدرة المختلفة، لمعرفة تأثيرها على الصحة، وكيف تتفاعل مع كيميائية الدماغ، لإيجاد العقاقير المضادة لها، التي تسلبها تأثيرها.
  • التعاون بين الجهات المسؤولة : تعفي بعض الدول حالات التعاطي المبلغ عنها طوعيًا من المساءلة القانونية، وتقدم لها العلاج في مراكز التأهيل والإصلاح لعلاج الإدمان، أو تضمهم لبرامج مجتمعية للإقلاع عن التعاطي.
  • كذلك تتعاون الجهات القانونية المختصة مع مؤسسات الدولة المختلفة لعلاج السجناء من متعاطي المخدرات، وإعادة تأهيلهم تمهيدًا لإعادة دمجهم بالمجتمع بطريقة تضمن سلامة المجتمع وأفراده.
  • منع إنتاج وتصنيع المخدرات وتهريبها من وإلى الدولة ومكافحة إنتاج المخدرات أو تصنيعها داخل الدولة عن طريق دائرة مكافحة المخدرات وعملها الدؤوب لكشف معامل إنتاج المخدرات، بالتعاون مع المؤسسات الحكومية والمحلية، وبالاعتماد على المعلومات الاستخباراتية، والتحري والتقصي.
  • تأمين الحدود لمنع تهريب المخدرات عبرها بكلا الاتجاهين من وإلى الدولة، وإظهار سرعة ومرونة في التعامل مع أي معلومة حول عملية تهريب، والتفتيش الدائم على حقائب وآليات القادمين أو المغادرين على جميع المعابر.
  • التعاون الدولي تعاون الجهات القانونية ذات العلاقة بمكافحة المخدرات مع نظرائها في الدول الأخرى، وتبادل المعلومات، يلعب دور بارز في مكافحة المخدرات، والاتجار بها سواء محليًّا، أو دوليًّا.

المحور السابع – دور المجتمع والمؤسسات المجتمعية في الوقاية :
من المعلوم أن مدمن المخدرات ما هو إلا ضحية للمجتمع نتيجة لنشأته في ظل ظروف قاسية أدت لتعرضه لإدمان المخدرات دون ضوابط رادعة، لذلك يجب أن يشارك الجميع في علاجه لتفادي الآثار المدمرة للمخدرات التي سيتأثر بها المجتمع، ومع تقديم الوسائل المناسبة للعلاج، يمكن تحقيق نسبة كبيرة لنجاح علاج الإدمان بين الشباب.
ويقع على المجتمع عبء كبير للوقاية من ظاهرة الإدمان، ويتمثل ذلك في تعاون المؤسسات المدنية مع الحكومة لزيادة نسبة الوعي لدى الشباب والمراهقين من خلال وسائل الإعلام المختلفة، ويمكن تلخيص دور المجتمع لعلاج تلك المشكلة فيما يلي:

  • تقديم الأنشطة المختلفة التي تجذب الفئات الشبابية ما بين عمر 18 و 25 سنة في المجالات الرياضية، الثقافية والاجتماعية للاندماج بداخل المجتمع واستغلال جهودهم في أعمال مفيدة.
  • زيادة الحملات الدعائية للتشجيع على علاج الإدمان وتوفير سبل الرعاية الكافية، مع التأكيد على أهمية تقبل المجتمع لمدمني المخدرات بعد إتمام العلاج وتوفير فرص عمل مناسبة.
  • تدعيم الدور الأساسي للأسرة في التنشئة الاجتماعية الصحية على العادات والتقاليد والأسس الدينية، فينبغي على الأب والأم تقديم النصيحة للأبناء وتقويم سلوكياتهم الخاصة، مع التوجيه والابتعاد عن أصدقاء السوء، ولا بد أن يكون الأب قدوة صالحة للأبناء للوقاية من الوقوع في مخاطر الإدمان.
  • التنسيق مع الهيئات والمؤسسات الدولية وتطبيق أحدث تقنيات وطرق علاج الإدمان ووسائل التوعية.
  • إعداد دورات تدريبية وندوات لتوعية الشباب والمراهقين عن مخاطر الإدمان وكيفية التصدي له من خلال وسائل الإعلام المختلفة كالتلفاز، ووسائل التواصل الاجتماعي والتجمعات الشبابية بداخل الجامعات والمدارس أو النوادي.

المحور الثامن – دور وزارة الصحة والخدمات الصحية في الوقاية :
معالجة متضرري المخدرات تقع على مسئولية وزارة الصحة ووزارة الشؤون الاجتماعية، حيث أن وزارة الصحة مسئولة عن العلاج الطبي ويضمن ذلك عمليات الفطام والعلاج الدوائي الطويل ووزارة الشؤون الاجتماعية مسئولة عن العلاج النفسي الاجتماعي وإعادة تأهيل المفطومين، ويجب على وزارة الصحة توفير برامج علاجية في أطر خدمات السجون وبرامج إعادة تأهيل السجين بإشراف وزارة الصحة ومسئولية خدمة قطاع الاصلاح والتاهيل .

المحور التاسع – دور وزارة الشباب والمؤسسات الشبابية في الوقاية :
تعتبر المؤسسات الشبابية أحد دعائم الاسرة في الوقاية من المخدرات من خلال تسطير نشاطات وندوات توعوية ومحاولة ملء فراغ الشباب بما ينفعهم ومراقبة رفقائهم والعمل على اكتشاف مشاكلهم والسعي لحلها بمشاركة كل المتعاملين وتلبية حاجات الشباب وطموحاتهم.

المحور العاشر – دور وزارة الشؤون الاجتماعية في الوقاية :
ويجب ان يتمثل إسهام وزارة الشؤون الاجتماعية في هذا المجال في جانبين ، أحدهما الجانب الوقائي والآخر الجانب العلاجي.
فالجانب الوقائي يتمحور حول ضرورة قيام الوزارة بتنفيذ برامج وحملات دورية توعوية تتعلق بكثير من برامج التنمية الاجتماعية لجميع فئات المجتمع وبالأخص فئة الشباب، وتهدف هذه البرامج إلى ترسيخ العقيدة الإسلامية الصحيحة والتمسك بثوابتها وقيمها لدى أفراد المجتمع، وحمايتهم من الوقوع في المزالق والأفكار المنحرفة والسلوكيات الخاطئة، وتعزيز قيم الاعتدال والوسطية والتسامح، وتعميق وعي أفراد المجتمع لمواجهة المؤثرات الخارجية، وتنمية الشعور بحب الوطن والانتماء له وتوثيق الترابط والتآلف بين أفراده، ، وذلك من خلال ما تقوم به من تنفيذ برامج تثقيفية وتنويرية تهدف إلى تعزيز الجانب الوقائي.
أما الجانب العلاجي فإنّ الوزارة يجب عليها ان تقوم بدورها التكميلي لدور الجهات المعنية بشكل مباشر في مجال معالجة ضحايا المخدرات، حيث مطلوب منها ان تقوم برعاية الفئات التي تتعاطى أو تدمن المخدرات من فئتي الرجال والنساء تحت سن الثامنة عشرة ممن حكم عليهم بحكم قضائي، وتتم هذه الرعاية من خلال دور الملاحظة الاجتماعية ومؤسسات رعاية الفتيات عن طريق التأهيل والتوجيه والإرشاد النفسي والاجتماعي. كما يجب ان تقوم الوزارة برعاية أسر الفئات التي يتعاطى أو يدمن عائلها المخدرات ويتم إيداعه في السجن حيث تتم معالجة ما ينتج عن فقدان عائل الأسرة من تبعات كالتفكك الأسري والفقر وغيره، وذلك عن طريق لجان لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم.

المحور الحادي عشر – دور التعاون العربي في الوقاية :
أن مشكلة المخدرات تتخذ أبعادا دولية وإقليمية تؤثر على كل قطاعات ومجالات الحياة، وبالتالي هناك أهمية لتعزيز التعاون العربي في مجال التنمية والوقاية وحماية الشعوب العربية من المهددات، ومنها قضايا المخدرات والإدمان، وقد تم توقيع ثلاث اتفاقيات عن المخدرات بالاضافة الى الإعلانات الوزارية للأعوام 2014، و2016، و2019 باعتبار المخدرات أمًا للآفات وسببًا رئيسيًا مؤديًا للأمراض الاجتماعية من تصدعٍ أسري وعنفٍ وطلاق، بخلاف تأثيرها على القوى العاملة ومستوى تأثيرها على الإنتاج الاقتصادي والتنمية ، كذلك فقد تم توقيع برنامج إطار العمل الإقليمي للدول العربية 2023- 2028، في مصر بين جامعة الدول العربية ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، وكذلك إطلاق الخطة العربية للوقاية والحد من أخطار المخدرات على المجتمع العربي تحت عنوان (نحو التعامل الناجح مع القضية من منظور اجتماعي).

المحور الثاني عشر – دور التعاون الدولي في الوقاية :
نظرا لما شاهده المجتمع الدولي من شبح الاجرام المنظم وإستفحال ظاهرة المخدرات، تمت صياغة العديد من الاتفاقيات الدولية التي عنيت بمواجهة مخاطر تفشي المخدرات، كما بذلت العديد من الجهود الدولية لانشاء العديد من المنظمات في سبيل التصدي لهذه المشكلة التي باتت من المشاكل التي أرقت المجتمع الدولي، كونها من الظواهر الاجرامية الاكثر إنتشارا وتنوعا، تم إبرام العديد من الاتفاقيات حيث شكلت هذه الاتفاقيات النواة الاولى للقانون الدولي في مجال المخدرات وسعى المجتمع الدولي إلى إقامة تعاون دولي للوقاية ومكافحة آفة المخدرات والحد منها، خاصة بعد إدراك الدول بان أجهزتها عاجزة بمفردها للتصدي بشكل فعال لجرائم الاتجار غير المشروع بالمخدرات، فسعت إلى تأييد فكرة التعاون الدولي في هذا المجال .

المحور الثالث عشر – دور الشباب الواعي في الوقاية من المخدرات:
الشباب الواعي هو الذي يساعد في تخفيف احتمالية تعاطي المخدرات، خاصة إنهم قوة تؤثر في المجتمع، كما أن الشباب يواجهون العديد من التأثيرات والضغوطات لاستخدام المواد المخدرة، ويشكل دور الشباب في:-

  • تنظيم فعاليات للتوعية من المخدرات، ونشر الوعي بالقضية من خلال المنصات المختلفة، النوادي والمدارس ومنصات التواصل الاجتماعي وغيرها من الوسائل .
  • مشاركة المعرفة والخبرات، وذلك من خلال التحدث عن التجربة الخاصة وتجارب الآخرين في الإدمان، وكيف أصبحوا أشخاص جيدين في المجتمع.
  • تعزيز الصحة النفسية الإيجابية، من خلال البحث مع الأطباء النفسيين وتوعيتهم بأهمية العلاج النفسي ودوره في الوقاية من خطر المخدرات، وإنها ليست الحل في التخلص من المشاكل.
  • يجب تتبع كمية الأدوية والعقاقير الطبية الموصوفة لابنك المراهق، من خلال تدوين جميع العقاقير الطبية المتواجدة في المنزل بدون وصفة طبية.

تعد المخدرات آفة عصرنا الحديث فهي تفتك بالفرد بتأثيراتها الخطيرة على جميع نواحي الحياة ، وفي النهاية لا توجد طريقة مضمونة لمنع شخص ما من تعاطي المخدرات ، ولكن بتكاتف الجهود من مختلف الافراد و المؤوسسات سواء المدنية و الحكومية ممكن ان نسعى الى تقليل نسبة عدد الذين ينجرفون في هذا المستنقع المظلم المدمر وان اتباع طرق الوقاية من المخدرات أفضل وسيلة لتجنب الوقوع في فخ التعاطي والإدمان.

*جامعة الاستقلال – قسم العلوم الجنائية

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا