كيفية الرد عقب إطلاق صواريخ من لبنان

كتب: عبدالله نمر أبو الكاس

بعد إنتهاء اجتماع ما يسمى بكابينت الإحتلال لدراسة وبحث كيفية الرد عقب إطلاق صواريخ من لبنان دون أن يُفصح عن طبيعة الرد ،، يحاول بعض المحلليين الأمنيين والعسكريين وبعض المراسلين والصحفيين في دولة الإحتلال ،، أن يتكهنوا حول ذلك الموضوع من خلال تقديرات وسيناريوهات محتملة ،، معظمها يتحدث عن أشكال تقليدية ردا على إطلاق الصواريخ ،، سواء كان رد في لبنان ،، أو قطاع غزة ،، دون الدخول في جولة تصعيد عسكرية ..

فالإعلام العبري لا ينشر أي محتوى أو يصرح بأي معلومة معينة عندما يتعلق الأمر في قضايا أمنية حساسة ،، أو استراتيجية دون أن تسمح له الرقابة العسكرية وبموافقة مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي مباشرة ..

فما لم يتطرق له الإعلام العبري وهو فرضية أن يكون هناك سيناريو أخر وغير معلن ،، وهو الذهاب لسياسة الإغتيالات خاصة أنه ومنذ قدوم حكومة يمينية متطرفة بدأت بعض الأصوات فيها ترتفع وتنادي بضرورة الرجوع لتلك السياسة ،، لإعادة ما يسمى قوة الردع المتآكلة ،، ولتصدير أزماتها الداخلية بتفجير الأوضاع الأمنية ،، ولو دققنا فيما بين السطور والتصريحات المتداولة ،، وشاهدنا شكل الاجتماعات العسكرية والأمنية ،، واجتماع ما يسمى بالمجلس الوزاري المصغر للشئون الأمنية ،، ومخاطبة خارجية الاحتلال سفرائها بإبلاغ الدول بأنها سترد على الصواريخ ومن يقف خلفها ،، كل ذلك يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن نوايا الإحتلال تتجه لسيناريو كبير ومحتمل أن يكون سيناريو الإغتيالات ،، ولادراكها أن أي عملية إغتيال ستتطور إلى تصعيد وجولة قتال لا أحد يعرف كيف ستنتهي ..

فلسطينياً علينا أخذ الحيطة والحذر ،، وعلينا أن نتوقع ما هـو أسوأ ،، وأن لا ننخدع بما يُنشر على الإعلام العبري المُضلل ،، ولا لتكهنات وتحليلات بعض الصحفيين ومراسلي وكالات إعلام الاحتلال ،، بأن الـرد وفق السيناريوهات المطروحة في أروقة المؤسسة الأمنية الصهيونية هو رد تقليدي ،، كذلك يجب أن لا نغفل احتمالية وجود سيناريو لم يُعلن ،، ولا نستبعد أن يكون هذا السيناريو المخفي قد طُرح بقوة وتم إقراره ،، وهو سيناريو الإغتيالات ..

➖➖➖

عبدالله نمر أبو الكاس ،،
غزة – فلسطين ..
7-4-2023