الرئيسيةمختاراتمقالاتحديث القدس: قوة الردع الاسرائيلية واحتمالات العدوان

حديث القدس: قوة الردع الاسرائيلية واحتمالات العدوان

الكل يتحدث في هذه الايام عن تراجع قوة الردع الاسرائيلية، خاصة في أعقاب الازمة الداخلية التي تعيشها دولة الاحتلال، والتي أدت الى اندلاع مظاهرات ما زالت متواصلة في جميع أنحاء اسرائيل وبمشاركة الآلاف بل مئات الآلاف رفضا للحكومة برئاسة نتنياهو ولاجراءاتها في التعديلات على القضاء واعتبار ذلك ضربة لليهود الغربيين ولصالح المنظمات والاحزاب اليمينية الشرقية، الامر الذي خلق تخوفا لدى الغربيين بأن الامور تسير نحو دولة دينية، وما يترتب على ذلك من تقليص لدورهم رغم أنهم هم الذين أقاموا دولة الاحتلال.

وبالرغم مما يحصل داخل صفوف الجيش والاحتياط وكذلك سلاح الطيران والشاباك، من شبه عصيان وعدم إطاعة الاوامر الا ان ذلك لا يعني ان تراجع قوة الردع يمكن ان يؤدي الى هزيمة دولة الاحتلال مستقبلا، او ان ذلك بداية لانهيار دولة الاحتلال القائمة على الظلم والاضطهاد وعلى انقاض الشعب الفلسطيني.

غير ان ما هو صحيح ان دولة الاحتلال تستطيع حتى الآن استعادة قوة الردع سواء من خلال التزود بالمزيد من الاسلحة الفتاكة او من خلال الدعم الاميركي لها، خاصة وان اسرائيل لا تزال بنظر امريكا هي الحليف الاستراتيجي رغم الخلافات بينهما على مسألة التعديلات في جهاز القضاء، وبالتالي ستزودها في حالة الخطر بأحدث الاسلحة والمعدات، فهي ، اي اسرائيل يد امريكا العسكرية في المنطقة والتي اصلا تم ايجادها من اجل حماية المصالح الامريكية خاصة والغربية عامة في المنطقة.

ومن هذا المنطلق، فان الاعتماد من قبل جبهة المقاومة على هذا الامر هو الآن في غير محله، وان عليها الاستعداد لما هو قادم خاصة بأن دولة الاحتلال لن تقبل بمواصلة توحيد الجبهات ضدها، وهي وان احجمت في المرحلة الراهنة عن خوص عدوان واسع ضد احدى هذه الجبهات التي انطلقت منها الصواريخ على دولة الاحتلال، فان ذلك لا يعني انه في المستقبل ستخوض مثل هذا العدوان الواسع، خاصة وانها لا تزال تصعد من اعتداءاتها سواء في القدس والمسجد الاقصى او في بقية ارجاء الضفة الغربية امام العالم قاطبة.

فهذا التصعيد الذي هدفه تفجير المنطقة ربما يكون مقدمة للتمهيد لعدوان واسع وهذه المرة ربما يكون بالنسبة لدولة الاحتلال ضد قطاع غزة، خاصة وان بعض العمليات المسلحة ضد اسرائيل في الآونة الاخيرة تعتبر دولة الاحتلال بأن حماس هي المسؤولة عنها، وكذلك الصواريخ التي انطلقت من جنوب لبنان ومن سوريا المتهم فيها من جانب اسرائيل هي المنظمات الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس.

والى جانب هذا وذاك، فان الوزراء المتطرفين في حكومة نتنياهو وغيرهم يدفعون باتجاه التصعيد في الضفة بما فيها القدس وكذلك ضد قطاع غزة، ويضغطون على نتنياهو بهذا الاتجاه، الامر الذي دعا نتنياهو الى الاجتماع مع لبيد رئيس المعارضة مرتين لاطلاعه على الاوضاع والاستعدادات القادمة.

ومن هنا، فليس من المستبعد إعادة الاعتبار للحكومة التي أسهمها الداخلية والخارجية بتراجع ولاثبات بأن قوة الردع الاسرائيلية قادرة على استعادتها من القيام بعدوان جديد.

ولكنه محسوب بأن لا يتحول الى حرب شاملة، بل الى اثبات ان دولة الاحتلال ما زالت قوية وانه رغم تصدع جبهتها الداخلية، الا ان جميع الاحزاب والقوى تتوحد في شن العدوان على القطاع او غيره من محور المقاومة.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا