الرئيسيةمختاراتمقالاتالفبركة الإعلامية وسياسة التضليل للإعلام الصهيوني

الفبركة الإعلامية وسياسة التضليل للإعلام الصهيوني

كتب: علي ابو حبلة

تعد الفبركة الإعلامية إحدى سبل الدعاية الكاذبة والتضليلية للخصوم أو للتغطية على فشل سياسي أو حربي ،و أسلوب حياة لبعض المؤسسات الإعلامية والصحفية المتاجرة ، لإقناع جهات على جهات أخرى وبما يدبر لها من مكائد وهذه الفبركات ربما تكون سببا في هزيمة البعض وتشكيكه بمبادئه ومعتقداته الوطنية والمجتمعية ، وزرع بذور الشك في نفوس أفراد المجتمع وفي شرعية قضاياهم وتخلخل الإيمان بها في حال انطلت عليهم تلك الأخبار الكاذبة .

المطبخ الإعلامي الصهيوني تخصص غرفة عمليات خاصة لفبركة الأخبار على المقاس، وتصوير الريبورتاجات، وتمثيل مشاهد تضمن في أشرطة وثائقية، وتسجيل شهادات للرأي العام مدفوعة الثمن وغيرها من الممارسات اللاأخلاقيه هدفها الإمعان في سياسة التضليل والتحريف ، وتعتمد الفبركة وسياسة التضليل عادة على عنصر المفاجأة في خلق الفزاعه الاعلاميه ، بحيث إن الجهة المستهدفة لا تجد عادة الوقت الكافي للرد او تبديد الفبركة الإعلامية ، بسبب سرعة القرارات السياسية والعسكرية التي تتبع تصاعديا شرارة انطلاقها و يتحول التركيز إلى الإجراءات الصعيدية التي تتخذها الجهة الباغية على الأرض.

ان التطور التقني زاد من إمكانية التضليل والخداع أضعافا مضاعفة ، ولم يقلصها، ولم تعد الشكوى في الأغلب من حجب المعلومات أو إخفائها، بل من سيلها العارم وتضاربها؛ إذ يعاني المتلقي التدفق الكثيف والمتواصل للمعلومات، ويصبح ضروريًّا أن يقوم بفرزها، إذا كان يريد بالفعل الوصول إلى الحقائق، وهو ما يستدعي بذل مجهود كبير في التحقق والتدقيق، وتقديم الشك والتساؤل حول كل معلومة.

هناك حالة من الفوضى ونشر أكاذيب يقوم بها الإعلام الصهيوني المضلل عبر تصريحات مفبركة وأكاذيب لتضليل الرأي العام الدولي وخداع المتلقي وخاصة في المنطقة العربية وتلك التي تستهدف الفلسطيني ،و تشمل غسيل الأدمغة ، وقلب الحقائق، وتغيير القناعات، وضرب الهوية النضالية للشعب الفلسطيني ، ومهاجمة الثورات والكفاح المسلح التحرري، وتكذيب الصادق، وتصديق الكاذب وكذلك يحتل الجانب الدعائي حيزا هاما في النشاط الاقتصادي الصهيوني الإعلامي الموجه من خلال أجهزة ووسائل الإعلام للكيان الإسرائيلي.

« يقول الحاخام يريتسورن في اجتماع سري نظمه اليهود في عام 1869م في سويسرا « : «» ((إذا كان الذهب هو القوة الأولى في العالم، فإن الصحافة هي القوة الثانية. ولكنها لا تعمل من غير الأولى وعلينا بواسطة الذهب أن نستولي على الصحافة، وحينما نستولي عليها نسعى جاهدين لتحطيم الحياة العائلية والأخلاقية والدين والفضائل الموجودة لدى البشرية عامة»»)). وعليه أصبح من الضرورة إيجاد مؤسسات فلسطينيه وعربيه ضد الأخبار المفبركة الغير المسئولة التي تسعى لتحقيق مصالح جهات بعينهم وكبحها ، دون اعتبار للمسؤولية المجتمعية التي تقع على كاهلهم، ولإحداث توازنا في المشهد الإعلامي، حين تختلف المعلومة المقدمة، أو تخرج عن إطارها الصحيح، وعند اختلاف الأخبار في السند التي تعتمد عليه المؤسسات الرسمية، يكون أكثر اعتماداً على أسانيد ودلائل، من مسئولين ذوي مصداقية كاملة لتعبئة وطنية . و نحن في زمن الانكشاف ألمعلوماتي، لا شيء يمكن إخفاؤه في عصر الصورة .

إن وسائل التواصل الاجتماعي أصبح مكانًا ملائمًا لنشر الشائعات وفبركة الأخبار والصور، وأصبحت خزانًا إستراتيجيًّا لوسائل الإعلام التقليدية، على مستوى الأخبار والمقاطع المصورة المفبركة، ولذا يجب أن لا نصدق كل ما يقال في وسائل الإعلام الصهيوني وعبر مواقع التواصل الاجتماعي ، وهذا يتطلب التيقن من المعلومة والسعي لمواجهة الأخبار المضللة وضرورة مواجهة الأخطار التي تواجه الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية وتواجه العرب جميعا وتفويت الفرصة على مطلقي الإشاعات والتصدي لماكينات الدعاية المغرضة وأن يسخر العقل في كل ما يسمعه ويتابعه، وبعث ثقافة التحقق من الخبر، بمعنى أن تتحول من مجرد متلق سلبي إلى فاعل، من خلال التحليل والتفسير والتوثيق، لنصل إلى الحقيقة ولا تنجرف وراء كل خبر كاذب لا قيمة له، ونجعل منه طريقة لشق الصفوف.

مطلوب جهات رقابية إعلامية متخصصة في دحض الشائعات والأكاذيب اليومية التي تبثها المواقع الإخبارية وشبكات التواصل الاجتماعي المأجورة وهدفها التشكيك والتضليل وبث الفوضى وبات مطلوب التعرف على أنواع الشائعات والأكاذيب المتدفقة في كل الوسائل الإعلامية الصهيونية وغيرها ، من خلال الوعي المجتمعي ومعرفة الحقيقة وصولاً إلى مصداقية ومهنية حقيقية للقائمين على وسائل الإعلام.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا