الرئيسيةمختاراتتقارير وتحقيقاتتجار غزة يشكون من رسوم "حماس" الإضافية على السلع المستوردة

تجار غزة يشكون من رسوم “حماس” الإضافية على السلع المستوردة

وسط احتجاجات وإضراب على الإجراءات التي تطاول أكثر من 24 سلعة بينها حليب الأطفال والمياه المعدنية

(وكالات)

عندما أعلنت حكومة “حماس” ضرائب جديدة على بعض الصادرات والواردات في قطاع غزة، لجأ التجار إلى الإضراب والقضاء ضمن إجراءات قانونية نادرة الحدوث احتجاجاً على القرارات التي اعتبروها “غير عادلة”.

وأعلنت الحكومة في يوليو (تموز) الماضي رفع قيمة رسوم الاستيراد على قائمة تضم نحو 24 سلعة غذائية من بينها حليب الأطفال والمياه المعدنية وغيرها، إلى جانب رسوم إضافية على سراويل الجينز المستوردة.

الأسعار ارتفعت 14 ضعفاً، فارتفعت على الفور قيمة رسوم استيراد حليب الأطفال أربعة أضعاف للطن الواحد، و15 ضعفاً بالنسبة إلى المياه المعدنية المستوردة، وطال القرار أيضاً الزعتر المستورد من الضفة الغربية الذي زاد رسم استيراده عشرة أضعاف. وفقاً لتقرير وكالة الصحافة الفرنسية، التي أوردت أن هذه القرارات شكلت ضغوطاً إضافية على سكان قطاع غزة الذي يعاني أصلاً نسبة فقر مرتفعة وتداعيات حصار تفرضه إسرائيل منذ عقد ونصف العقد.

رسوم غير قانونية

يقول الاقتصادي مازن العجلة إن الرسوم المفروضة “غير قانونية”، مشيراً إلى أن الحكومة “في غزة” اعتمدت على “التقدير الجزافي لتحديد قيمة هذه الرسوم، وتتفاوض عليها مع التاجر وهذا يعكس عدم المهنية والابتزاز”.

ودخلت الإجراءات الضريبية حيز التنفيذ في أغسطس (آب)، وأجبر التجار على دفع قيمة رسوم جديدة للإفراج عن بضائعهم التي حجزتها حكومة “حماس” في مخازن معبر كرم أبوسالم “كيرم شالوم” التجاري في جنوب القطاع، بحسب ما أكد عدد منهم.

في أكتوبر (تشرين الأول) توجه أكثر من 40 تاجراً في قطاع غزة إلى القضاء، في خطوة هي الأولى في هذا المجال، لتعطيل تنفيذ الإجراءات الضريبية الجديدة التي اعتبروا أنها “غير عادلة وتضر بمصالحهم”.

وجاء رد القضاء بتجميد تنفيذ هذه الزيادات لحين البت في القضايا المرفوعة، لكن ذلك لم يمنع ارتفاع أسعار عديد من المنتجات في السوق المحلية.

وفي مارس (آذار) أثارت حكومة غزة جدلاً مجدداً بعد فرضها ضرائب جديدة على تصدير الأسماك من القطاع وعلى الفواكه المستوردة.

وزادت على الأثر أسعار بعض أنواع حليب الأطفال من شيكل واحد (0.27 سنت) إلى تسعة شواكل (2.47 دولار) للعلبة الواحدة، على ما أكد أصحاب صيدليات في غزة تحدثت معهم وكالة الصحافة الفرنسية، إذ أشار أحد الصيادلة إلى أن “الأسعار تشهد ارتفاعاً عالمياً ولا تحتمل زيادة في الرسوم هنا”.

بالنسبة إلى الأسماك، يستورد قطاع غزة المطل على ساحل البحر الأبيض المتوسط نحو 120 طناً من السمك من مصر شهرياً، بينما يسمح لتجار القطاع بتصدير 60 طناً شهرياً للضفة الغربية وإسرائيل، بحسب مسؤول في نقابة الصيادين.

ويقول تاجر أسماك فضل عدم الكشف عن هويته “كنا في السابق ندفع شيكلاً واحداً ضريبة لكل كيلوغرام سمك نستورده من مصر عبر بوابة صلاح الدين (الحدودية مع مصر)، وبحسب الضريبة الجديدة سندفع خمسة شواكل لكل كيلو نستورده من مصر”.

ودفع إضراب نفذه التجار استمر أسبوعين الحكومة إلى التراجع عن قرار الضريبة الجديدة المفروضة على الفواكه، بحسب عدد من كبار التجار.

ويرى مالك شركة استيراد وتصدير مواد غذائية “الأصل في القانون ألا ندفع أي رسوم، لأننا ندفع الضرائب في الموانئ الإسرائيلية لصالح السلطة الفلسطينية”.

ويتابع وسيم الحلو “التزمنا دفع رسوم على البضائع في غزة لسنوات، أما زيادة الضرائب بهذا الشكل فغير معقولة”.

تأثير اقتصادي سلبي

ويشير الحلو وهو عضو في الغرفة التجارية إلى أن قيمة الرسوم ارتفعت “بنسبة 100 في المئة في الأقل، وهذا يضر بالاقتصاد المتهالك أساساً”.

في المقابل يقول مدير عام السياسات والتخطيط في الوزارة أسامة نوفل إن هذه الرسوم “ليست بهدف الجباية بقدر ما هي بهدف دعم المنتج المحلي وهو بالفعل ما حصل”.

ويوضح مسؤول اللجنة الاقتصادية في الغرفة التجارية رياض السوافيري أنه إلى حين بت القضاء في شكوى التجار اشترطت حكومة “حماس” على التجار التعهد بدفع قيمة الرسوم الجديدة بأثر رجعي في حال جاء الحكم لصالحها.

وعمد التجار إلى تقليص كميات البضائع المستوردة إلى النصف تقريباً خصوصاً المياه المعدنية المستوردة.

وتعليقاً على هذه الخطوة يقول نوفل إن هدف الحكومة في هذا الجانب يتمثل في “دعم مصانع تحلية المياه في القطاع”.

لكن العجلة يشدد على أن “دعم المنتج المحلي لا يتم عبر فرض ضريبة على الأصناف المستوردة، وإنما بإلغاء ضريبتي الدخل والقيمة المضافة المفروضة على المواد الخام أو بتوفير كهرباء مجانية” للمصانع.

ويعاني القطاع شح مياهه الجوفية ونسب تلوث عالية. ويعتمد غالبية سكانه البالغ عددهم أكثر من 2.3 مليون نسمة على شراء مياه في قوارير بلاستيكية.

وطالت الإجراءات الضريبية قطاع الملابس، إذ فرضت عشرة شواكل على كل سروال جينز وكل عباءة مستوردة.

ويقول أمين سر نقابة تجار الملابس ناهض السودة “رفضنا هذا القرار المجحف، ورفعنا قضية ضده انتهت بالتوصل إلى اتفاق مع وزارة الاقتصاد يسمح باستيراد 600 ألف بنطلون و150 ألف عباءة وجلباب سنوياً معفية من الرسوم”.

ويستورد قطاع غزة ما بين ثلاثة وأربعة ملايين سروال سنوياً، بحسب السودة، لذلك يعتبر السودة أن الكميات المعفية تبقى غير كافية.

اندنبدنت عربية

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا